الفصل التاسع عشر

515 28 9
                                    

19
#اغتصاب_لرد_الاعتبار "الفصل التاسع عشر"
(جسد بلا روح)
**********
مسحت بطرف المنديل الورقيّ أسفل جفنها بينما تختم بصوت متحشرج إثر نوبة طويلة من النواح:
_ "طردني من المكتب ولولا خوفه من اسم عيلتي ما كانش اتأخر عن طردي من الجرنال!"
ثم أكملت من بين بكائها بنزق:
_ "هو ما بصش غير لمصلحة الجرنال ونسي رسالة الإعلامي الحقيقية وهي نقل الحقايق مش مجرد مبيعات."
تابعها بصمت منتظرا حتى انتهائها من إفراغ ما يجيش بداخلها حيث قالت متعجّبة:
_ "اتفاجئت ان ناس كتير بتمشي ورا البنت دي ومش راضيين يسيبوها فــ حالها.. وكل ده عشان زيادة المتابعين مش أكتر.. البنت دي هتتأذي جدا يا نائل!"
تحدث نائل بجديّة أخيرا:
_ "مش بس الأذى عليها لا كمان بنتها الصغيرة وجوزها.. ربنا يساعدهم ويقدروا يتخطّوا المحنة دي."
تمتمت الدعاء في صمت ليعود نائل قائلا بنبرة مرتفعة يستدعي انتباهها:
_ "بس اقولك حاجة.."
التفتت إليه لتجده يقول بنبرة تبعث التفاؤل:
_ "ده ما يستدعيش انك تعيّطي بالشكل ده.. بالعكس المفروض تكوني فخورة بنفسك عشان قلتي الحق حتى ولو على حساب مصلحتك."
لم تتكلم وإنما تركت لعقلها فرصة التفكّر بكلماته مليّا بينما يكمل بشيء من السرور:
_ "هو وبقيّة الإعلاميين عملوا اللي يفيدهم ماديّا بغضّ النظر عن إن ده هيأثّر على بريئة نفسيّا.. فالمفروض تكوني فخورة إنك رفضتي تشاركي في المنكر وحاولتي تغيّري فيه حتى لو بلسانك."
تكلمت بصوت يكاد يصل إلى الأسماع:
_ "صح."
ابتسم بحبور ما أن وجدها توافقه بذات التيّار فقال بسعادة:
_ "ممكن بقى تبطلي عياط وتبتسمي يا فيروز!"
ارتسمت الابتسامة على شفتيها والتمعت بوميض برّاق بعينيها بعد كلمته الأخيرة على الرغم من احتوائها على لفظ الدّلال الغير محبّب لها.. ولكن هذه المرة سمعته من منظور مختلف.. سمعته من شخص أراد إعادة البهجة إلى وجهها ولولا حديثها معه اليوم لاحتجزت نفسها بغرفتها عددا من الأيام تبكي وتنوح.. ولكن أسرع هذا إلى منع المتوقّع حدوثه وأسرع يعيد ثقتها إلى نفسها وأنها قامت بالصواب على كل حال.
**********
زاد في التقدّم تحت نظرات الواقفين وعلى رأسهم ربيع الذي كان يرمقه بمزيج من النظرات الغاضبة والمتبرّمة.. وقف أمان مقابلا له ثم همس بصوت خفيض يحمل الخبث بثناياه:
_ "أيوة أمان يا دكتور ربيع.. عرفت ان في ضيوف قلت الحق احضر العزومة."
احتقنت الدماء بعروقه بينما يستمع إلى كلمات هذا المتهكّمة حيث يقول بجديّة:
_ "دول صحفيين يا دكتور."
بادر يسأله بقتامة:
_ "وجايين يعملوا إيه هنا؟"
أخفض بصره بينما يقول بهدوء:
_ "يصوّروا الضحيّة المنتحرة اللي لسّة واصلة المستشفى هنا انبارح."
قبض على فكّه بقوّة بينما يرمق ربيع بنظرات مشتعلة بينما يقول بغضب:
_ "والله! أقدر اعرف مين سمح لهم؟"
ثم استرسل يقول بتهكّم:
_ "ولا عشان حضرتك واخد مكان دكتور أحمد يبقى أيّ حاجة تمشي بالسهل كدة؟!"
شعر بارتفاع نبرته حتى كادت تصل إلى آذان المحيطين بهم فشعر بشذرات الإحراج تحوم حوله حيث يراجعه هذا الشاب الذي يصغره بعشرة أعوام عن قرار كان قيد التنفيذ.. فزاد بالقرب يقول مبرّرا:
_ "أنا كمان المشرف على حالتها ما تنساش ده."
أجابه أمان بنبرة ساخرة تحمل من الوعيد ألوانا:
_ "إللي مش هنساه هو إهانتك دلوقتي لو حاولت تمنعني من اللي هعمله."
حدجه بنظرات مستفهمة ولم يدُر بخلده ما سيقدم عليه أمان.. ما هو متأكد منه أنه لن يكون تصرفا جيّدا على كل حال.. تجاوزه أمان كي يوجّه كلامه إلى جماعة الإعلاميين قائلا:
_ "شكرا جدا لوجودكم يا أساتذة بس اتّضح صعوبة دخولكم دلوقتي."
تعالت همهمات الموجودين ما بين الغضب والاستهزاء بتلك الكلمات حيث ارتفع صوت أحدهم قائلا باستنكار:
_ "إزاي يا دكتور؟! إحنا واخدين إذن وجايين من بدري!"
التفت إليه أمان بملامح صلبة تخفي بداخلها غضب جمّ حيث قال وكأنّه أعدّ الإجابة مسبقا:
_ "بس أستاذ وليد جوزها ما يعرفش بكدة.. ولو عرف ان المستشفى سمحت بدخول الصحفيين هيبقى موقف محرج لينا وليكم.. ارجو تفهموا ده."
التفتت الأنظار نحو ربيعليجدوه يقف مكتوف الأيدي عاجزا عن إبداء اعتراض.. وبين سكوته وإصرار أمان على ردعهم تحرّكوا نحو الجهة الأخرى عائدين أدراجهم خائبين الرّجاء.. بانصراف آخرهم التفّ أمان بجسده كي ينظر إلى ربيع فيجده ينظر إليه بنظرات محتقنة تحمل من الضّغينة ألوان حيث ينطق من بين أسنانه متوعّدا:
_ "مش هنسى اللي عملته معايا يا دكتور."
لم يرفّ له جفن من كلمات هذا الغاضب الجافّة حيث أجابه بخشونة:
_ "هو انا لسّة علمت حاجة.. أدامي على المكتب عشان ليك كلام تاني مع دكتور أحمد."
**********
في الظهيرة.. تجاوزت روفان الباب الرئيسيّ للشركة ثم تقدمت حتى وصلت إلى دراجتها البخارية.. رفعت حزام الحقيبة الذي كان ملتفّا حول كتفها وقبل أن تتحرك إلى الخطوة التالية استوقفها صوت تعرف ماهيّته جيدا استطاعت تمييزه دون الحاجة إلى أن ترى المنادِي قائلا:
_ "مسااء الخير يا روفان."
استدارت كليّا كي تواجه هذا بنظراتها الهادئة ظاهريّا بينما تقول مرحّبة:
_ "أهلا يا حضرة الظابط."
بادلها بابتسامة خافتة بينما يشعر باختفاء الكلمات من عقله حيث سكت قليلا يفكّر بحجّة مثاليّة لإيقافها والحديث معها على انفراد خاصة وهي لا تحبّذ ذلاك بعد اللقاء الأخير.. قالت روفان بجديّة:
_ "أقدر اساعدك في حاجة؟"
سرعان ما التقط خيطا رفيعا يوصله إلى قول مناسب حيث أردف متسائلا:
_ "هو فعلا هناخد أجازة طول شهر رمضان؟!"
_ "أيوة أستاذ أنور بيوقّف الشغل فــ رمضان."
قالتها بإيجاب ليستطرد فهد بسؤالها:
_ "هو بيصوم؟"
هزّت رأسها نفيا بينما تقول بهدوء:
_ "لأ.. من النوع اللي يساهم في إفطار الصايمين ويرفض أيّ بيزنس في التوقيت ده.. بيبقى شايف انه عمل حق لرمضان بالشّكل ده."
لمّا وجدته صامتا لم ينبس بالمزيد التفّت نحو درّاجتها قائلة:
_ "أشوف وشّك بخير يا حضرة الظّابط."
عاد يوقفها قائلا بنبرة يغلّفها الوجوم:
_ "هو فعلا مرات وليد اتعرّضت لحادث اغتصاب؟!"
اعتصرت عيناها بقوّة بينما تشعر بوخزات الألم تصيب خافقها بعد ذكر فهد لهذا الأمر.. حلّ الامتعاض على ملامحها وأبَت العبرات إلا أن تشارك بماراثون الهروب من المحابس والتي تبادر بالخروج تكون الأفضل.. احتبست عبراتها قدر المستطاع فعادت تلتفّ نحوه وهي تخفض بصرها لئلّا يرى كمّ الألم المتجمّع بمقلتَيْها.. ثم أجابت بشجن:
_ "أيوة ودلوقتي في مستشفى الأمراض العصبيّة.. المسكينة حالتها صعبة جدا."
تريد الهروب قي التّوّ واللحظة والاختلاء إلى نفسها قليلا ولكن هذا يردعها جديّا حيث يكمل المناقشة بنبرة ثاقبة:
_ "دي تقدري تقولي عليها أعمال وليد؟"
تناولت شهيقا عميقا ملء رئتيْها ثم زفرته على مهل بينما تنظر إليه قائلة بصوت واجم:
_ "ولو أعماله.. ليه هي اللي تستحمل الذنب؟!"
وهنا انهارت آخر الحصون وتلاشى صمودها حيث أخذت الدموع تتوالى من عينيها بغزارة.. غلّف القلق ملامح فهد الذي سرعان ما نطق بنبرة مطمئنة:
_ "روفان مالك أنا ماقصدش..."
ثم أخرج من جيبه منديلا ورقيّا ومدّه إليها لتنظر إليه بهدوء ثم تزيح عبراتها بأناملها قائلة بصوت جادّ مصطنع:
_ "لا لا أنا اللي اتأثرت زيادة.. يمكن لإن مراته كانت كويسة جدا مالهاش في حاجة.. ربنا يزيح عنها الهمّ."
_ "يا رب."
قالها بخفوت لتهرع إلى ركوب الدراجة ثم ترتدي خوذة الأمان قائلة:
_ "بعد إذنك."
وقبل نيْل الإذن فعليّا أسرعت إلى الانصراف تحت نظرات فهد المعلّقة بأثرها حتى اختفت عن مدى بصره.. للمرّة الأولى يراها بهذا الضعف.. للمرة الأولى يراها متأثرة بحادث لا يمتّ لها بصلة.. للمرة الأولى يراها تفكّر بغيرها على الرغم ممّا تفعل دوما.. أو ما تظهره أمامه كي يصدّق أنها لا يمكن أن تتغيّر لأجل بشر.. في هذه اللحظة بالذات استطاع كشف جزءا مخفيّا بمكنونات شخصيّتها.. بتلك اللحظة عرف جانبها الإنسانيّ وأنها حقا تحمل لغزا كبيرا سيكون له عظيم الأثر لو اكتشفه.. في تلك اللحظة نسي أنه ضابط شرطة وهي مهمّته الأساسيّة على كل حال بل رأى أنه يجب أن يرضي دوافعه لمعرفة خبايا الأمر كإنسان..
**********
اعتدل في جلسته حتى أسند كلا مرفقيْه على سطح المكتب بينما يلامس الهاتف بأذنه قائلا بنبرة غليظة:
_ "لسة شايف انك اتصرّفت صح لما عيّنته مكانك يا دكتور؟"
أتاه صوت الطرف الثاني يقول بنبرة حكيمة"
_ "دكتور ربيع أكبر منك في السنّ والدراسة والخبرة.. وما كانش ينفع أعيّنك مكاني لمجرد انك ابني لسة محتاج وقت يا أمان."
زفر بضجر وقد أخطأ والده فهم مقصده ككل مرة فأردف بنفاذ صبر:
_ "أنا ماقلتش أيّ حاجة ولا طلبت أبقى مكانك.. كل اللي طلبته تعيّن شخص أمين على المرضى بتوعه مش واحد كل اللي يهمّه سمعته والفلوس وبس!"
عاد يقول بذات النبرة الرزينة:
_ "أنا فهّمته غلطه ودلوقتي دورك تفهم انك غلطت."
رفع أحد حاجبيْه مستهجنا بينما يقول بنبرة يعلوها الاستهزاء:
_ "والله! غلطت فــ إيه بقى؟"
تجاهل طريقته الصبيانيّة في الحديث حيث أجابه ببساطة:
_ "فــ إنك تصغّره أدام الصحفيين بالشكل ده.. كان في طريقة ذوق عن كدة تقول بيها اللي انت عايزه يا أمان."
تحدث بفظاظة وعدم اقتناع:
_ "لما يبقى هو مش مراعي شرف المهنة ومُصرّ عايز يهزّأ نفسه يبقى مش في إيدي غير انّي اعمل كدة."
أتاه صت أنفاس والده المختنقة التي أتبعها يقول بجديّة:
_ "الكلام معاك كدة مش هيجيب نتيجة.. هرجع من لندن ولينا كلام تاني."
ثم استطرد يقول بهدوء:
_ "المهم دلوقتي مش عايز أسمع أيّ مشاكل تانية بينكم.. ركّز على رسالتك وسيبه يركّز مع المرضى ومالكش دعوة بيه."
اصطكّت أسنانه ببعضهما بينما يقول باقتضاب:
_ "آسف يا دكتور.. أنا واقف له بالمرصاد وأيّ غلط مش هتهاون فيه ولو حاسس إنّي عامل مشاكل كتيرة وهو صح استغنى عنّي يا دكتور.. ما هو انا مش بنفس خبرته برضه!!"
تحدث أحمد بنبرة قاتمة يعلوها الاستنكار:
_ "إنت شايف إن أبوك يعمل كدة؟"
أجاب تساؤله بثقة:
_ "شايف إن الدكتور أحمد خايف على مصلحة المستشفى أكتر من ابنه!"
أماء برأسه بينما يحاول اختتام الموضوع قائلا:
_ "زيّ ما قلت لينا كلام تاني لمّا ارجع مصر."
تكلم أمان بإيجابيّة:
_ "تيجي بالسلامة يا بابا."
**********
_ "بس يا حبيبتي ما تزعّليش نفسك."
أردفت بها خيرية ب
أسى بينما تربت على ظهر كنّتها الباكية بحنو.. فقد أعلمتها شذا بما صار بينهما طيلة الأيام الماضية وحتى المشادة الأخيرة الأمس والتي كان مفادها أن ينـأى إبراهيم عن وصال عائلة زوجته والتي يتشارك فيها بالدم مع أحد الأفراد فيها إلى جانب المصاهرة.. انتهت المناقشة بلا اتفاق من الطرفين.. فلم يستطع إبراهيم العدول عن أفكاره الخاطئة المدعّمة بسوء الفهم وما استطاعت شذا إكمال الحديث حيث اكتفت بصدمة موقفه العدائيّ عن عائلتها.. تنحب بتألّم والعبرات تهبط من جفونها كسيول بمدينة ساحليّة.. نطقت من بين بكائها بصوت مبحوح0:
_ "حسّيت في اللحظة دي إن واحد تاني كان بيكلمني غير ابراهيم خالص!!"
ثم أزاحت يديها عن وجهها لتقول باستفهام:
_ "هو ليه اتغيّر أوي كدة يا طنط؟!"
رمقتها خيريّة بجمود بينما تجيب بنبرة مشفقة"
_ "اتغيّر بعد موت تقوى يا حبيبتي.. ومش بس هو.. كمان علاء.. الموضوع صعب اشرحهولك بس لازم تفهمي إنه غصب عنهم."
ابتسمت من جانب ثغرها بمرارة متشدّقة:
_ "اتكلّمي علطول يا طنط ما هو ما عادش في حاجة تستخبّى بعد اللي قاله الدكتور انبارح."
تحدثت خيريّة بنبرة ثابتة تخفي بداخلها صدع من الأحزان المتراكمة:
_ "تقوى خدت الرصاص بدل بدر وقلنا ده قضاء وقدر والحمد لله على كل شيء لكن..."
صمتت للحظات ثم أكملت بوجوم:
_ "لكن لما اتجوّز اتغيّرت كل حاجة!"
أجابت عنها شذا بقتامة:
_ "حسّوا ان هو كدة أهان تقوى.. وان المفروض يكون وفي ليها شويّة!"
التفتت إليها خيريّة بنظرات آسفة دون القدرة على النطق حيث أكملت شذا باستفهام:
_ "وان ده عاد نفس السيناريو بالنسبة لخالو علاء.. وزيّ ماتجوّز بابا زمان بدر اتجوّز دلوقتي! صح كدة؟!"
تحدثت خيرية بأسف:
_ "حاولت افهّمهم ينسوا لكن ماعرفتش.. المفروض بدر يبقى له حياته.. وهو وقّف نفسه كتير عشان تقوى عشان كدة ما اقدرش الومه ربنا يسهّل له حاله."
ثم عادت تلتفت إلى شذا بينما تقول بشيء من العتاب:
_ "بس أبوكي كان مبيّن لابراهيم...."
أسرعت تقاطعها قبل أن يلتحق الخطأ باسم والدها حيث أردفت مدافعة:
_ "أبويا كل اللي عمله عشان عليّا وما كانش قصده يزعّل إبراهيم خالص.. قوم هو يتصرّف معاه كدة؟!"
ثم عادت إلى ذرف الدموع ناطقة بقهر:
_ "إبراهيم اللي اتحدّيت عشانه عيلتي كلها وأكّدت لهم انه هيحبّني قوم يأذيني كدة؟!"
أسرعت خيريّة تلكز منكبها بخفّة كي تستجذب انتباهها مع قولها بثقة:
_ "يا حبيبتي والله ما يقدر يأذيكي ده روحه فيكي.. بس عايز وقت عشان ينسى و...."
عادت تقاطعها للمرة الثانية قائلة بثقة تتخلّلها السخرية:
_ "عيلة علاء إبراهيم ما بتنساش أبدا.. وإلا كان خالي سامح ابويا من زمان!"
عادت إلى السكوت من جديد ولم تنجح في إيجاد الكلمات المناسبة لتعود شذا إلى النظر إليها ناطقة بجزع:
_ "في الحالة دي قوليلي أنا أعمل إيه؟!"
**********
اقتربت الساعة نحو منتصف الليل.. حيث كان بدر ينام بسلام دون أن يزعجه شيء حتى أُضيء المصباح وعمّ وميضه الغرفة وأخذت خيوطه المشعّة في إزعاج نعاسه.. زفر بضجر ثم حمل الوسادة الصغيرة ووضعها فوق رأسه كي تعود الراحة إلى سباته.. ولكن هيهات فقد شعر بأنامل تلكزه بخفّة بينما تنادي صاحبتها:
_ "بدر إصحى يا بدر.. يا بدر إصحى بقولك."
لمّا وجد إصرارها على إيقاظه نهض بتثاقل وأزاح الوسادة جانبا بينما يقول بصوت ناعس:
_ "في إيـــه؟!"
أتاه صوت وتين تقول بخفّة:
_ "أول ليلة سحور.. يالّا قوم عشان تجهز."
أخذ يفرك عينيه قائلا:
_ "طيب صحيت أهو."
_ "هنستنّاك تحت."
واستدارت لتتوجّه نحو الباب وقبل أن تخرج توقفت مع نداء بدر:
_ "وتين."
التفتت إليه براسها ليقول بابتسامة خافتة:
_ "كل سنة وانتي طيّبة."
ابتسمت لابتسامته ثم أجابت:
_ "وانت طيّب."
**********
وإن كان للألم عنوان فقد أصبح اسمها في هذه الخانة.. البكاء الصامت.. الذلّ.. الهوان.. أشياء صارت رفيقتها من الآن وحتى الأبد.. شعرت بسقوطها في الهاوية بلا مغيث يسرع لإنقاذها.. صارت جسدا بلا روح معنويّا وجسديّا.. فلم تترك الرغبة في الموت بل أصبحت فعليّا كالتمثال لا يقوم بأيّ شيء سوى التحديق في الفراغ.. لا ترى زوجها منذ انتقلت إلى هذا المشفى وقد أعطته العذر بذلك بكل تأكيد.. فلا يمكن أن يُريها هذا وجهه مجدّدا بعد تلك الفعلة التي اقترفها.. فما حدث لها ليس إلا ترجمة لجريمته الكبرى.. ولكن بشكل أكثر إيلاما من العقاب القانونيّ.. فهذا عقاب إلهي تحمّلت نهلة عناء إيصاله له.. هي لا تودّ سماع صوته على أيّ حال بل يصيبها الاشمئزاز بمجرد اقترابه.. ولكن السؤال الذي يؤرّق ذهنا حقا هو سبب غياب والدها طيلة هذه الفترة.. لِمَ لم يأتِ لزيارتها؟ هل أصابه الإحراج إلى درجة أن ينأى عن زيارة ابنته الوحيدة؟! لا تصدق أن يقوم والدها بذلك فهو يعشقها أكثر من روحه ولكن تعجز حقا عن الإدلاء بمبرّر آخر.. تلاشت أفكارها مع صوت انفتاح الباب وأقدام تخطو بهدوء حتى صارت قريبة منها بالقدر الكافي.. كانت مهتمة لتعرف من الذي أتى إلى هنا ولا يمكنها أن تحرّك عينيها للاستعلام عن هويّة الزائر.. حتى شعرت بلمسات حانية على جبينها تزامنا مع صوت أنثويّ تقول صاحبته بدفء:
_ "عاملة إيه يا نهلة يا حبيبتي؟"
شعرت بتسلّل البهجة إلى خفقاتها مع سماع صوت رغد المقتربة لتسرع قائلة في نفسها بترحيب:
_ "أهلا يا جميلتي.. كيف حالكِ يا أختي."
جلست رغد على الكرسي المجانب للسرير لتتفحّص نهلة عن كثب.. ابتداء بالكسور المغطّاة بالجبائر الطبيّة والشاش المغلّف جبينها وانتهاء حتى معالمها المتهدّلة وبشرتها الشاحبة وعينيها المثبتتيْن في نقطة في الفراغ دون القدرة على تغيير هذا الاتّجاه.. شعرت بالألم ينخر بنياط قلبها حيث أردفت بنبرة يكسوها الشّجن:
_ "عارفة إنك سامعاني كويّس."
كمّمت فمها بقوّة حيث بدأت شهقاتها في الازدياد فتكمل بصوت متقطّع تكسوه الشّفقة:
_ "أنا بموت والله عــ عشان ده حصلّك.. بد بدعيلك ر ربنا يقوّمك بالسّلامة."
تشدّقت في نفسها ساخرة:
_ "حمدا لله أن هذا صار معي وليس معكِ يا رغد.. فكان الألم سيكون أقوى بكثير.. حمدا لله أن لم يصبكِ سوءا."
عادت تخرج عن شرودها مع صوت رغد الباكي:
_ "النهاردة أنا صايمة علفكرة.. فاكرة أول مرة ساعدتيني فيها أتعوّد على الصيام واستحمل الجوع.. ربنا يحفظك ليّا يا حبيبتي."
ثم أكملت تقول بنبرة تبعث الأمل بعض الشّيء:
_ "دلوقتي ناقص ترجعي وتتعافي من تاني عشان تصومي معايا.. ارجعي يا نهلة أرجوكي."
ثم ألقت كلمتها الأخيرة ظانّة أنها تستطيع التخفيف قليلا:
_ "مش معنى إن أونكل ماعادش موجود يبقى ماحدش مهتم بيكي.. إحنا عيلتك التانية يا حبيبتي."
توقّفت دقّات الساعة حولها وما عادت تشعر بشيء آخر بعد سماع تلك الكلمات الأخيرة من فيه رغد الغير منتبهة.. تفكّر مليّا بفحوى ما أردفت به.. فماذا تعني بكلمة أنه ما عاد موجودا؟! لا يعني ذلك إلا كلمة واحدة وهي أن روحه انتقلت إلى الرحمن.. عرفت بخبر موته بعد إفاقتها من هذا الحادث.. وأتت الإجابة باكرا أكثر ممّا تصوّرت لتجدها غير مدّرة في الاحتمالات.. فلم يأتِ والدها لأنّه لم يكن موجودا من الأساس وليس لأنه جافاها كما سيفعل زوجها.. قالت في نفسها بقهر داخليّ:
_ "ليتكَ جافيتني بالزيارة خوفا من الحرج بدلا من أن تموت يا أبي.. رحمة الله عليك يا عزيزي.. ذهبت وتركتني من بعدك حُطام.. ولكن لا تقلق أيّها الأب الحنون.. فابنتك لا تزال حيّة حتى وإن كانت جثّة وإن كان هناك ما أقوم به بعد هذا الحادث فهو الدّعاء لك سرّا حتى أصير إلى جانبك.. افتقدتّك من الآن يا نعم الونس والسّند."
**********
رمضـــــان.. رمضان رمضان رمضان..
لهلاله ظهر وبان..
رمضـــــان.. رمضان رمضان رمضان..
لهلاله ظهر وبان.. فكّرني بحاجات.. وذكريات.. بيعدّي عمري وليها فــ قلبي مكان..
رمضـــــان.. رمضان رمضان رمضان..
لهلاله ظهر وبان.. فكّرني بحاجات.. وذكريات.. بيعدّي عمري وليها فــ قلبي مكان..
جات على بالي ابتسامة الشعراوي قبل المغرب وهو بيفسّر القرآن..
صوت المنشاوي.. قراية الطبلاوي.. والشيخ محمد رفعت وحلاوة الأذان..
والجامع اللي جنب بيتنا وهو.. مليان بناس كتيرة برّة وجوّة..
والجامع اللي جنب بيتنا وهو.. مليان بناس كتيرة برّة وجوّة..
ولمّة العيلة وعيلة العيلة.. وسحورنا مع بعض كل ليلة..
طعم البلح والتمر هندي والكنافة.. خير وبركة أيام جميلة..
رمضـــــان.. رمضان رمضان رمضان..
لهلاله ظهر وبان.. فكّرني بحاجات.. وذكريات.. بيعدّي عمري وليها فــ قلبي مكان..
جات على بالي صلاة الفجر حاضر.. وصوت النقشبندي في التواشيح..
سبحة ابويا.. فرحة أمي.. ودموعنا فــ صلاة التراويح..
وحاجات لا يمكن تتنسي بأمانة.. عبدالمطلب ورمضان جانا..
وحاجات لا يمكن تتنسي بأمانة.. عبدالمطلب ورمضان جانا..
قعدتنا في الحسين للفجريّة.. لعب الكرة في الدورة الرمضانية..
ندا المسحراتي.. فوانيس اخواتي.. خير وبركة أيام هنيّة..
رمضـــــان.. رمضان رمضان رمضان..
لهلاله ظهر وبان.. فكّرني بحاجات.. وذكريات.. بيعدّي عمري وليها فــ قلبي مكان..
#هشام_عباس
شهر مبارك من الرحمن.. تغلق فيه أبواب جهنّم ولا تُفتَح إلا أبواب رحمته.. وتقيّد الشياطين بالأصفاد فلا مجال لارتكاب الذنوب إلا من بني آدم أنفسهم.. يعطي الله فرصة لعباده للعودة وإصلاح الأخطاء.. شهر تتضاعف فيه حسنات العمل الصالح أضعاف ما يكون في الأيام العاديّة؟.. في أيام معدودات يختبر عباده الجوع والعطش لمغزى دينيّ ودنيويّ.. ففي الدنيا يتعلّم الغنيّ كيف هي معاناة الفقير فيحسن بالتصدّق.. وفي رائحة فمه صائما عند الله أطيب من رائحة المسك.. فضلا عن ثواب الآخرة المتمثّل في التحاقهم بالجنّة من باب الريّان وهو المعدّ خصّيصا لهؤلاء الصائمين وتكريمهم.. رحلة روحانيّة بهذا الشهر الفضيل والذكيّ من يحسن اغتنامها.. ونحن أمّة محمد المسلمين واجبنا اقتفاء أثر الرسول والسّير على نهجه حتى الممات متوسّلين شفاعته ورحمة الله بنا..
انتهى من تجرّع كأس العصير ثم وضعه على سطح المائدة أمامه ثم تناول المنديل القماشيّ الأبيض ليجفّف فمه ثم يقول برضا:
_ "الحمد لله.. رمضان جديد هلّ علينا واحنا بصحّة ونعمة.. كل سنة وانتم طيبين يا جماعة."
أجابه حسين الذي كان يجلس على يمينه بصوت يعلوهم من حيث النبرة قائلا:
_ "وانت طيب يا يونس."
التفت إلى يساره حيث تكلمت نجلاء بخفوت:
_ "ده أول رمضان هيعدّي علينا من غير ما تكون شذا موجودة."
تكلمت سلوى بينما تخطف النظر إلى وتين قائلة ببشاشة:
_ "ونسيتي ان في اللي شرّفت البيت وأول رمضان ليها معانا؟"
توقفت عن المضغ ثم رفعت بصرها كي تواجههم بنظرات سرور يكمن الامتنان بثناياها.. في حين أكمل يونس بجديّة:
_ "طبعا دي بقت زيّ شذا تمام."
ابتلعت مضغة الطعام ثم قالت بسعادة وعرفان:
_ "ربنا يعزّك يا عمّو."
وما كان السرور الساكن قلبها يبلغ مثقال ذرّة بالنسبة لما يشعر به بدر الآن.. أحسّ بالراحة للمرة الأولى لمجرد رؤية الجميع يستقبلون وتين بهذا الترحاب.. فلم يكونوا على هذا القدر من الرضا في بداية زواجه المفاجئ بها.. والآن يعترفون بكونها أصبحت كإحدى فتيات العائلة.. وما كان لبدر يد بذلك بل ما نجح في فعل ذلك هو وتين وحدها التي استطاعت بشفافيّتها أن تخطف القلوب على الرغم من قلبها المهشّم.. ولكن ما عادت تتذكّر كثيرا ما يحدث وتراجع معدّل الكوابيس التي كانت تراها عن السابق.. وذلك يعزى إلى انخراطها بالعائلة الجديدة بالتأكيد.. العائلة تقبل وجودها فهل تقبل البقاء؟!
في المساء.. عند ركن اللوحات بالحديقة.. قضم أول قطعة من حلوى القطايف ثم همهم متلذذا:
_ "اممممم تسلم إيدك يا أمي ماما!"
قاطعته نيروز قبل أن تأكل من الكنافة بجديّة
_ "بس دي مش من إيد طنط نجلاء يا بدر."
التفت لها بتساؤل قائلا:
_ "أمّال مين؟!"
_ "وتين."
سرعان ما انتقل بصره صوبها رامقا إياها بسرور يحمل الدهشة بين ثناياه في حين أكملت نيروز بحماس:
_ "أول ما عرفت انّك بتحبّ القطايف أصرّت تعملها وتدوقها من إيدها."
لكزتها وتين في ذراعها ناطقة بحرج:
_ "نيروز!"
تصنّعت البلاهة بقولها:
_ "هو انا قلت حاجة غلط؟!"
لم تجبها وإنما أخفضت عينيها خجلا وقد شعرت بنظرات بدر المسلّطة عليها بتركيز في حين داعب فهد بدر قائلا بمرح:
_ "عقبال ما الاقي اللي تعملّي قطايف مخصوص."
ثم ضرب على كفّ نائل الذي ضحك ملء فيه وأكمل حمزة بضحك:
_ "ابعتها يا رب."
احمرّ وجهها حرجا ولكن ليس من همساتهم الضاحكة فقط بل كان الأخص بدر الذي لم يزِح نظره عنها يتأمّلها بعمق ومن نظراته أصابها الخجل فانكمشت كأوراق نبات المستحيّة.. عرف جيّدا ما حدث معها فأسرع يقول بنبرة حازمة بعض الشيء:
_ "يــــا ملوك الكوميديا.. خِفّو شويّة."
صمت جميعهم امتثالا لأمر بدر في حين ناب نائل عنهم في الاعتذار قائلا:
_ "بنهزر والله يا مدام مش قصدنا حاجة."
أردفت بنبرة طبيعية بعض الشيء:
_ "حصل خير."
ومع سماع صوت نائل أسرع بدر يقول متذكّرا:
_ "صحيح يا نائل كنت انا ووتين عايزين نكلّمك فــ موضوع."
حدجه باهتمام قائلا:
_ "اتفضلوا."
_ "وسط الأجازة كدة عايزينك تعمل تصميم للجناح بتاعي اللي هيتبني قريّب."
قالها بدر بجديّة بحتة لا تحتمل المزاح حتى يتأكّد الثاني من كونه يعني جيّدا ما يقول.. رفع أحد حاجبيه قائلا باستفهام:
_ "واشمعنا انا؟! هو مش في مهندسين في شركة عمي حسين؟!"
ترك بدر طبق الحلوى على سطح الطاولة ثم قال موضّحا:
_ "لإن لازم انت اللي تعمل كل تصميمات البيت.. ومافيش حد يقدر ينافس شغلك يا نائل."
زمّ شفتيْه بتثاقل بينما يقول معتذرا:
_ "ما بلاش انا يا بدر.. خلّي شغلك مع مهندس غيري عشان ما يبقاش في مجاملات واحسّ انك رضيت عشان علاقة القرب بيننا."
تولّت وتين زمام الحديث مستأذنة:
_ "تسمح لي أقول حاجة يا باش مهندس؟"
التفّ بوجهها نحوها منصتا بإمعان لما قالت:
_ "مافيش حاجة اسمها رسميّات وده شغل ورّينا مهارتك في الهندسة.. ولا يعني المدينة الجديدة ليها نصيب تدوق من الحلو واخواتك لأ؟!"
أي إخوة هؤلاء؟! لم كل هذه العفويّة في الحديث؟ هؤلاء ليسوا إخوانه بل هم أبناء العائلة المرموقة وهو ابن موظف البريد المتوفّي.. يريدون دوما إزالة هذه الحواجز ولكن مهما فعلوا لن يتغيّر اعتبار كونه مجرّد قاطن بمنزلهم.. أطبقت الأفكار المتزاحمة على لسانه بينما يقول:
_ "مش قصدي كدة أبدا الصراحة....."
قاطعته نيروز قائلة بحماس:
_ "دي فكرة هايلة.. إقبل يا نائل وما تزعّلش وتين أرجوك."
التفت إليها لتجد اللهفة تلتمع بخضراوتيْها وهي تنظر إليه بمؤاذرة في حين قال حمزة مؤيّدا:
_ "كلنا واثقين في شغلك يا نائل.. أكيد هيبقى على أعلى مستوى."
عاد ينظر إلى بدر موافقا:
_ "حاضر يا بدر.. هبدأ في التصميم."
**********
وجدته يجلس على السرير يفرك جبينه بإرهاق بعد يوم عمل مجهد.. فاقتربت منه بخطوات وئيدة وبيدها بعض الملابس المطويّة.. وضعتهم أمامه قائلة بوجوم بلا مقدمات:
_ "اتفضّل الهدوم.. الحمّام جاهز وبمجرد ما تخرج قولي هجيب الحلويّات."
رفع رأسه كي ينظر إليها فيجدها مُطفأة الملامح يرى خيبة الأمل واضحة بنظراتها الهاربة.. لقد أخفق في شرح الأمر والآن صارت تعيسة بسببه.. تسبّب في أذى أكثر الأشخاص قربا إلى قلبه.. كيف له أن يكون بهذه القسوة والغباء؟ وقف عن السرير قائلا بحزن:
_ "شذا أنا...."
رفعت رأسها ي تنظر إليه قائلة بقتامة:
_ "هقصّر المسافة واتكلّم علطول في اللي عايز تسمعه يا دكتور."
ثم نطقت بنبرة هادئة:
_ "المفروض بعد اللي قلته أنا امشي على بيت أهلي ومارجعش تاني."
ثم سلّطت عينيها الدامعتين بخاصتيه قائلة بتألّم:
_ "بس للأسف ماقدرش ارجع ويعرفوا اني اتخدعت في شخص كانوا كلهم واثقين فيه."
ثم أطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تقول بنبرة يعلوها التشاؤم:
_ "قرّرت افضل هنا واسيبهم مبسوطين."
أسبل جفنيْه المتهدّلين بتعب بينما يرمقها بذهول.. فما تقوله سيدفعه إلى الجنون لا محالة.. اختارت البقاء لأجل عائلتها فقط ونسيت عشقها له بلحظات! وصل به الأمر إلى أن يجعلها خائبة الرجاء بهذه الطريقة؟! قدّمت مصلحة العائلة وكبريائها على سعادتها وهي ترى مقدّما أنها لن تعيش بسعادة أبدا! كيف يجرؤ على أن يقوم بذلك ويجعل الحياة بينهما قائمة على مساومة؟! أجفل مع صوتها قائلة بصمود:
_ "بس ده مش معناه اني مش ازورهم أو اهتم لأيّ حد فيهم."
ثم نظرت إليه قائلة بثقة:
_ "حتى لو كان وتين مرات أخويا."
بادر يقول على مضض:
_ "بس انا عموما ماكنتش عايز اقطعك عن أهلك."
أسرعت تجيبه بهدوء:
_ "وانا مش هعمل أيّ حاجة إلا بإذنك."
ثم ناولته الملابس قائلة بهدوء يتخلّله الإحباط:
_ "كل سنة وانت طيب."
**********
نهاية أحداث الفصل التاسع عشر
هل ممكن يكون لشذا وإبراهيم تأثير على قرب بدر ووتين فيما بعد ولا وجودهم مجرد حكاية ثانوية وخلاص؟ خمّنوا معايا كدة؟!
آراءكم وتوقّعاتكم تهمني
إلى اللقاء في فصل قادم من #اغتصاب_لرد_الاعتبار وهمسة جديدة من #همسات_إسراء_الوزير

اغتصاب لرد الاعتبارWhere stories live. Discover now