الفصل الخامس: قصر الأشباح.

1.4K 118 190
                                    

ربي الرحيم، ألا تتوقف آلام المندوب القديم أبدًا؟
_ ستيفين كينج.
____________________𓂀
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

⟬ ماليكا ⟭

وضعت شهد الشموع في الكعكة حتى نحتفل معاها ثم شرعنا في الغناء لها قبل أن تُطفئ الشموع، وبعد ذلك تقدم منها المدعو نيلان وهو يحمل طنجرة كبيرة سوداء ملتف حولها شريط أحمر وقال لها:

- قاعد مع طنط أم عبد الرحمن من إمبارح بلف فيهم، كل سنة وإنتِ طيبة فيلي الصغير.

قالها بابتسامة واسعة وهو ينظر لها بحنان أب، فأخذت شهد منه الطنجرة وفتحتها ونظرت داخلها حيث تقبع لفافات من "ورق العنب" مرصوصة جانب بعضها البعض بتناغم، فبرقت عينها بوميض انبهار والسعادة تراقصت بمقلتيها كراقصة باليه محترفة قبل أن تشهق عاليًا.

- الله يا "باني" بحبك اوي، دي أحلى هدية جاتلي في حياتي.

قالتها بسرور وهي تحتضن الطنجرة بعدها أمسكت إحدى الفافات ووضعتها في فمها بتلذذ، فأخرج ليونار صوت ساخر من فمه بعدما نظر للكعكة الضخمة بجانبه.

- تبًا لكِ، للجحيم أنتِ ولنساء العائلة.

قالها ليونار بنبرة حانقة قبل أن يجلب صندوق هدايا وورود من مكان ما خلف الطاولة وحمل فارس صندوق هدايا خشبي كذلك لكن حدث شيء غريب، حيث أخذ صالح الورود من بين أصابع ليونار وأعطاها لفارس بعدما زجرة بنظرة متهكمة ثم ودفعه ناحية شهد التي تنشغل بالطنجرة الذي تقبع بين أصابعها.

أعطى فارس الهدية إلى شهد التي أخذتها منه بخجل ظهر على صفحة وجهها بعدما أحتل اللون الوردي وجنتها، ثم فتحت الصندوق وأخرجت منه مجموعة روايات لم تنزل السوق بعد لا أعلم كيف حصل عليها، ثم أخرجت خنجر ذو مقبض ونصل أسود اللون، مقبضه مُرصع بحجر أسود كبير بحواف ذهبية ورأس صقر فرعونية متمثلة في حورس ومنقوش كلمات بالهيروغليفي صغيرة على جانب النصل بالطول بيضاء اللون.

تبًا من الشخص الذي يجلب خنجر هدية إلى ابنه عمه؟

شعرت بشيء غريب بين نظرات أبيها وعماها، نظرات تتقلب بين التوجس والحذر والقلق وكأنهم ينتظروا شيء ما.

- حلو اوي بجد يا فارس، شكرًا.

ظهر الإحباط في أعين أبيها وعماها ثم ابتسم فارس بهدوء قبل أن يفسح المجال لليونار ليتقدم منها بابتسامة واسعة رسمها بعدما تلاشت ابتسامته بعدما حدث اثناء ترقبه ما سيحدث مثل الجميع، مد يده لها بالصندوق التي أخذتها منه بحماس طفل يفتح علبة لُعبة جلبتها له أمه ثم أخرجت حدوة حصان، نظرت شهد له سريعًا بعينين ملتمعتين.

- اسمه "برق" كل سنة وإنتِ طيبة صغيرتي المدللة.

قالها ليونار بنبرة محببة قبل أن يرتعد ويعود للوراء خطوة متعثرة بعدما أهتز جسده عندما نظر إلى أبيها هارون الذي توسعت عينه في محجريها وبرزت عروقه وشعرت وكأنه على وشك إخرج بخار من أذنه قبل أن يركض خلف ليونار الذي سبقه وهو يصرخ:

أنوبيس Where stories live. Discover now