الفصل الثالث والعشرون: أحتضر ماليكا.

1.7K 115 242
                                    

سلام عليكم جميعًا، سيتم تغير السرد في المنتصف من سرد ماليكا إلى سرد أنوبيس، ركــــزوا يا جماعة.

جميع شخصيات عائلة عبدالرحمن (عدا عبدالرحمن وريحان) وكذلك شخصيات عائلة الجندي، شخصيات من روايات لي سابقة لم يتم نشرها ووجودهم مثل ضيوف شرف لأن جميع رواياتي المكتوبة متصلة منفصلة، لذا وجب التنويه.

متنسوش التفاعل علشان محتاجة أفرح 🤍

__________________________

أريدك بمقدار ما لا أستطيع أخذك، وأستطيع أخذك بمقدار ما ترفضين ذلك، وأنت ترفضين ذلك بمقدار ما تريدين الاحتفاظ بنا معاً، وأنا وأنت نريد أن نظل معاً بمقدار ما يضعنا ذلك في اختصام دموي مع العالم.

_ غسان كنفاني.

__________________________𓂀
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

⟬ ماليكا ⟭

يوم ٢٩/ ١٢ بعد أسبوع

انسللت من الفراش بهدوء وبطء حتى لا تستيقظ شفا النائمة بجانبي مثل كل يوم فهي تستيقظ آخر واحدة، التقطت المعطف القطني الخاص بي ذو نقاشات النمر من فوق الأريكة، كتمت أنفاسي ثم عانقت بكفي مقبض الباب وأدراته برفق حتى سمعت صوت زحف القفل، فتحت جزء صغير من الباب الذي أصدر صرير مزعج خافت ناتج عن قتل مفصلاته أمام الشتاء القارص، وضعت المعطف فوق الأريكة ثم دلفت للمرحاض، صليت الضحى، قرأت أذكار الصباح والتحصينات كعادتي ثم إلى الشرفة، لحف الهواء البارد وجهي فشعرت بالراحة.

ابتسمت لي غزل الجالسة فوق الأرجوحة تشرب من قهوتها الصباحية في أحد أكوابي المفضلة الذي هو باللون الأبيض ويلتف حوله ثعبان ابيض بخطوط صفراء مجسمة والذي سرقته، لقد صار ملكها ولم تدع أحد يشرب به!

جلست على الطاولة وسندت ظهري بالحائط خلفي وكذلك رأسي، نظرت للأسفل حتى وقع بصري على ليونار يمشي فوق السور الرفيع الذي يفصل النيل عن الشارع، لم أشعر بالذعر بسبب الأرض الفاصلة بينهم، يضع فوق أذنه سماعات رأس ضخمة ويسمع الإبتهال الذي بعثته له منذ الحادث.

- مرحبًا قاسية الفؤاد، أرغب في سماع أطول انشودة ليكِ، فأنا اليوم متعب للغاية، هلّا بعثتي لي مقطع؟

قالها ليونار بصوته المتعب الخافت الممتلئ بالكآبة التي أصبحت جزءً منه وكأنها حاسة سادسة لديه مثل التذوق والشم في رسالة صوتية يوم الجريمة فجرًا فسجلت له ابتهال بصوتي وبعثته له دون تفكير في الأمر، إنه بالأساس مصاب بالأكتئاب، فقد لاحظت النوبات التي تأتي له، فهو ينطفئ فجأة بدون مقدمات، والآن..

أنا الشخص البعيد الذي شاهد المذبحة ولم أستطع التجاوز ماذا يحدث داخل ليو الصغير وهو المتسبب في ذلك من وجهة نظره؟!

رفع ليونار رأسه للأعلى وهو يمشي ابتسم بهدوء عندما تلاقت نظراتنا ثم رفع كفه وضع إصبع سبابته بمنتصف وجنته ثم أنزل يده وهو يغلق أصابعه تباعًا من الخنصر كما يفعل كل يوم، لا أعلم ماذا يخبرني بالإشارة؟!

أنوبيس Where stories live. Discover now