٩

12.7K 260 196
                                    

بعد اسبوع  ..
شقة الشباب

كان مستلقي على الكنبه انظاره نحو معاذ اللي بحضنه دجى وبيده قهوته السوداء ، عدل جلسته يرفع الجوال نحو معاذ يهمس : اخذها ؟
التفت معاذ له ونطق بضحكة: بتفلس الشركة من كثر سياراتك ! يطيب من اسبوع شاري وش الهووس ذا
وفعلًا كان مهووس بسيارات لدرجة مو طبيعية وهو يهمس : اهخ اللي ببالي للان ماخذيتها
ليردف معاذ بعدها : بتأخذها ان شاء الله

التفتوا لصوت فتح الباب وما خاب ظنهم وقت بان لهم زول صاحبهم الثالث واللي مشى بهدوء وجلس ، رفع نظراته لهم يفكر ، بياذونه في اقرب الناس له ، يمكن مو قتل لكن يمكن يكونون سبب في افلاس راكان او قضية لمعاذ ، هو فعلًا ادرك قبل اسبوع انه يتعامل مع وحوش ممكن تنهي حياتهم بلمح البصر وتأذيهم وهذا الشيء اللي مايقدر يستحمله ابدًا اذى لهم وضر ويمسكنه من ايده اللي توجعه .

ماقال شيء لان مايدري ايش ممكن يقول ، التفت لمعاذ اللي نطق : كيف امورك ؟
ابتسم وهو بكمل : بخير الحمدلله
التفت لراكان اللي كانت ملامحه دلائل عدم الرضى ، هو متأكد ان معاذ بيفهمه بسكوته وصمته ، لكن راكان مهما صار بيبقى معصب منه ، وقف وهو يمشي لراكان وجلس بجنب كنبته ، رفع يدينه لوجهه ، مايدري ليه لكنه مسكه ، مسكت اخ وهو يطبطب عليه بيدينه بلا كلام ، همس راكان بعدها بنبرة تساؤل مبهم : ليه تودعني ؟ وين رايح ؟
اشار رأسه بعدم معرفه يهمس : ضايع مالي مكان ..

اكتفى بهالعبارة وهو يطبطب عليه ويوقف بعدها يضع مفتاح الشقة بالطاوله امامه ، مشى لمعاذ ويدينه استقرت على اكتافه ، وطلع بعدها من غير اي كلمه ثانيه ، التفت راكان لمعاذ بعدم استيعاب همس : وش اللي صار الحين ؟
مارد معاذ وهو يسمع راكان يكمل : مين يودع مين ؟ وش اللي قاعد يصير معاذ ؟




مارد معاذ وهو يسمع غضب راكان وصراخه وعدم رضاه باللي صار ، واكتفى معاذ بسكوت ، لان كل شخص يمارس ضيقه بطريقته ، هذا يرضيه الصراخ وهذا يرضيه السكوت ،
كان يقول ويرمي كل كلمه وكل قهر فيه لين نطق بصراخ : لييه ساكتت انت ليييه ؟؟

وقف معاذ ومازال متمكن من هدوءه ولكن نبرته يتقمصها الغضب : انت شايف شكله ؟ شايف الحيرة بعيونه ؟ شايف الظلمة ؟ اللي صار له مو هين ، انقلب كل شيء ، وانا متأكد انه هلكان لا تزيده راكان ، مدري ايش اللي صار لكني متأكد انه مو هين ، مو هين ..
انهى كلامه وهو يشوف راكان يطلع من الشقة بغضبه وقهره وصوت ضرب الباب بالمكان منتشر ..

قصر النمر ..

غفى بعد ما ابتلع حبوب تساعده على النوم ، لان علاقته بالنوم هي أسوأ علاقه مر فيها ، تداهمه ذكرياته و كوابيسه تخنقه وتذكره بماضيه ، ولكن هذي المرة داهمته ذكرى حزينة يحبها حيل ويشتاق لها ..

في الماضي

كان صاحب ١٧ عامًا طائش و متهور ، اخذ سيارة عمران من غير علمه وصدم فيها ، ويحتاج كفاله لاجل يطلع، باللحظة اللي جاء عمران يطلعه ، مجرد ماخرج معه ضربه ، بس ماكان ضرب شديد ، مجرد ضربه حنونه توسطت كتفه وهو يردف بعصبيه: ماتدخل البيت الليله فاهم ! روح احفظ سورة الرحمن اذا تبي تنام الليله بالبيت مو بالمسجد
و وصله للمسجد ورجع البيت ، ما سأله ليه خذيت السيارة ، ليه صدمت ، ليه وليه ، لانه عارف انه بسن طيش ويبي يعيش زي غيره ، رغم انه عدم السيارة من قدام ، وسبب خسارة له ، الا انه احنّ رجل دخل حياة أَسِيف ، ماينسى كيف سهر يحفظها ، حفظها سهل ولكن عمران يدقق على الحركات واحكام التجويد وغيرها اللي علمه عليها ، رجع الليل يدق الباب فتح له عمران  ،

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Where stories live. Discover now