الفصل الثالث والثلاثين

494 25 10
                                    

(33)
#اغتصاب_لرد_الاعتبار "الفصل الثالث والثلاثين"
(نسائم العشق)
**********
في صباح اليوم لتالي.. كان فهد جالسا عند مكتبه يدرس أحد الملفات بينما يسند رأسه إلى قبضته واليسرى وبيده اليمنى يمسك قلما لتسجيل الملاحظات في ورقة خارجيّة.. انقطع عمّا يفعل مع صوت ورود رسالة جديدة إلى هاتفه الذي يستخدمه أثناء لقاء أنور وجماعته.. فألقى القلم وانصرف ذهنه إلى الهاتف حيث كانت الرسالة واردة من روفان فحواها:
_ "فهد في عمليّة جديدة أنور ناوي عليها عبارة عن تهريب آثار من الاقصر.. المعاد كمان 20 يوم لكن تفاصيل المكان مش عارفاها."
احتدّت عيناه كالصقر بينما تمرّان على الحروف مرارا وتكرارا ثم صمت للحظات يفكّر فيها عن سبب تلك المفاجأة في هذا الوقت تحديدا ودون أن يطلعه أنور على ذلك أيضا! ومن وصول الكلام له عبر رسالة نصّيّة تأكّد من عدم قدرتها على التواصل معه وجها لوجه.. ضغط بأصابعه متسائلا:
_ "وانتي عرفتي الموضوع ده ازاي؟"
أتاه ردّها في ذات الدقيقة:
_ "أنور باشا قالّي عليها النهاردة.. ومش قادرة اقابلك عشان ما يشكّش فيّا."
_ "طيّب اعملي نفسك ما عرفتيش حاجة وأنا هشوف الموضوع ده."
انتهى من خطّ تلك الكلمات ثم ألقى الهاتف جانبا وقد أصابه الشكّ والحيرة بهذا الشأن.. فما سبب امتناعه عن إخباره من باب أوْلى؟ هل بدأ بالشكّ بأمره؟ أم أنه لا يزال يخطّط ولم ينتهِ الأمر إلى التنفيذ بعد؟
**********
انتهت نادية من تعليق إبرة الجلوكوز بمعصم نهلة دون أن تطلق الأخيرة أنّة واحدة لذلك.. فلطالما اعتادت على اختبار مثل هذا الألم يوميّا وذلك جرّاء عدم استقبالها للطعام ورفضها أن تأكل كبقيّة الأناس الطبيعيين.. أقحمت نفسها في فجوة المرض ولا يزال مبدأها قائما على إقصاء كل السبل المؤدّية إلى شفائها وعودتها كإنسانة طبيعيّة لها مثل بقيّة بني البشر من الحقوق.. أفاقت على صوت طرقات الباب فالتفتت نحوه لتجد أن الطارق لم يخرج من دائرة حسبانها.. اقترب أمان منها وبابتسامته المشرقة قال:
_ "صباح الخير يا مدام نهلة."
رمقته بمعالمها الهادئة كالعادة بينما تفتئ إسرارا:
_ "صباح النور."
أكمل بجديّة:
_ "الحمد لله إنك لسّة صاحية."
أصاب الإحباط ملامحها وقد بدأ هذا في إرسال المزيد من المفاجآت ليجعلها لا إراديّا تخرج من قوقعة الصمت التي صنعتها للهروب من الواقع.. قالت باستنكار يتخلّله الضجر:
_ "لماذا؟ ما الأمر هذه المرة؟"
التفت إلى الخلف بينما يقول:
_ "اتفضلي يا دكتور."
نظرت إلى الباب باهتمام لمعرفة الوافد الجديد.. فإذ بها شابّة يافعة ذات ملامح رقيقة طفوليّة نوعا ما.. أنفها مستقيم وشفتاها ورديّتان بفعل أحمر الشّفاه الخفيف ووجنتاها جذابتان مع الغمّازتيْن المحفورتين بمنتصفهما.. عوضا عن شعرها الأسود القصير المرتّب على هيئة ذيل حصان تنساب منها خصلة صغيرة على جبينها تزيدها جمالا.. ثيابها غير بسيطة يعلوها معطف المختبر ممّا ينبّئ عن هويّتها بهذا المشفى.. ولكن ما سبب إتيانها إلى نهلة بالذات؟
أجفلت مع صوت أمان الذي استرسل موجّها الحديث نحوها:
_ "دي د. هند دكتورة علاج طبيعي شاطرة جدا كلمتها مخصوص عشان تعالج رجليكي."
ظلّت ساكنة للحظات دون إبداء ردّ فعل بينما تفكّر عن تصرّف هذا الذي أحضر لها طبيبة من نفسه دون استشارتها حتى! في حين انحنى أمان قائلا بمرح:
_ "وعلفكرة مش مزعجة زيي."
وكما ينجح كل مرة في إثارة انفعالاتها ابتسمت رغما عنها من أسلوبه المتقن في تغيير أفكارها بثانية.. في حين كانت تحدّق بها هند بتفرّس دون أن تضحك لدعابته.. فقد كان تركيزها منصبّا على أمر أهم.. انتبهت إلى أمان الذي وجّه إليها الحديث قائلا:
_ "زي ما قلت لك يا هند.. عندك ملفّها وشوفي جلساتها بمواعيد إيه."
نقلت بصرها إليه قائلة بهدوء:
_ "تمام يا أمان."
*********
في معرض علاء إبراهيم للرسوم الإبداعيّة.. وبالتحديد في إحدى القاعات المُخصّصة للمحاضرات الفنّيّة.. حيث يجلس عدد من الطلاب يتسامرون فيما بينهم حتى مجيء المُحاضر.. ومن بينهم كانت توجد كل من رغد ورنيم اللتين كانتا تتحدّثان عن إحدى الخامات حتى قاطعهم دخول حمزة لتهدأ الأصوات حتى السكون فيقف خلف المكتب ويرمقهم بابتسامة هادئة قائلا:
_ "مساء الخير إزيّكم يا جماعة يا رب تكونوا بخير."
جالت عيناه بسرعة على الطلّاب لتستقرّان على رغد التي لاحت ابتسامة على ثغرها بمجرّد تعلّق عينيه بخاصّتيها فيعود ببصره إلى الطلّاب قائلا:
_ "في منكم اللي كان يعرفني أيام الدورة القديمة ومنكم اللي لسّة يعرفني لأوّل مرّة.. أنا حمزة عمران ماجستير فنون جميلة ومتدرّب تحت إيد أستاذ علاء شخصيّا."
وانتقل من تلك المقدمة التعريفيّة إلى الحديث حول مضمون الدّورة الجديدة ومحتويات المقرّر مع الحديث عن الجزء المخصّص لمحاضرة اليوم.. انتظرت رنيم انتهاء المحاضرة بفارغ صبر حتى تضغط زرّ الإجابة على الاتصال الوارد بينما تخرج قائلة باعتذار:
_ "معلش والله الكورس كان شغال."
وقفت رغد عن مجلسها بينما ترقب أثر رنيم وهي تعلم أنّ سبب خروجها على عجلٍ الاتصالات المتكرّرة من خطيبها.. تحرّكت بخطوات متباطئة نحو الأمام حيث تسلّط بصرها نعليه وهو يتحدّث مع الطلّاب الملتفّين حوله ويبدو الرضا جليّا على معالمهم وقد استطاعوا نيل الاستفادة من هذا الأستاذ المتمكّن بخبراته الفذّة.. توقّفت على مقربة منه حتى انصرف الطلّاب ليبقيا منفرديْن بالقاعة.. التمعت عيناه ببريق عجيب ينبّئ عن البهجة في حين يقول برزانة:
_ "أهلا بيكي يا رغد عاملة إيه؟"
_ "بخير."
قالتها بنبرة رقيقة يغلّفها الخجل الذي دوما ما يعجبه.. فأسرع إلى الإكمال متسائلا:
_ "إيه أخبار الهدية؟"
اعتلت ابتسامة شدقها في حين تقول بتأكيد:
_ "كويسة جدا عجبتها أوي.. وفهّمتها معناها."
أماء برأسه قائلا برضا:
_ "ان شاء الله تبقى بخير دايما."
_ "إن شاء الله."
ثم استطردت تقول بشيء من التوتر الجليّ بوجنتيْها الورديّتين:
_ "آآآ عارفة ان حضرتك كنت مستنّي تشوف شغلي اللي عملته وتقيّمه.. إن شاء الله اعرف اجيب اللوحات فــ مرة وتقول رأيك."
أماء برأسه إيجابا بينما يقول بحماس لم يستطِع إخفاءه:
_ "طيب تمام جدا في انتظارك في أيّ وقت."
توسّد الامتنان بملامحها وقبل أن تعبّر عنه لفظيّا قاطعتها رنيم التي نادت:
_ "يالا يا رغد."
نظر كلاهما باتّجاه الباب حيث دلفت رنيم ثم توجّه خطابها إلى حمزة:
_ "مع السلامة يا دكتور."
أجابها حمزة بابتسامة مجاملة:
_ "سلام يا.. يا.."
عاد ينظر إليها متسائلا:                                                                                                                                                                    
_ "إسمك إيه؟"
أجابته بسرعة:
_ "رنيم."
قال بتهذيب:
_ "آه متأسف الاسم جديد عليّا."
نطقت رنيم بابتسامة:
_ "ولا يهمّك خالص.. بعد إذنك."
وبعدها ودّعته رغد قائلة بخفوت:
_ "سلام."
ثم سارت على أثر رنيم شاردة الذهن إلى حدّ أن لم تستمع لنداءات رنيم المتكرّرة.. ممّا ترك مجالا للشكّ كي ينفذ لعقلها بشأن صديقتها والأستاذ حمزة كما تكهّنت منذ أول مرّة رأتهما معا فيها بحدوث أمر غير عاديٍّ بينهما ولكن صرفت التفكير عن ذلك بسبب طبيعة رغد الجليديّة في التعامل مع علاقة منبعها القلب.. ولكن يبدو أن الشمس أشرقت وعمّ ضياؤها بالأرجاء واستطاعت بنجاح إذابة الجليد عن الفؤاد..
**********
في المساء.. تجاوز نائل الباب الرئيسيّ للفيلّا ثم سار في الحديقة مقتربا نحو الباب الداخليّ.. توقّف محلّه مع صوت مناداة باسمه:
_ "تعالى يا نائل."
نظر باتّجاه والدته ليجدها قادمة من ركن اللوحات فيعقد حاجبيْه متسائلا:
_ "إنتي بتعملي إيه هنا؟"
أشارت نحو الداخل قائلة بابتسامة:
_ "كلنا جوّا.. تعالى."
جذبت يده نحو الداخل ولكن أجابها ببقاء جسده متخشّبا دون أن يتحرك قيد أنملة في حين يقول بإرهاق:
_ "أنا دماغي مصدّعة جدّا.. خليهم يسامحوني النهاردة."
توقفت مكانها قائلة برفض:
_ "لأ كلهم هيزعلوا لو ما جيتش."
ثم جذبت يده إلى الركن بإصرار دون الالتفات لجداله قائلا:
_ "يا أمي...."
ما أن وصلوا عند مدخل الركن قالت بإثناء:
_ "تعالى بس."
تبعها إلى الداخل حتى تسمّرت قدماه فور ما رأى وسمع من جمع العائلة حيث يقف جميع الشباب والأمهات خلف طاولة كبيرة بها أصناف من الكعك والحلوى.. يرمقونه بسعادة بينما يردّدون بصوت واحد:
_ " happy birthday to you.. happy birthday to you .. happy birthday to you "
أخذ ينظر إليهم بذهول والصدمة تكبّله عن التفوّه بحرف.. فهو يعلم أن عيد ميلاده اليوم ولكن لا يصدّق أن هناك من اهتمّ بذلك إلى درجة أن أُقيمت حفلة خصّيصا على شرفه.. التفت إلى والدته التي شدّت من احتواء كفّه بينما تقول بحنو:
_ "كل سنة وانت طيب يا نائل."
التفّ برأسه نحو والدته بينما يقول بسعادة:
_ "وانتي طيب يا أمي."
من بعدها أسرع بدر إلى مصافحته قائلا:
_ "كل سنة وانت طيّب يا نائل."
_ "وانت طيب يا بدر."
ثم ابتعد عنه قائلا بعدم تصديق:
_ "مفاجأة حلوة جدا.. إنتو كلكم كنتوا متّفقين عليها؟"
ثم استقرّت عيناه على شذا مكملا:
_ "حتى شذا جات!"
تحرّكت نحوه شذا تاركة نيروز التي وقفت مكانها ترقب دون كلمة والتوتّر ينتبها وكأنها فعلت شيئا خاطئا.. قالت شذا بحبور:
_ "طبعا هو عيد ميلادك حاجة قليّلة؟!"
أجابها نائل بامتنان:
_ "تسلميلي."
ثم اقترب منه حمزة ناطقا بمرح:
_ "قلنا نفاجئ أخونا الصغير!"
احتدّت معالمه بينما ينظر إلى حمزة ناطقا بغضب:
_ "علفكرة الفرق بيننا شهرين!"
أسرع يربت على كتفه قائلا بضحك:
_ "خلاص يا عم القموص ما تزعلش."
تحرّك فهد ليسلّم عليه مهنّئا:
_ "كل سنة وانت طيب يا نائل."
لقاءهما الترحيبيّ تم على مرأى من تلك التي اتّخذت موقف المتفرّج حيث ترقب الاثنان دون إبداء ردّ فعل.. انطفأت الشموع وانتهت التهانئ وبدأ تقطيع الكعك وهي بوادٍ آخر.. تشعر بالتخبّط بين سرب من الأفكار المتناقضة والغامضة.. فلا تستطيع كشف هويّتها ولا التخفيف من حدّتها.. تمضغ الحلوى دون أن تشعر بمذاقها والتوتّر ينتابها وكأنها فعلت شيئا خاطئا.. أجفلت مع صوت والدتها التي تقول:
_ "يالّا هاتي الكاميرا يا نيروز."
أراحت الطبق على المنضدة ثم التقطت آلة التصوير الت كانت بحقيبتها وأعدّتها مخصوص لالتقاط الصور والاحتفاظ بها.. خافت من وضوح السكون الذي يخيّم بقلبها ومعالمها الخارجيّة فحاولت التمثيل بأن لا شيء يحدث بقولها بمرح:
_ "جبت كاميرا الشغل عشان نتصوّر.. عشان تعرفوا غلاوتكم عندي أد إيه!"
نظر إليها حمزة بلؤم مداعبا:
_ "ما خلاص يا أخت هتذلّينا بيها!"
ضحكت بخفوت دون أن تجادله أو بالأحرى لا تملك القدرة على ذلك.. فوقفت مبتعدة بينما يصطفّ الشباب مؤازرين وأكتافهم متلامسة وكأنّهم عناصر لجسد واحد.. وقبل أن تلتقط الصورة قاطعتها وتين هاتفة:
_ "استنّي استنّي يا نيروز."
أبعدت الآلة عن عينيها بينما تنظر إلى وتين بتركيز كما الباقين منتظرين سبب إيقاف التصوير.. اقتربت من بدر حتى وقفت أمامه مباشرة فقامت بتعديل ياقة قميصه الغير مرتّبة ثم جذبت الهاتف من بين أنامله قائلة بهدوء يتخلّله الغضب:
_ "ممكن تسيب تليفونك ثواني عشان صورتك يبقى شكلها حلو."
أماء برأسه قائلا ببراءة كي يضحكها:
_ "حاضر."
ثم انتبه إلى صوت حمزة وهو يهمس بأذن نائل بضحك:
_ "سيطرة سيطرة مافيش كلام."
انتبه إلى بدر الذي جذب ياقة قميصه ناطقا بغيظ:
_ "ولمّا اضربك دلوقتي؟!"
أسرع يبعد ياقة قميصه ناطقا بمرح:
_ "خلاص يا درويش!"
ضحك الجميع على طريقته المداعبة ليبدأ التقاط الصور المختلفة لكل الموجودين حتى تكلمت شذا بابتسامة:
_ "يالا عايزين صورة لوتين وبدر مع بعض."
التفتت نحوها وتين بينما تقول برفض:
_ "لا لا مش عايزة اتصوّر!"
استحسنت نيروز الفكرة وقد بدا ذلك حين جذبت يد وتين قائلة بإصرار:
_ "تعالي بقى!"
وقفت إلى جانبه والتوتّر يكسو ملامحها في حين يخطف نظرة هائمة إليها قبل أن يعود ببصره نحو الكاميرا لتمتنع نيروز عن التصوير قائلة باستهجان:
_ "يا خالو انت مش واقف جنب آنسة فــ أتوبيس."
لم يفهم مقصد نبرتها الساخرة ولا كلماتها المستنكرة  فقال بتعجّب:
_ "نعم!"
أجابته بحماس:
_ "ونعم الأخلاق! حسّسنا ان دي مراتك يا جدع."
عَلَت ضحكات الجميع للمرة الثانية بينما يستفيد بدر من ذلك الاقتراح بالتقرّب منها متخذا أمر نيروز حجّة قويّة.. أسند ذراعه على كتفها بينما يزيد في القرب منها لتعضّ على شفتِها السفلى بينما ترمق وتين بتوعّد لتجيبها الثانية بضحكات سخيفة قبل أن تلتقط الصورة.. ابتعدت عنه بسرعة متّخذة من الحديث مع نجلاء ملجأ للهرب في حين تقترب شذا من بدر هامسة بصوت لا يسمعه سواه:
_ "بدر عايزاك دقيقة."
شعر من خفوت نبرتها وتردّد معالمها بوجود خطب ما يحتاج السريّة لمناقشته.. فأمسك بيدها قائلا بإيجاب:
_ "تمام.. تعالي."
وبخفّة تجاوزا الجمع دون أن يسألهم أحد عن سبب الانزواء بعيدا والنجوى فيما بينهم.. تحرّك نحو الداخل حتى دلفا إلى غرفة الصالون.. نظر إلى أخته قائلا بشي من القلق:
_ "في إيه يا شذا مالك؟"
وجدها تحدّق فيه بتفرّس وعيناها ملتمعتان بغمامة من الدمع ممّا أثار الريبة لديه بأن هناك خطب عظيم تخفيه فقال بفضول:
_ "في إيه؟"
أخيرا نجحت في حلّ عقدة لسانها المتسبّب فيها مزيج الخوف والألم والتردّد حيث قالت بهدوء:
_ "سؤال واحد وجاوبني عليه بصراحة."
نظر لها باهتمام دون أيعقّب لتسرع بالتصريح:
_ "هي فعلا تقوى كانت بتستغلّ خطوبتك ليها وعرفت ده وقت ضرب النار؟!"
أن تنشقّ الأرض وتبتلعه خير من الوقوع في مأزق هذا السؤال.. فضلا عن البهوت الذي اعتراه لمجرّد سماعه لذلك الأمر من شخص غريب لم يحضر معرفة ذلك.. حاول التصرّف بطبيعيّة بينما ينطق بامتعاض واضح:
_ "مين قالك كدة؟!"
تجاهلت سؤاله بنبرة أكثر وضوحا في حين تهتف بتصميم:
_ "جاوبني يا بدر علطول أنا عرفت كل حاجة."
أجابها بنبرة غاضبة تخفي جرحا دفينا عاد إلى إيلامه:
_ "عرفتي منين؟ ماحدش كان يعرف غير انا وابراهيم!"
أجابته بتلقائيّة قائلة:
_ "وابراهيم ماستحملش يكتم الموضوع أكتر من كدة وقال كل حاجة قدامي أنا وخالو ومرات خالو.."
ضرب جبهته بباطن كفّه بينما يقول مستهجنا:
_ "يا الله ازاي يعمل كدة؟!"
أسبلت جفونها بينما ترمقه بمزيج من الألم والانكسار قائلة بعدم تصديق:
_ "يعني ده حقيقي يا بدر؟ إنت فضلت مستحمل كلامنا وعصبيتي أنا مخصوص عشان جوازتك السريعة من غير ما تنطق حرف!"

اغتصاب لرد الاعتبارWhere stories live. Discover now