الفصل السابع: لا تترُكيني.

1.4K 125 63
                                    

‏" لم يكن الأمر عاديًا كما تظن، إنه أصبح عاديًا بعد ألف معركة في عقلي وألف كسرٍ في قلبي وكنت دومًا أردد لا بأس بينما كل البأس هنا في قلبي"

- دوستوفيسكي.
______________________𓂀
𝕄𝕒𝕝𝕚𝕜𝕒

⟬ ماليكا ⟭

أسير بين سيدتين تمسك كلًا منهما بذراعي من كل ناحية، أرتدي فوق رأسي قبعة من الريش ملونة بالأبيض، الأسود، الأحمر والأصفر، منفوشة فوق رأسي وكأنني طاووس يرقص في أول يوم نزول المطر، وأرتدي تنورة تصل لمنتصف ساقي بنية اللون وبلوزة حمراء مثل الجميع من حولي.

وصلت للجمع الذي يخرج منهم صيحات عالية غاضبة بلغة لم أفهمها، ونظرات ثاقبة تجاهي ترغب في أكلي وكأن عيونهم فم قرش ضخم أثناء مروري أمامهم، ثم مررت أمام طنجرة عملاقة لونها أسود أسفلها حطب مشتعل وبه ماء يغلي.

توقفت أمام رجل تحتل التجاعيد تقاسيم وجهه ويظهر عليه الوقار والهيبة، رفع يده للأعلى فحل الصمت بعدما توقفت الصيحات العالية من الجمهور.

_ لماذا قتلتي موفاسا؟

- موفاسا مين؟

قلتها بتساؤل وأنا أنظر بارتياب لما يحدث حولي، فعاد الصياح من جديد وبدأ الجميع يضرب الأرض بالعصا الذي يحملونها بأيديهم، رفع القائد يده للأعلى من جديد للتتوقف الصيحات ثم قال:

- احضروا البصل وباقي الخضار، والقوا بها في الطنجرة.

- بصل إيه؟ الحقوني، يا حج والله مقتلتش حد، الحقوني.

صرخت بها أثناء سحب السيدتين لي تجاه الطنجرة وسط صخب صرخاتهم ورقصهم الغريب الذي يصاحبه قفزات عالية حتى وصلت أمام الطنجرة ثم استيقظت.

"هاكونا ماتاتا! حكمة نغمها لذيذ!
هاكونا ماتاتا، ارمي الماضي اللي يغيظ"

وصل لي صوت الأغنية العالية التي تصدح من الخارج، فعلمت أن فريد استيقظ ويشاهد فيلم الرسوم المتحركة بغرفة المعيشة.

- وطي الصوت شوية يا فريد.

قلتها بنبرة خفيضة تشبه التمتمة، لكنه بالطبع لم يسمعني، حتى إذا كانت نبرتي عالية لن يسمعني في وسط هذا الصخب، أشعر أنني بالسينما بسبب علو صوت التلفاز.

داهمتني رغبة عارمة في النهوض وصفعه على آخر ظهره لإفساده نومي الرائع، فأنا كنت على وشك طبخي بواسطة جماعة من الهنود الحُمر لقتلي "موفاسا"!

تحسست الفراش بيدي للبحث عن هاتفي وأنا أُجاهد حتى أفتح عيني التي انفرجت قليلًا فأصبحت الرؤية ضبابية من بين رموشي، لكنني لم أجده.

هيا ماليكا، يمكنك فعلها.

رفعت جزعي العلوي من فوق الفراش الذي يسحبني كالمغناطيس واعتدلت ثم أنزلت قدم بعدما رفعتها بيدي لأساعدها ثم أنزلت الأخرى، جلست متدلية الساقين بين اليقظة والنوم حتى سقط جفني العلوي بين أحضان السفلي لكنني استيقظت مجددًا عندما باغتت أذني صيحة من صيحات الهنود وكأنها جرس ينبه عن تهديد قادم إلي.

أنوبيس Where stories live. Discover now