الفصل الثامن والعشرون: مرحبًا بالغجرية.

1.2K 109 124
                                    

متنسوش التفاعل.

هذا الحزن سيدوم للأبد والبؤس لن ينتهي أبدًا
لقد سحقني الواقع والحياة.
كنت أتمني أن تقبلوني كما أنا.
عزيزي تيو .. ماذا يمكنني أن أقول لك؟
الأمور لا تمضي على ما يرام أبدًا، إنني أكثر حزنًا وضجرًا مما أستطيع أن أصفه لك، ولم أعد أعرف في أيّ نقطة أنا. 

_ رسالة انتحار فان جوخ.

______________ ︻╦デ╤━╼
𝕒𝕟𝕦𝕓𝕚𝕤
أنـوبـيـس

مرحبًا من جديد.
هل اشتقتم لي؟
حسنًا، لا يهم
أنا على وشك الإنفجار من السعادة
فراشتي في طريقها لذراعي!

ذرعت الساحة أمام غرفة العمليات ذهابًا وإيابًا وأنا أتنفس بعنف من فرط حماستي، أشعر إن ذرات الدماء داخلي تتراقص وتتزحلق باندفاع داخل أوردتي بلا توقف كطفل في الملاهي، لقد مر حوالي ثلاث ساعات وأنا على تلك الحالة، بينما ينبض قلبي بدوى مجوف من صوت عاليا، إن صوتها ليس عاليًا بسبب قوة الجدران والأبواب التي تمتص صدى صرخاتها بالداخل لكن أنا أقف وأتحرك أمام الباب مباشرة مما يتيح لي سماع بعض الهمهمات بالداخل.

- يا ابني أقعد في مكان أعصابي تعبت منك.

صرخ بها عمي هارون الذي يجلس على الأريكة المعدنية بوجه يحتله القلق أثناء تحريك قدمه بتوتر ملحوظ لم يبذل أي مجهود في إخفاءه، فالمرأة التي تلد الآن ابنته الكبرى، بينما رمقتني تلك القاسية الجالسة بجانبه بعد "شهد" القابعة بين ذراعي أبيها بنظرة من طرف عينها تأيدًا لحديثه، وحينها سمعت صوت تذمر عمي قاسم الذي لم يأتي بالفعل حتى لا يترك القادة بمفردهم في المنزل ونثير الجدل فلا أحد يعلم بزواج عاليا وعبدالرحمن، فهم يظنون إنها مازالت زوجة عمي هارون.

زوجة القائد الراحل يجب أن تتزوج شخص في مثل قوته بالمملكة، وعبدالرحمن من الرجال العاديين وليس مامبا مثلًا.

أخرجت صوت حانق من فمي وجلست أرضًا جانب الأريكة التي تجلس فوقها السيدة "زينب" والدة عبدالرحمن التي تمسك بين أناملها المصحف الشريف وتقرأ منه بهدوء وسكينة، بينما تجلس بجانبها "ريحان" وهي المرأة الوحيدة من عائلته الموجودة وكذلك خالتها الكبيرة "أحلام" التي تشرب من العصير الذي أحضرته لريحان بعدما شربت خاصتها بالفعل، وترمق ماليكا بنظرات غريبة تدغدغ بأناملها أنوبيس داخلي لنحر عُنقها لأنني أصابعها لا تضحكني.

- إنت إيه اللي مقعدك في مكان أهل العريس؟ إنت تبع عيلة العروسة، أتفضل الناحية التانية.

هتف بها "شادي" شقيق عبدالرحمن الأصغر بالرضاعة وهو يشير ناحية الصف الآخر حيث يجلس رجال عائلتي أرضًا لصغر المساحة المتاحة للجلوس بسبب عددنا الكبير وإحتلال باقي النساء للمقاعد، بينما يجلس جانبي رجال عائلة عبدالرحمن والذي يكون "إسلام" واحد منهم، لكن هذا المكان أقرب للباب لذا جلست به.

أنوبيس Where stories live. Discover now