10-فقدان روح

2K 132 8
                                    

إن مشاعرنا الحقيقيه هي تلك التي تؤلمنا مساءا،ثم تعود وتختفي صباحا وكأن شيئا لم يكن..

-
"ولكني إعتدت وجودك.. ".قلت بحزن لزين الذي يقف أمام الباب ويحمل حقيبة ملابسه مستعدا للرحيل من منزلي قبل عودة أمي من مانشستر

"سنلتقي كثيرا يا جولي..نحن معا تحت سماء لندن وأنا منزلي ليس في أفريقيا كي تحزني هكذا!".قال بسخريه لأقهقه عليه

"حسنا أيها المعتوه..أنا قصدت انني اعتدت وجودك في منزلي".قلت ليبتسم هو ويكوب وجهي بين يديه بلطف

"وأنا أعتدت كذلك رؤية وجهك الملائكي...لم أشبع منه بعد".قال لأشيح بوجهي بعيدا خجلا

"سأرحل الآن وسنلتقي قريبا.. ذكريني في أي جامعة تدرسين؟".سأل

"ميدلسكس".أجبت

"هذا جيد".قال

"الوداع جولي..".قال وهو يضمني إليه بشده لأغمض عيناي وأبتسم..وأستشعر الأمان المنبعث أثر عناقه هذا

"زين...".كدت أتحدث الا أنه قد قاطعني بطبع قبله على شفتاي

تصنمت في مكاني..واضطربت مشاعري كثيرا حينها ترى ماذا تعني له هذه القبله!
كانت دافئه كثيرا إلا أنها لم تكن الأولى..

"كوني بخير لأجلي..".قال لأهز له رأسي بإبتسامه
- -
- -

بعد مرور فترة من الزمن..

"هل ستظلين هكذا كثيرا؟".سألتني جايد بينما أنا أعبث في طبق الاسباغيتي خاصتي بشرود في إستراحة الطعام

"حسنا..أنا أتفهمك اعتدتي وجوده ولم يأتيك حتى الآن ولكنه ليس حبيبك حتى جولي..".قالت لي جايد لأنظر لها بحيره

"أقسمت أن قلبي لن ينبض لرجل آخر..ولكن ها أنا ذا منذ أن غادرني أشعر وكأنما قد غادر جزء من روحي معه".قلت لها لتبتسم هي بحزن

"أتعنين أنك أحببته؟".سألتني لتشتعل وجنتاي خجلا

"يبدو كذلك..لايزال طعم شفتاه محفوظ هنا منذ آخر وداع".قلت لها مشيره على شفتاي

"أخبرتني أنه في علاقه مع فتاة أخرى..لاأريد أن أحطم آمالك ولكن ربما هو تزوجها وقام بالتخلص منك ومن ذكرياتكم معا".قالت لي جايد لأتنهد

"هو لايحبها جايد".قلت لها

"لقد أخبرني..".أردفت لتومئ

"هل ستنتظرينه طويلا؟".سألت جايد

"إلى آخر عمري..وأنا أعنيها".قلت لتبتسم

"ماتشعرينه تجاهه..قد تعدى الحب بمراحل جولي".قالت لأبتسم أنا بعمق وأتذكر صورته المحفورة في قلبي

إنتهت إستراحة الطعام..توجهت لصفي وجلست بشرود..
أفكر به الآن وكأن الكون قد خلى من البشر سواه .. هو الوحيد الذي أراه من بين الوجود،غريب أمري عاشرته لفترة قصيره من الزمن..إلا أنني أشعر بأن أرواحنا تلتقي معا بشكل غريب..

فلا تبتئس Z.MWhere stories live. Discover now