٢٦

10.4K 250 29
                                    

جمعت الاوراق اللي طاحت ورفعت القلم اللي كان نفس القلم اللي كتبت فيه ، لانه مختلف وسبب اختلافه ان آسم معاذ منحوت فيه ، وضعته بجيبها بلا أدراك لانها تبيه عندها وناولته الاوراق وابتسىم لام وجد يقبل رأسها ويسمع الدعوات المنهمرة منها ..

عند أَسِيف ..

ركب السيارة ينتظرها لانها جت معه، ركبت ولان حتى هي الموقف كبير ونزلت دموعها اللي حاولت تخفيها ، عقد حجاجه ورفع يدينه لذقنها يرفعه ويلفه ناحيته ، رفعت نظراتها له ولانهم في العصرية شعاع الشمس يتخلخل في عيونه ويبان بُن عيناه بطريقة مُبهرة ومختلفة وتلمع عيونه ، في هذي اللحظة ترددت تعلمه لان لمعان عيونه لها مختلف تخاف تعترف تخاف تفقده ، رفع يدينه وقت انهمر دموعها ، صحيح ان الجلسه كانت تستدعي البكاء بس ما كانت تبكي على الجلسة تبكي من خوفها ..
مسح دمعتها باصابعه بهدوء نطقت وهي تتأمله : عيونك تلمع ..!
هالمرة ما تحجج بالشمس هالمرة جاوبها بصريح : لآن فيها انعكاسك ..!
وكان هذا تصريح منه ان هي سبب لمعة عيونه لا الشمس ولا القمر ولا النجوم ، هي وحدها القادرة على جعل عيونه تلمع وتنطفئ هي فقط ، لان انعكاسها مو زي انعكاس اي شيء على سطح هذي الارض ، انعكاسها مُذهل يستحق اللمعان ..!

سكتت بهدوء انتبهت لشنطة في الخلف نطقت : رايح مكان ؟
رغم معرفتها التامة بوجهته نطق : رحلتي بعد ساعه مسافر اسبوع وراجع
اشارت راسها بالايجاب واكملت : اجل روح للمطار وانا ارجع السيارة بعدين
كانت تبي تبقى معه وقت اطول لكنه رفض بقوله : لا اوصلك البيت
كان ردها مفاجىء لحظتها بقولها : نروح المطار .. ابي اودعك ..!
سكت بهدوء من طلبها الغريب ونظرة عيونها الحزينة اشار رأسه بالايجاب لطلبها وغير وجهته للمطار وكانت أغنيه السيارة سيدة الموقف..
وقف في المطار وكل الطريق تتأمله وتحتفظ في اللمعان للمرة الاخيرة ، تبيه يشوفها رُواء لاخر مره قبل ماتتغير موازينه ، رُواء فقط بلا عقود و صفقات و قوة و شدة و سُلطة ، رُواء .. فقط

نزل ونزل الشنط واستقبله جواد اخذها لطائرته ، رغم ان مافي حد حولهم بقيت في السيارة تناظر انشغاله وتسليمه للاوراق لجواد يكمل الاجراءات ، انحنى من الشباك يكلمها : تعالي اجلسي هنا
نزلت لاجل تنتقل لمقعد السائق وقفت مقابله وابتسم لها بهدوء ، اعطاها قفاه ومشى كم خطوة ولانها ماتضمن الجاي نطقت : أَسِيف ..!
التفت لها ومشت له بعجلة ترفع يدينها وتوقف قباله وتحتضنه بعد ما سكن رأسها بصدره ودخلت يدينها لظهره تشد عليه ، ماكان قادر يفهمها في هاللحظة بذات بس ماوده يفهم يكفي انها الان بين يدينه ، شد عليها يحتويها يستشعر القُرب اللي يبي اكثر منه ، يستشعر النار اللي بين يدينه وعمرها ماراح تدفىء ، السر اللي يجهله هي الصفقة اللي عُمره مايلقى لها عقد ..!
ابتعدت عنه وحاوط وجهها بيدينه وقت حس فيها شيء همس : الغيها لو قلتي اي ..!
ورغم اهمية السفرة والاجتماع لكنه مستعد يلغيه ويرجع معها لو قالت بس اي !
اشارت رأسها بالرفض رغم رغبتها انه يبقى و ابتعدت تتركه وركبت السيارة تغادر وصوت راشد الماجد بالمكان
" لا تلوح للمسافر
المسافر راح
ولا تنادي للمسافر
المسافر راح ..! "
تستشعر كل كلمة يغنيها لين وصل لقوله
"مادري باكر هالمدينة وشتكون
النهار والورد الأصفر والغصون
هذا وجهك يالمسافر لما كانت لي عيون
وينها عيوني حبيبي ؟
سافرت مثلك حبيبي ..! "
وهذا كل خوفها يكون رجعته بعد الحقائق مختلف لان لا لمعة ولا حنّية ولا غيرها ، وتبقى تردد وحدها وينها لمعة عيونك حبيبي ؟ انطفئت مثلي حبيبي ..!
وبكت بعد ما استوعبت ان خسارته هو بذات مايعوضها شيء وان ملاك شيطاني مثل اسمها ما يغيره شيء ،
القطار وفاتنا ، والمسافر راح..!

زهو عُمرك سجَّان وِجداني !Where stories live. Discover now