11-مشاعر خاطئه

1.8K 127 3
                                    

لقد كنت وميضا ألقته إحدى النجوم داخل أوردة قلبي..اضئت جزء باهتا منها ثم غادرت سريعا قبل أن تضيء الجزء المنطفئ الآخر..

-
إنه المساء..
أسير تحت المطر وأنا وحيده..مجردة من كل شعور جميل يسكن داخلي،أنهكني جفاف روحي كثيرا،وشيئا ما أصاب قلبي التعيس..
لكم هم سيئون!
أولئك الذين يبثون النور في قلوبنا ويسرقون من عمرنا لحظات،ثم يغادرون سريعا.. وتعم العتمه في أفئدتنا من جديد..

"لم أكن أعلم أنني سأكون ناقصة بدونك هكذا..".تمتمت لنفسي

"ترى أين أنت!".أردفت

"ترى..ماذا دهاني هل أفكر في شخص لم اعش معه سوى أسبوعان!"

"هل الحنين مؤلم لهذه الدرجة"..

"ولم..لما لم تعبرني هذه المشاعر في حبي السابق!"

"عندما تعبر صورته في ذهني..أشعر وكأنه شيء عظيم.. ومن ثم تنجرف كل دوامة أفكاري نحوه ونحو كل تلك الأيام التي قضيناها سويا.."

كل هذه الأفكار عبرتني...شعرت لحظتها وكأن أحدهم ينتزع روحي من داخلي بقسوة،أنا بحاجة إلى عناق.. يعيد ترميم كل ماهدم بداخلي..

"جولي".قال أحدهم من خلفي ووكزني

"ه..هاري".تمتمت وأنا ألتفت له بينما كان شفتاي ترتجفان وعيناي قد أغرقت بالدموع

"تعالي هنا".قال وهو يسحبني في عناق دافئ ويتحسس خصلات شعري بين يديه

"ه..هاري أنا ضائعه،أخبرني بربك ماذا أفعل!".قلت وسط شهقاتي

"أتفتقدين المدعو زين؟".سألني بشيء من الجفاء لأومأ له وافصل العناق ليضع مظله فوقنا

"هذا ليس كل شيء..ألمي لايتمحور حول زين فحسب..".قلت له ليمسح دموعي بخفه

"ومالذي يؤلمك !".سألني لأنظر له وأتنهد

"أفتقد نفسي..".قلت ليحدق هاري بالفراغ

"مايؤلمني أنا..أنني أحببت فتاة ليست لي".قال بإبتسامه حزينه

"وأين هي عنك؟".سألته

"هي تسير تحت المطر الآن..تفتقد ذاتها ولاتدري أنني قادر على إنتزاع سعادتي وإهدائها لها".قال لأصعق مما أخبرني به

"ه..هاري".قلت ليقوم بوضع إصبعه على شفتاي بخفه لأصمت

"صه!..لاتتحدثي بشيء،كنت أعرف أن الرفض سيكون جوابك..ولكن روحي كانت تنتزع شيئا فشيئا كلما تذكرتك لم أكن لأتحمل ألم حبك ياجولي..لم أكن لأتحمله!".قال وقد طغى الإحمرار على عينيه

"آسفه..".تمتمت سامحة للدموع المختلطه بقطرات المطر بالعبور على خداي

"آسفه..إذا كنت آسفه حقا فتوقفي عن سذاجتك هذه التي تدفعك للتفكير في عابر قضيتي برفقته أسبوعان وأغرمت به".قال لأبتسم إبتسامه جانبيه

"وهل إستطعت أنت التحكم في مشاعرك كي أتحكم أنا!".قلت له بإستهزاء ليمسك يدي بقوه

"أتقومين بإذلالي لأنني إعترفت لك بالمشاعر التي أحملها تجاهك".قال وهو يرمقني بغضب لأدرك شناعة ماتفوهت به

"آسفه حقا هاري..كنت..كنت أشعر بالألم لدرجة التفوه بالحماقات"قلت له وأنا أعقد حاجباي بحزن

"كانت حماقات إذا!..أمامك فرصه للتفكير ياجولي..فكري في هذا الأمر جيدا ياجولي،لقد ذهبت مشاعرك للشخص الخطأ وبإمكانك إستردادها من جديد...والشخص المناسب هو من يقف أمامك الآن! ".قال لي بإبتسامه ليصرخ قلبي أن زين لم يكن سوى الشخص الصحيح

"هاري أنا آسفه حقا..أنا لاأستطيع التفكير بك  بهذا الشكل ابدا".قلت له وأنا أضع كلتا يداي على وجهي

"هذه..هذه مشاعر خاطئه..يجب علينا التخلص منها!".قلت وأنا أشيح وجهي للجهه الأخرى

"تحدثي عني فقط..".قال بحزن لأنظر له بحزن كذلك

"لكن ثقي ياجولي..أنني سأنتظرك طوال العمر ..وفي الوقت الذي تحتاجين في لحب صادقا".قال لأبتسم له بحزن

قام هاري بإعطائي المظلة وذهب بهدوء شديد..
ذهب وقد أخذ من حنجرتي كل الكلام الذي يجب قوله..
ذهب وهو يحمل الكثير من الخيبات داخل قلبه..اللعنه على تلك المشاعر الجميلة التي تهدر لأشخاص لايستحقونها...

لم أكن أنا أحسن حالا منه!
،كنت أيضا محطمة،احمل أضعاف خيباته بداخلي..

"تاكسي".أشرت بيدي بإنهاك لسيارة الأجرة التي توقفت امامي

"إلى أين تريدين أن أوصلك".سألني لأنظر للنافذه بشرود

"حيث يعيش زين..".تمتمت

"عفوا!".قال لأنظر له بجدية أنا لم أكن أعي ماأقوله

"آسفه.. خذني حيث شارع كارول إن".قلت له وأنا أسند رأسي على الكرسي الخلفي بتعب

وصلت للمنزل لأجد أمي ولورين متكئين على الأريكة ويشاهدون أحد الأفلام..

"مرحبا..".قلت ليلتفوا لي

"أين كنت آنسه جولي".سألت أمي بحدة

"في الجحيم السابعه..".قلت لتنظر لي أمي بغضب لأصعد لغرفتي واتجاهل كل تلك الشتائم التي وجهتها لي

"اللعنه على هذه الحياة!".صحت وأنا أرمي حقيبتي بغضب

استلقيت على سريري بتعب وأنا أحدق بالمكان الشاغر بجانبي..

عبر طيف زين أمامي فجأه..
تخيلت لو أننا مستلقيين بجانب بعضنا الآن..متعانقي الأيادي..ونحدق بالنجوم معا،وكل منا يحمل حديث طويلا ولين داخله.
_____________________

فلا تبتئس Z.MWhere stories live. Discover now