14-ألحان

1.7K 119 6
                                    

كان يا مكان في قديم الأيام..
كانت هناك أياما دافئة غادرتنا ولم نشاهد شمسها حتى الآن...

..

"أيهما أختار؟".تسائلت مع نفسي بحيرة بينما كنت ضائعة بين تلك الشموع العطرية ذات الكميات الهائلة في حقيبتي

"الفانيلا مع خشب الصندل سيكون مثاليا".صدح صوت هاري من خلفي ليرتجف جسدي قليلا،أنا لم أكن أتوقع مجيئه

"أوه هاري..أتحتاج شيئا ما؟".سألته وأنا أقوم بإخراج تلك الشمعه التي إقترحها لي

حسنا أنا من مهووسين الشموع ذات الرائحة العطرية لاأعلم بدونها كيف كنت سأعيش!

"أحتجت لرؤيتك فقط..".قال ليبتسم ثغري

"بصراحه..".أردف

"أنا جائع..وأيضا بقية الرفاق جائعين".استرسل

"وأنا لست أحسن حالا منكم".قلت ليصدر بطني أصوات تدل على مدى الجوع الذي يشعر به

"اللعنه..".قال هاري وهو يقهقه لأشاركه الضحك بقوة حسنا هذا محرج!

"إذا أنطلب البيتزا؟".سألني لأومأ له

"وأنا سأذهب لتحضير قالب الكعك اللذيذ حتى وصولها".قلت

"ياسلام..وبعدها نذهب لإستكشاف
هاواي".قال لأضرب كفي بخاصته بإبتسامة

..

"تقومين بتحضير كعكه؟".قال نايل من خلفي لأومأ له بينما كنت أقوم بخفق الخليط

"أتمنى أن تنال إعجابكم بصراحه أنا لم أدخل المطبخ منذ وقت طويل".قلت ليقهقه

"عزيزتي جولي نحن سنقوم بدعمك حتى لو كانت سيئة الطعم".صرح لأبتسم

"يارفاق فيما تتحدثون!".قال لوي من الخلف

"لوي أيها اللعين فقط انشغل بأمورك حسنا؟".قال نايل ليلكمه هو بخفه

"ابن العا...".كاد لوي يتحدث الا أنني قاطعته

"هاك".قلت وأنا أطعمه حبة الفراولة في فمه ليقهقه نايل

"ماالذي تفعلونه هنا أنتم تقومون بإزعاج جولي!".قال هاري من الخلف بشيء من الحده

"أنا لست منزعجة هاري على العكس إنهم يضيفون لي جو المرح هنا مامشكلتك معهم!".قلت بنفس النبره

"هاري ماأمرك يارجل أتعاني من الدورة الشهريه؟".سأله نايل لننفجر ضاحكين

"أنا لاأمزح واللعنه...هيا أرجوكم للخارج أنا أريد التحدث مع جولي على انفراد".قال بحده ليتنهد الجميع ويخرجوا

"هاري ماهي مشكلتك؟".سألته

"عندما رأيتك تطعمين لوي بيدك شعرت..شعرت..".قال بتلعثم

"بالغيرة!".صححت ليومأ لي

"هاري أرجوك حاول البحث عن الفتاة التي تحبك أن لاأستحق هذا الحب الذي تقدمه لي".قلت ليشيح بوجهه للجهة الأخرى بإستياء

"أنا فقط أعلم لم تفعلين ذلك..".قال

"لم!".سألت بإستغراب رغم أنني أعرف عين المعرفه إلام يرمي

"هو لن يعود أفيقي ياحلوتي".قال وهو يربت على كتفي بشفقه

"هاري أرجوك.. إن استمر الوضع هكذا بيننا..أنا..أنا..قد أمنعك من رؤيتي".قلت بصراحة إن مشاعري تتأذى في كل مرة يذكر فيها زين أمامي

"هكذا إذا..".قال وهو يحدق في عيناي بحزن

"آسفه".همست

"لابأس..".قال وهو يربت على كتفي ويهم بالرحيل

عدت أخفق الخليط بعنف حتى آلمتني عظام يدي،كنت أشعر آنذاك بالنيران تشتعل داخلي،كنت غاضبه من نفسي ومن كل من هم حولي أردت الخروج لحظتها والاستكنان وحدي قليلا بعيدا عن ضجيج البشر.

"الكعك جاهز..عندما تشعرون برغبة في أكله ستجدونه في البراد".قلت لهم وأنا أقوم بتهذيب شعري بيدي

"إلى أين؟".سألتني جايد

"سأخرج وحدي قليلا".قلت

"انتظري جولي البيتزا ستصل الآن سنتناول الطعام ثم نذهب معا".قال لوي

"لاأشعر برغبة في تناول الطعام أنا حقا..أنا حقا لاأريد أي شيء..أنا أفضل الموت بصراحه".قلت وقد وضعت كلتا يداي على وجهي وأجهشت بالبكاء لاأعلم ماذا دهاني

"عزيزتي..".قالت جايد وهي تهم بإحتضاني

"جولي سامحيني.. اللعنه أنا السبب..".قال هاري بحزن وهو يقترب مني

"ماذا فعلت لها هاري بحق السماء!".سألته جايد ليتنهد

"جولي أرجوك أخبرينا ما بك!".سألني كل من إنجي ونايل اللي بقلق بينما أنا لم أكن قادرة على التحدث

"حسنا جولي أتريدين أن تحظي بقليل من الوقت بمفردك؟".سألتني جايد بهدوء لأومأ لها

توجهت للخارج بقلب محطم وغصة متكورة في حنجرتي أنا لاأحب ذلك الألم البارد،
ذلك الذي يسرق من سعادتي نفحة ومن عيني دمعه ثم ينفجر في الوقت الخطأ..

رفعت رأسي لأواجه السماء السوداء التي قد تزينت طياتها بالنجوم المتلألأه،
ياليتني كنت نجمه أضيء كل باهت أمر عليه وأنثر وميضي في كل روح..
ياليتني كنت مصدر للنور لكل من هم حولي ولكني مع الأسف لم أكن سوى مصدر للظلام دائما..

أنا أستطيع الشعور بذلك..
أستطيع الشعور بتلك الألحان التي تعزف وسط صوت الرياح والأمواج الآن..
النسيم البارد يعبرني وتلك الألحان التي تعزف بعيدة جدا عن مسامعي ولكني أتمكن من سماعها،لقد كانت ألحان حزينة عزفت على أوتار الكمان..
أستطيع الشعور أيضا بأن قلبي ينفطر حزنا كلما أقتربت من مصدر الصوت،لقد كان صوتها قريبا جدا من قلبي..

بدأت أمشي على مضض قاصدة تتبع تلك الألحان،شيئا فشيئا شعرت بقربها لمسامعي أكثر..
تعثرت في إحدى الأحجار لأسقط أرضا واتآوه بخفه،آلمتني قدمي كثيرا وشعرت بالدم ينزف منها،سقطت دموعي ولكني أكملت المشي..حتى بات الصوت قريبا جدا مني،قريب لدرجة الشعور بأنفاس صاحبه تضرب برقبتي..

"من أنت؟".سألني بإستغراب لتسري القشعريرة في جسدي أثر نبرته
نظرت إليه بأعين لامعه غير مصدقه أنه هو الذي أمامي!
لم أشعر بشيء بعدها سوى جسدي الذي سقط أرضا وعيناي التي لم تكن تبصر سوى الظلام الدامس لحظتها.

فلا تبتئس Z.MWhere stories live. Discover now