٤

13.1K 268 29
                                    

كانوا يتأملونها بهدوء ، يشهدون انهيارها ورجفتها وهم اكثر من يعرف بالظروف اللي مرت فيها ، باخوها المرمي في السجن بعد جريمته ، بتعب ابوها من بعده وموته ، فتعلقت في سلمان بأشد اوقاتها حاجة ، ورسمت معه حلمها وسعادتها وفرحها ، طيرها لسابع سماء ، ورماها لين الارض ، هد حصونها وانسحب من اول عتبة ، زيف كل شيء واستغل الضعف لين وهبته روحها ورجعت بعدها ، كانت تتكلم بكلام ملخبط وغير مفهوم ، بينما عند رُواء و جوري كانتا المترجم لها ولحديثها ، تنطق بشباك متشابكه ويقوما بفك هذي الشباك بكل هدوء . ينصتا بعد ان راى كبر الموضوع عندها ..

سكتت بعد ما فرغت كل مافي جعبتها وارتاحت من سموم الكلمات في جوفها ، التفت لجوري اللي تمسح دموعها ونطقت وجد بنبرة بكاء : ليه تبكين !
لتردف جوري وهي تمسح بكلتا يديها دمعها المنساب : لانك تبكين ..
واكملت جوري وهي تسحب من المنديل اللي كان في حضن وجد : رُواء جيبي شوكليت تكفين
ضحكت وجد رغم كل التعب ، لان جوري الشخص اللي قادر على تحويل مشهد مبكي الا نكتة سخيفة تحول البؤس لفرح وهي اكبر اسباب فرحهم الدائم ..

وسرعان مانطقت رُواء باقتراح : انا اقول أجيب اسكريمات و شوكليت للبكايّة ونشوف فلم حزين نصيح عليه ونشتم في الرجال
قفزت جوري بحماس وهي تردف بعدها : موافقين موافقين ونروح بكرا الشالية ولو تبين سفرة فرنسا تشوفي يا وجد الجمال الفرنسي ينسوك الضفدع اللي حتى امه ما تحبه
ضحكت وجد وهي تمسح دموعها وتنطق بعدها : محد يحب الأجانب الا رُواء كلنا ننتظر الأسباني اللي بتجيبه

فعليًا كانت عبارة رُواء الدائمة انها لو تزوجت ماراح تأخذ الا اجنبي تشوفهم يجذبونها اكثر من اي حد ..

في هذي الاثناء كانت رُواء تتصل على اليزا وتأمرها باحضار ما يحتاجونه وهي تراقب حديث وجد مع جوري المشغولة بضبط الشاشة الكبيرة حد البصر واختيار فلم مناسب لانها اكثر من يحب الافلام وعندها خبرة فيها ..

التفتت لها وجد اللي تحاول تقوي نفسها وتاخذ بكلامهم ونطقت : جهز فستان ميلادك ؟
نطقت رُواء بعدها من غير ماترفع نظرها لهم ، هي عارفه لو رفعت بيفهمون الحزن اللي بعيونها : باقي اسبوع على موعد استلامه
تقدمت وجد وهي تنطق بهدوء : رُواء ترى قاعدين نشوف كرهك لهاليوم وقفي تظاهر بانك مبسوطه !
نطقت ومازالت عيونها على اظافرها ، تكره البكاء تكره فعليًا يرى حد دموعها واكملت : عزم جدي كل بنات معارفه بنات شيوخ و تجار والكل بيحضر الا بابا بيسافر زي العادة يتظاهر ان عنده شغل
رفعت عيونها لهم وضحكت ، رغم كمية الحزن بعيونها ضحكت ! رغم كمية الألم في قلبها ضحكت ! التظاهر بالقوة كانت هوايتها ونطقت بعدها : بلبس اسود هالمرة بطلع عن باقي الالوان
ضحكت جوري وهي تردف : كل ملابسها اسود وتقول بتطلع
بينما وجد كانت تتأملها ، تستمد القوة منها ، كلهم يستمدون القوة منها لاجل ذا كانت تخاف تسقط عندهم ومايلقون عكاز يمسكونه ، مسكت وجهه رُواء وهي تردف : انا دخيل هالغرور وهالوجه العذب
ضحكت رُواء وهي تحتضنها وتردف بمزاح : من قال وجد اللي تكره الغرور بتحبه
الا ان وجد نطقت وهي في حضنها : ماقلت احبه ، ومازلت اكره ، بس انتِ الاستثناء في كل قواعدي الراسخة انتِ الغرور و الزَّهوُ الاحب لقلبي

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ