المقدمة

3.1K 78 8
                                    

المقدمة
بخطوات يعلوها التثاقل دخلا بالغرفة .. واجمة هي ذات ملامح مُطفأة لم تنجح المساحيق أو الفستان الأبيض الذي ترتديه بإنارتها .. يتبع أثرها ببدلته السوداء ذات القميص الرمادي ورابطة العنق الحمراء .. لم يقلّ عنها عبوسا بينما يسير بتباطؤ حتى توقّف في منتصف الغرفة حين رآها تقف عند السرير .. حمحم مُجليا حنجرته استعدادا للكلام بينما انتبهت برأسها إلى صوته وهو يقول بهدوء:
_ "الحمام من هنا وهدومك في الناحية دي من الدولاب."
ثم استطرد بنبرة أعلى يُطبِق الحزن عليها:
_ "أنا هسهر تحت شوية .. خدي راحتك."
أجابته بالسكون الذي أصاب لسانها وسائر جسدها إلى درجة عدم القدرة على الإيماء برأسها حتى! .. تفهّم ما يحدث فخرج من الغرفة دون تعقيب ليقع قناع الصمود عن وجهها سريعا وترتمي على السرير دون أدنى مقاومة لعبراتها الفارّة من محابسها بانهمار .. تعالت شهقاتها تزامنا مع وجيب قلبها الذي بات يعلو ويهبط باضطراب .. شدّت بأناملها على المُلاءة بينما تُجهش في البكاء دون انقطاع وكأن كل ما كانت تحتاج هو البقاء منفردة قليلا لئلا يرى مخلوق انكسارها .. تذكرت جيدا تلك الليلة التي تسبّبت في خسارتها ثقتها وسعادتها .. تلك الليلة التي تعرضت فيها لسرقة ما يجعل كل أنثى مرفوعة الرأس .. تلك الليلة التي كانت وستظل نقطة سوداء في حياتها التي حلّ الظلام بسمائها .. نطقت من بين شهقاتها بحسرة وبكاء:  
_ "أنا كنت سعيدة أوي .. كنت سعيدة لدرجة افتكرت اني أكتر بنت محظوظة في الدنيا دي .. لكن فــ لحظة واحدة.."
تعالت شهقاتها من جديد حتى ما عادت تستطيع التقاط أنفاسها لتُردف بصوت متحشرج"
_ "فــ لحظة واحدة خسرت كل حاجة!"
ورغما عنها توالت ذكرى الأيام الفائتة قبل تلك الليلة البائسة إلى ذهنها .. حيث كانت تلك القوية الشامخة التي لا يقوى شيء على محوِ بسمتها .. حتى انكسر أنفها وما عادت تقوى على مواكبة الحياة وكأن روحها صارت خواء وبالكاد جسدها يقبل الماء والغذاء.

اتمنى تشرفوني بمتابعتها وآن شاء الله تنال إعجابكم واستفاد من نقدكم، وارجو تضيفوا أصدقائكم لقرائتها
تحياتي ليكم .. إسراء الوزير

اغتصاب لرد الاعتبارWhere stories live. Discover now