13-هاواي

1.8K 122 6
                                    

تستمر الحياة بإنتزاع كل المشاعر المضيئة داخلي،ليأتي أحدهم ويحييها من جديد!
أحدهم أحبني بشده وفرش لي بساط من السعادة في جميع طرقاتي،مع هذا إستمريت أركض بلهفه خلف طيف انتزعته الحياة مني بقسوة..لأنني أؤمن بأن السعادة تستحق الكثير من التضحيات وإن آلمتنا يوما..

لقد مرت الكثير من ليالي الشتاء الباردة علي بدونه..
تشابه الصقيع علي كثيرا يازين!..

كان قد قرر أصدقائي في تلك الفترة أنا نسافر معا إلى هاواي كي نرفه عن أنفسنا قليلا،لم أكن أملك سوى الموافقه فقررت في تلك الفترة أن أنزع وشاح الحزن عن قلبي،أو بمعنى آخر أن أتظاهر بالسعاده..

"هاري..".همست لهاري الذي كان يتجرع كوب القهوة بشرود بجانبي بينما أنا كنت متكئه على كرسي الطائره بتعب لقد طالت هذه الرحلة كثيرا
لقد حاولت في هذه الفتره كثيرا أن يلين قلبي لهاري وجدته لطيف وفتى نبيل وعائلته تحبني للغاية لقد كان دائما مايحاول إسعادي بشتى الطرق حاولت أن أقنع نفسي بأن زين لن يعود أبدا ولكن ماذا عساي أن أفعل!

"ماالأمر عزيزتي؟".سألني بلطف

"كم الساعه؟".سألته

"العاشره والنصف صباحا لم؟".سألني

"أشعر ان هذه الرحله طالت فحسب".قلت بشرود ليتنهد

"فقط إستلقي هنا".قال لي وهو يشير إلى كتفه

"ح..حسنا".قلت وأنا أميل برأسي إلى عظمة الترقوة خاصته بهدوء

"أتشعرين بالبرد؟".سألني لأومأ له وسرعان ماقام بوضع غطاء فوق كلانا

"نوما هنيئا صغيرتي..".همس لأشعر بجفوني تغلق تلقائيا
..
..

بينما أنا كنت أمشي في تلك الغابة الخضراء الواسعه تخللت إلى مسامعي إحدى الأغنيات الحزينة التي تخص المغنية أديل لقد كنت أمشي على مضض بين تلك الأشجار الكثيفة بحثا عن مصدر الصوت ولكن لافائده،شعرت وكأن الصوت قريب مني للغاية ولكني لم أكن لأجد صاحبه شعرت أيضا بأنني أعرف صاحب تلك النبرة عين المعرفة تلك البحه التي اميزها من بين كل أصوات العالم..

"لقد كان هذا انت إذا..".قلت بعد أن لمحته أمامي وقد أغرقت عيناي بالدموع

"لقد انتظرتك طويلا..".أردفت وأنا أقترب منه

"جولي..لم أكن لأشعر بالراحه في غيابك".قال صاحب العينان العسلية اللامعه لأستلقي على صدره بهدوء

"إذا لم..لم غبت عني؟".عاتبته ليتنهد

"ظننتك لاتهتمين لأمري..".قال بإستياء

"انا لاأهتم لأمرك..ويحك يازين!ويحك".قلت له

"بإمكانك أن تسأل كل ماخلق في هذا الكون عن حالي في غيابك".قلت وأنا أتشبث في عناقه ليحتويني هو وكأنه ليس مجرد عناق أجساد بل كان عناق أورده
...

"يبدو أنها لن تستيقظ أبدا"
"ترى لماذا تبكي؟"
كانت هذه هي التهامسات التي أسمعها بجانبي بينما أنا كنت أحاول فتح عيناي ولكنني لم أكن قادرة على فعل ذلك،كنت أستطيع الشعور بكل شيء حولي ولكني لم أكن قادرة أيضا على تحريك جسدي..

بعد غضون دقائق إستطعت أخيرا أن أفتح عيني،لأقابل عينا هاري الخضراء أمامي،كنت أتعرق..مستلقية في أحضانه ودموعي تبلل وجنتاي،استطعت أن ألمح نظرات الجميع المتأسفه نحوي..
جايد..لوي..نايل..هاري وإنجي

لقد كنت في حلم آخر مع ذا العينان العسليه،ترى متى سأتخلص من حالتي تلك!

"هل أنت بخير صديقتي؟".سألتني جايد وهي تقوم بمسح عرقي ودموعي بمنديل ناعم يحوي رائحتها

"جولي عزيزتي لاتتحدثي..فقط إستريحي وأهدئي ثم أخبرينا ماالأمر".قال لي هاري بإبتسامه مطمئنه

"هاك الماء جولي..".قالت إنجي وهي تساعدني على شرب كأس الماء

"لقد قلقنا عليك يافتاة".قال لي نايل وهو يتحسس شعري لأبتسم له بتعب

"ظننا أنك مت!".قال لوي بسخريه لألكمه بخفه

"لقد تعافت جولي ياجماعه أخيرا".قالت إنجي بسخريه ليقهقهوا عليها

"أ...نا".كدت أتحدث لولا أن قاطعني هاري

"أنت تتحدثين إذا حمدلله!".قال هاري وهو يقوم بوضع خصلة شعري خلف أذني

"آسف..هيا احكي لنا ماحدث وبماذا حلمت؟".قال هاري بشيء من الخجل لأبتسم له بإرهاق

"لاشيء لقد حلمت بأبي فقط".كذبت لأنني أعلم أنني لو أخبرتهم بالحقيقة سيستمرون بالإستهانة بي مجددا

"أوه عزيزتي آسفه لأجلك بحق".قالت جايد وهي تسحبني من عناق هاري وتضمني إليها

"لاعليكم يارفاق أنا بخير الآن".قلت لهم بإبتسامة ليقاطع حديثنا صوت الطيار

"أيها السادة إن الطائرة على وشك الهبوط رجاء قوموا بربط احزمتكم بشكل جيد"
صدح صوت الطيار القريب ليهم الجميع بالذهاب إلى أماكنهم وربط أحزمتهم بشكل جيد

"لقد كان السفر بطائرة خاصه هو حلمي".قالت جايد إلى لوي بينما نحن مستقلين السيارة التي ستأخذنا عبر الجزيرة

"من الجيد أنني قمت بتحقيقه لك قبل أن تموتي جايد!".قال لوي بسخريه لتلكمه جايد بخفه

"رغم أنك لعين..إلا أنني سامحتك لأجل هذه الرحله فقط".قالت له بسخريه ليقهقه

"وكأن الجو قد أصبح ممل..ألن تقوموا بتشغيل أغاني راقصه؟".قالت إنجي بملل

"بالطبع.."قال لوي وهو يقوم بتشغيل المذياع على إحدى الأغنيات الراقصة

بدأ الجميع بالرقص والترديد مع الأغنية بينما أنا كنت فقط أشاهدهم بإبتسامة ليتني أستطيع الشعور بالسعادة مثلهم ليتني أستطيع التخلص من خوفي من الأيام ومن حبي لزين ليتني...!

أخيرا وصلنا للفندق المنشود،لقد كانت جزر هاواي ساحرة بحق..تمنيت لو أعيش بها للأبد، لايسعني وصف تلك المشاعر التي ستشعر بها حينما تنظر شطر البحار الزرقاء تلك إن تنفس الهواء هنا وحده كاف لينسي البشر كل همومهم..

إستلقيت على سريري بتعب كما هو حال الجميع هنا كنت أنظر عبر النافذة المطله على البحر وأفكر ماالذي تخبئه لي الأيام!
_____________

فلا تبتئس Z.MWhere stories live. Discover now