2-ذات فقد

3.5K 197 33
                                    

نركض وراء قطار الحياة بتعب..خشية أن يغادرنا وقد سرق منا سنين العمر،نلهث ونتعثر ونتمنى لو أن بإمكاننا إنتظار القطار القادم،ولكن كعادة إنسانيه مستأصله فينا نخشى المحاولة أكثر من أي شيء آخر.
-
إنه صباح مختلف اليوم،فقد أستيقظت وأنا أحدق بسقف عليتي الجديده..أنا لست في باريس أنا في لندن الآن،أي أنني لن أذهب كعادتي للتمشيه برفقة صديقتي رامونا،صفعني الواقع بشده ظننت أنني سأعتاد حياتي الجديده ولكن ما حدث هو العكس،أنا أشعر بالحنين لمدينتي رغم أن باريس ليست موطني الأم،بل أنا من مانشستر،ولكني عشت جميع ذكرياتي في تلك المدينه التي تتوسط بين الحضاره والعتاقه..
...
"أين أمي؟".سألت لورين التي كانت تشاهد التلفاز بملل

"في العمل".قالت ببساطه

"حسنا أنا سأخرج هل تأتين برفقتي؟".سألتها لترتسم علامات الحيره على وجهها

"لامشكله..سأتجهز وآتيك فورا".قالت لأومئ لها وأستلقي على الأريكه ليرن هاتفي

"أ..أنجلورس هذا غريب".قلت وأنا أحدق بالشاشه وأجيب

"لاتبدأي بالكلام..سمعت أنك غادرتي باريس بالأمس،لما لم تودعيني؟".سألني بحزن

"وهل أعرفك من الأساس؟".سألته وأنا أتصنع القوه عكس ماأشعر به من ضعف في قلبي

"أجل أنا حبك الأول،الذي سرق قبلتك الأولى تحت المطر و..".قال لأقاطعه

"هل أنت معتوه..أنت من أنهيت كل شيء بيننا والآن تلومني؟".سألته

"لاألومك ولكنني أعلم أنك تفكرين بي جل يومك".قال بثقه لأقهقه بصوت عال

"تثق بنفسك كثيرا عزيزي ..أنت لاتعلم كم أشعر بالقرف لتذكرك..مزاجي جيد اليوم رجاء لاتفسده".قلت وأنا أغلق الخط وأتنهد بقوه
...

"أنت شارده..مابك؟".سألتني لورين بينما أنا أتأمل أشجار الحديقه بشرود

"لاشيء..أنظري فقط لذلك العرض الرائع".قلت مشيرة على أحد المهرجين

"تعالي نلقي نظرة عن قرب".قالت وهي تأخذ بيدي ونذهب

"لورين..حقيبتي،نسيت حقيبتي".قلت وأنا أشير للمقعد لتومئ لي وأرحل

قمت بإلتقاط الحقيبه سريعا وأنا أتوجه للورين،ولكني أرتطمت بجسد صلب مماأدى إلى سقوط بعض الأزهار فوق رأسي..

"آسفه حقا..آسفه".قلت وأنا أواجه فتى ذا ملامح جميله ولكنها بارده وشقراء جميله ذات ملامح غاضبه متشبثه بيده

"إذا كنت آسفه إجمعيها!".قالت بحده لأومئ لها وأجمعها في النهايه أنا مخطئه

بدأت بجمع الأزهار وأنا أنظر لذلك الفتى الذي يرمقني ببرود كبير ولم ينبس بحرف واحد.

"تفضل..أعتذر لإسقاطها".قلت له لينظر لي بذات الملامح البارده

"لايهم".قال لتقاطعه تلك الشقراء بغضب

"وهل تظنين أنني سآخذها منك بعد أن تلوثت أيتها الحمقاء،هيا ضعيها في مؤخرتك".قالت بوقاحه لأنظر لها بغضب وأقف وأرفع يدي كنت سأصفعها إلا أن ذلك الفتى أخذها في نصف عناق وواجهني ببرود.

"إياك ان تلمسيها حتى".قال لي ببرود لأنظر له بحنق

"يالوقاحتكم..متعجرفون!".صحت في وجههم لأشعر بلورين تقترب مني

"ماالذي يحدث هنا؟".سألت بإستغراب

"إنه لاشيء هيا تعالي،لن أفسد يومي لحمقى مثلكم".قلت وأنا أرمي الزهور في وجههم وآخذ يد لورين وأرحل عنهم

"أخبريني ماذا حدث؟".سألتني لورين لأسرد لها ما حدث

"هكذا إذا يالهم من حمقى".قالت بحده

"ليتهم يعلمون أننا ابنتا المصممه المشهوره مارلين رود".قالت لأقهقه عليها

"توقفي عن إستخدام تلك الورقه الرابحه".قلت لها لتضحك بالمقابل

"ولكن الحياة تغيرت،لقد أصبح الناس ينظرون بهذه الطريقه دائما".قالت لأومى لها

"أعني ابنة من أنت؟،غنية ام لا".قالت لأومئ لها هي على حق

"محقه ي صغيرتي".قلت لها بإبتسامه لتبادلني

تبادلنا بعض الأحاديث وألتقطنا بعض الصور،لقد كان وقت ممتع للغايه..وقد بدأت تعجبني لندن كثيرا.

"لقد تأخر الوقت لنرحل".قالت لأومئ لها ونترجل للطريق العام

مشينا حتى وصلنا للمنزل،أنا بحاجة لسيارة كي أتجول في لندن بأكملها..

"سأصعد لغرفتي".قلت لها لتومئ لي

فتحت نافذة عليتي،وأنا أتأمل السماء المليئه بالنجوم،وأتذكر كل ماحدث معي اليوم،لوهله بدأت أتذكر شكل ذلك الفتى البارد الذي ألتقيته اليوم كان وسيما بحق ويبدو أنه يحمل الكثير من الحكايات بداخله،فالحكم على المظاهر ليس من شيمي ولكنني لن أنسى مافعلته حبيبته الحمقاء بي.

"أحبك للحد الذي لاحد له،أحبك في سعادتي وحزني أنت هي حبيبتي التي سلمتها قلبي وكلي ثقه أنني سأهواك لآخر يوم في عمري.."
أنجلورس❤xx

"هراء..".قلت وأنا أجعد تلك الورقه بين يدي وأرميها

"أنت قويه جولي..هيا لاتبكي".تمتمت لنفسي إلا أنني بدأت أبكي بصمت وأنا أشعر بالفقد والحنين الموجع له رغم أنه خذلني إلا أنني غبيه ولازلت أفكر به..

غفوت ولم أشعر بنفسي،غفوت وأنا أحمل داخل حنجرتي حديث موجع وطويل وددت لو حكيته لأنجلورس.

فلا تبتئس Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن