٢٠

11.9K 260 17
                                    

فتح الباب وشافه متخبي داخل البطانية تنهد وتقدم يقفل الباب وجلس بجنبه ونطق : والله لولا الشعر اللي خط وجهي كنت دخلت معك داخل البطانية
وسحب بعدها البطانية يشوف دموعه رفعه ونطق : افا تبكي وانت اخو نمر ؟ ليه يبه تبكي ؟
نطق بطفوله ونبرة باكية تتآكل فيها الحروف : انت تجيب ولد وتصير انت ابوه
قاطعه أَسِيف بهدوء : انا ابوك قبل ما اكون ابوه
أشار راسه بالرفض بتكرار : لا مو ابوي انا أنيس عمران بس هو بعدين ابوه اسمه أَسِيف مو مثلي
قاطعه بنبرة جدية يفهمه بحنية : حظيظ انت يوم لحق اسمك اسم عمران ، تعرف انت مين عمران ؟
ابتسم بعدها بتذكر : اعظم رجل عرفته بحياتي و أحن من على هالارض وطى اب عظيم ماترك ولده يوم ابدًا غلب كل شيء بالدنيا ذي وغلبه الموت
سكت أنيس ومسح دموعه أَسِيف بحنية : عندك اب عظيم و اخ يحبك اكثر من روحه مو انت اللي تغار من ولدي ، ولدي يغار منك ، والله لو يطلع من صُلبي مئة رجل ما نافسوك بمكانتك عندي
نطق بعدها أنيس بتساؤل : وانت أسمك أَسِيف عمران ؟
اشار رأسه بالرفض بهدوء : لا ، انا أَسِيف بن سعد
وبشرود تذكر ابوه وماقدر يوصفه الا بعبارة : القاسي اللي كان في هالدنيا حنون ..!

كانت أشد عبارة توصف سعد ، كان الفعل الماضي الدال على حنّيته المنّسية لان القاسي انهت باقي العبارة ولو لها موقع اعرابي فهي نفت كل حنّيته ، ورغم ذا ما انكر ان ابوه كان حنون و عطوف و ان مصدر قوته من ابوه اللي رباه على ذكاء و دهاء و علمه وجعله نمر من بعده ، خلاه رجل يحسب له الكل الف حساب واذا أَسِيف كسب مكانه بالدنيا فكله من فضل ابوه اللي قسى باخر سنينه معه ..

انحنى لأنيس وهو يدغدغه بمزاح ويقبله : كبرنا ونغار اجل ها ؟
حضنه وهو يسمع صدى ضحكاته ينطق : لا خلاص جيب بنت و ولد
ونطق بعدها برفض : بنتين يلعبون سوا و ولد يلعب معي
ضحك ونطق بمزاح مايفهمه : لو الموج يساعد بس

عند سارة و رُواء
كانت تسمعها تنطق : أنيس ما شاف ابوه ولا عرفه وتعلق في اخوه مرة ، حتى ايام سجنه كان يتعب و يوجع من كثر مايبيه يحبه حتى اكثر مني وانا امه ، علشان كذا يناديه بابا لانه يبيه ابوه
سكتت بتفكير من كلمه " ايام سجنه " ونطقت : حتى أَسِيف يحبه ويعزه كثيير ومافي حد بياخذ مكانه ابدًا
ابتسمت سارة تنطق : صبي قهوة بكرا يكبر ويتعود
ضحكت وهي تقوم تصب لها قهوة ..
جلسوا مع بعض وقت ونطقت بعدها سارة : قومي امي نشوف عيالي مالهم حس
ابتسمت وهي تنطق : روحي انتِ خالتي مايحتاج انا
قاطعتها بإصرار : وانتِ من عيالي قومي معي




ابتسمت وهي تقوم تمشي معها وطلعوا المصعد لأجل ما تتعب سارة من الدرج تقدموا للغرفة وفتحتها وهي تشوف أَسِيف نايم بهدوء وفي حضنه أنيس نايم معه ، والاقلام والأوراق مرمية بالأرض لانه كان يرسم معه ، ابتسمت سارة وهي تتقدم تشيل الاغراض وساعدتها رُواء ، التفتت سارة تتأمل اولادها ونطقت : الله لا يوريني فيكم شر ..
تأملت رُواء اللوحة قدامها ، أسيف و أنيس و سارة تتأملهم ، اللوحة اللي ممكن تكون هي سبب في كسر بروازها ، طلعت وتركتهم متجهة لغرفتهم ، تقدمت نحو البلكونة لان غرفة أَسِيف اللي هي فيها الان لها بلكونة بس هذي اول مرة تطلعها لانه يبقى فيها وحده يدخن لاجل ما يضايقها ، شافت الكرسي مع طاولة صغيرة فيها سجائر و عاء سجائر يطفئ فيها ، جلست وهي ترفع نظرها للحوش الوسيع والقصر الفسيح ، رفعت نظرها لجوالها وهي تدخل لرقم اللي مكتوب عليه " العم يوسف" وتأملته بهدوء وحيرة باتخاذ القرار ..

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Where stories live. Discover now