24-ليلة رأس السنة الدافئه

1.4K 91 1
                                    

أخبرني أحدهم ذات مره بأن الرسائل قادرة على إحياء ذكرى ماتت من آلاف السنين..
لقد شعرت بهذا اليوم حينما تفقدت بريد رسائلي ووجدت رسالة أنجلورس وسط زحمة الرسائل المليئة بالتهنئه بمناسبة يوم الميلاد..

"إنه العيد الأول الذي ستقضينه بدوني..آمل أنك بخير الآن وبأنك تنامين جيدا دون التفكير بأيامنا السابقه،أحيانا ينتابني الحنين تجاهك ولكني على يقين بأنك لن تدعي شيء يحدث بيننا مجددا.
أنا تزوجت الآن..
تزوجت بفتاة جميلة تدعى إيميليا نحن نعيش في إيرلندا..في ريف هادئ بعيدا عن ضجيج المدينه آسف لأذيتك في السابق والكذب عليك بإدعائي كذبة زواجي من رامونا آسف بحق..،لقد أنجبت فتاة شقراء جميله،أسميتها جولي.. إن كنت تتذكرين لقد أخبرتك في السابق بأنني أحب إسمك كثيرا..إن كنت تتسائلين عن مقصدي من هذه الرساله فسأسئل نفسي أولا لأنني لم أجد الإجابة عن ذلك بعد،ولكن كل ماسأقوله لك"ميلاد مجيد" مع خالص إعتذاراتي كوني بخير دائما جولي".
Ang xx❤.

"ياللوقاحه!بأي وجه حق قد كتب هذه الرسالة يبدو بأنه لايدرك أنني أحببت شخصا تمكن من أن ينسيني كل آلامي السابقه وتمكن من جعلي أنساه بكل بسهوله .".تمتمت بغضب وانا أضع الهاتف على سريري

شعرت بالحزن تلك اللحظه..
ليس ذلك النوع من الحزن الذي يدفعك للحنين إلى الماضي وتذكر كل تفاصيله،
بل ذلك الحزن المخيف..
ذلك الذي يدفعك للتفكير في أمور ستحدث في المستقبل،الحزن الذي يبعث الخوف إلى
القلب خشية من تغير الأشخاص،الأيام،اللحظات وكل مانراه مميزا في من نحب.

لقد كان أنجلورس في وقت ما شخص جيد للغايه وقد كنت أقسم بأنه لن يتغير أبدا.. ولكن أحدهم أخبرني ذات مره بأن الحياة قادرة على تغيير ملامح القلوب كقدرتها تماما على تغيير ملامح الوجوه.

نزلت للأسفل كي أتفقد أمي ولورين ولكن ما أوقفني هو صورة جدتي المعلقه بإتقان على أحد جدران المنزل..
كنت أتسائل آنذاك كيف يمكن للأشخاص الرحيل بذلك الهدوء المخيف تاركين خلفهم صورا تنصهر القلوب لرؤيتها!

"جولي..".نادت أمي بنبرة ميته

"أجل أمي..أتحتاجين شيئا ما؟،هل أعد لك فطور؟بالتأكيد أنت..".تحدثت ولكنها أشارت بيدها مقاطعة لي

"سأسافر إلى باريس الليله..لاأشعر أني بخير رجاءا أعتني بنفسك وبلورين".قالت لأتنهد

"أمي رجاءا لاتفكري بإيذاء نفسك..".قلت بخوف

"تعلمين بأنني عدوة للحزن..لاتقلقي حلوتي أنا سأكون بخير..أنا فقط بحاجه إلى فترة من الراحه سأقضيها في أحد أرياف فرنسا الساحره".قالت لأبتسم لها بإطمئنان

"ظننت بأننا سنحتفل برأس السنه معا..لكن لابأس".قلت بإبتسامه حزينه لتربت على كتفي

"أنا أثق بأن لديك شخص يستطيع تعويضك عنا جميعا..هو سيكون هديتك من هذه السنه الجديده..".قالت لأتذكر أمر زين

فلا تبتئس Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن