الفصل الرابع: إلى اللقاء أمي.

1.3K 132 125
                                    

لَا تَتْرُكِينِي وَحِيدًا شَرِيدًا
أُرِيدُ يَدَيْكِ لأَحْمِلَ قَلْبِي
أَحِنُّ إِلَى خُبْزِ صَوْتِكِ أُمِّي!
أَحِنُّ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ.
أَحِنُّ إِلَيَّ.. أَحِنُّ إلَيْكْ.

_ محمود درويش.
____________________𓆃
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

مـاليـكـا

دلفت للمصعد بعدما وصلت ودلف خلفي مراد ثم ضغط الزر على رقم آخر طابق الذي هو كان المفترض أن نتزوج به ثم وقف وغطى بظهره لوح الأزرار حتى لا أقوم بتغيرها، زفرت بضيق مما يفعله وزجرته بنظرة غير راضية.

- مش هخرج، اقفل الباب علشان أنزل.

قلتها بنبرة جامدة لا تحمل النقاش عندما وصل المصعد للطابق المنشود وترجّل مراد خارجه ووقف ممسك بالباب حتى أخرج.

مسح مراد وجهه بكفّ ثم قال لي برجاء:
-معلش علشان خاطري هوريكِ حاجة.

ذعنت له بعدما نفخت بضيق، ففتح باب شقته على مصراعيه وأشار لي بالدخول ففعلت ذلك وانتظرني هو بالخارج حتى لا نكون بمفردنا بالشقة.

تفحصت كل شيء بها، قام بتجديد معظم الأشياء على الطريقة التي رغبت بها والتي تجادلنا مرارًا بشأنها، ألوان دهان الحائط، نوع الأرضية المستخدمة، تركيب بعض الإضاءة في عدة مناطق، كما صمّم غرفة خاصة لملابسي التي تشاجرنا بشأنها وكنا على وشك فسخ خطبتنا من أجلها.

شعرت بالحزن الشديد وكأن الدنيا أظلمت فجأة بفعل غيمة من السحب الملبدة تمطر فوق رأسي ممتزجة بسمفونية من أصوات صخب الرعد مع اهتزاز ومضات النور التي تسطع وتظلِم بفعل البرق.

لماذا لا يشعُر المرأ بقيمة ما تملكه يده إلا بعد أن يفقده؟

لماذا يجب عليه أن يئن ألمًا يصرخ ندمًا يشعُر بمرارة الفقدان اللاذعة حتى يتعلم ؟

لماذا يتجاهل التحذيرات التي تومض أمام وجهه كَكشاف سيارة قادمة تجاهه في عتمة الصحراء؟

لماذا؟
لماذا مراد؟
لماذا دائما تأتي متأخرًا عندما تقتل كل سبل الخلاص داخلي؟

خرجت من جديد دون نطق شيء وأتجهت ناحية الدرج لن انتظر المصعد سأهرب الآن.
جذبني مراد من حقيبة يدي دون أن يلمسني، ونظر لي نظرة تضج بالحزن وقال بهدوء:

- ماليكا .. أنا لسه بحبك.

عدت له بجسدي وحرّكت رأسي بالنفي وقلت له بانفعال:

- إنت مش بتحبني إنت عايز تمتلكني، معتبرني ملكيتك الخاصة، مش قادر تصدق إني سبتك، مش قادر تصدق إني قدرت اتخطاك وانساك، مش قادر تصدق إني عادي عايشة منعيرك ومبسوطة، عايز ترجعني ليك تاني بأي طريقة علشان تتدمرني وتكسرني وترجع ترمم كل اللي إنت نيلته علشان تكسرني تاني .. أنا مش لعبة يا مراد تشكلها على مزاجك .. أنـا مـش لـعـبـة.. انساني وعيش حياتك زي ما أنا نسيتك.

أنوبيس Where stories live. Discover now