❃ الــــفــــصـــل الخامس ❃

9.1K 440 33
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

🙏 من فضلكم لا تنسوا التصويت (⭐) عند الإنتهاء من القراءة ❤

يقولون أن القدر حتى و لو لعب لعبته علينا ستكون النتيجة لهدفنا و ترضينا فحتى تلك الآلام التي نعيشها و تلك الأوجاع التي نتلقاها بداخلنا و بصمت مخنق لأرواحنا ستكون حتما درسا لنا و منفعة لأيامنا القادمة ... تلملم بضعف في فراشه و هو يفتح جفونه المتثاقلة يشعر بتلك الآلام التي تستوطن إصابته على يسار ذراعه و ذلك المخدر الذي جعل كل طرف من جسده عاجزا و هو مستلقي على ذلك السرير في إحدى الغرف القابعة في ذلك المستشفى .. أعاد إغلاق جفونه بإرهاق و فتحهما مجددا و ذكريات تلك الحادثة تلاحقه من جديد بكل تفاصيلها

- هل أنتَ بخير إلياس ؟

ذلك الصوت المؤلوف و هو يسأله بنبرة قلقة جعلته يلتفت ناحيته و قد بدأت قواه تعود إليه شيئا فشيئ مردفا بنبرة خرجت غصبا عنه ضعيفة

- الفتاة !

نهض ( زياد ) من مكانه و اقترب منه متسائلا

- ماذا قلت ؟

صمت ( إلياس ) في محاولة منه على إسترجاع طاقته و التخلص من ذلك المخدر الذي لم ينجح في إخماد وجع إصابته قط و هو يقول بصوت لا بأس به

- الفتاة يا زياد ! أين هي ؟

في تلك اللحظة تمكن صديقه من فهمه ليقول له يريد التأكد من صحة ما سمعه

- أتقصد الفتاة التي كانت برفقتك في ذلك الكوخ ؟

رد ( إلياس ) بشيئ من القلق و الخوف و قد بدى مفعول المخدر يتلاشى عن جسمه

- أجل أين هي الآن ؟

تنهد ( زياد ) و هو يعود لمكانه جالسا في كرسيه فأوشك قلب المستلقي على الفراش بأن يسقط من مكانه مرتعب من فكرة أنه قد مسها مكروه ما

- الحمد لله أنني لحقت في الوقت المناسب و لم يلحق بها ذلك الوغد أي ضرر

في تلك اللحظة بالذات إستطاع قلبه أن يستكين في مكانه و يرتاح فلقد كان خائفا عليها كثيرا خاصة و بعد إصابته و فقده للوعي و تركها وحيدة مع ذلك السافل ( هاني )

- وأين هي الآن ؟

كرر ( إلياس ) سؤاله بتوق و رغبة شديدة داخله لمعرفة مكانها فأجابه ( زياد ) باستغراب من أسئلته التي شملت الفتاة فقط

- لقد نقلناها هي أيضا إلى المستشفى كونها لم تكن معرضة لأي إطلاق نار إلا أنه كان يلزمها بعض العناية و على ما أظن لقد تم أمر خروجها من المستشفى اليوم صباحًا

خيبة إعتلت قلب ( إلياس ) من حديث صديقه الذي يوضح له من خلاله عدم قدرته على الوصول إليها فقد بات الآن نسبة عثوره عليها ضئيلة جدا .. أعاد التحدث بعد صمت طويل قائلا ببرود شديد

- لا تسلم ذلك الحقير إلى الشرطة

قال ( زياد ) و قد أدرك أنه يتحدث في أمر ( هاني )

- لماذا ؟ ماذا تنوي أن تفعل ؟

لم يتلقى أي إجابة منه فأيقن فورا بأنه يريد تلقين ذلك اللص درسا لن ينساه ..

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

جالسة على أرض غرفتها الباردة تتنفس بصعوبة من شدة الضرب المبرح الذي تلقته الآن من شقيقها ويا ليتها لم تَعُد لكنها مضطرة فليس لها مكان آخر سوى هذا البيت فماذا تفعل ؟ لا توجد بيدها حيلة .. أغمضت عيناها بألم و هي تنهض لتجلس على فراشها فهذه نتيجة من يفكر و يتحدى ( مصطفى ) و يحاسبه على تصرفاته .. أجل فهي لأول مرة تقف قبالته متحدية إياه فالأمر حين وصل لإختطافها و بسببه هو فأكيد صبرها سيفوق حدوده و تنفجر صارخة عليه بالرغم من أنها تعلم نتيجة تحديها له لكن هل ستبقى دائما صامتة خوفا من أن يضربها حتى يفقدها الوعي ... جلست على فراشها ببطئ شديد من ألم جسدها و هي تسمع ذلك الحوار المقزز الذي يدور خارج غرفتها بين والدتها و شقيقها

- لقد خيبت ظني هذه الفتاة ! فكيف تجرأت على العودة بعد غياب ثلاثة أيام من البيت ؟ فماذا سيقول علينا الناس الآن و ماذا سيتحدث الجيران عني ؟ أنني ربيت فتاة شوارع !

- أمي بالله عليك لا تجعليني أفقد صوابي أكثر و اصمتي

- لا لن أصمت فأنت رجل البيت و أساس العائلة و يجب عليك ان تصلح هذا الأمر و تطهر شرفنا من العار الذي ألحقتنا به هذه الفتاة

- حسنا حسنا سأفعل ذلك فقط إهدئي و لا تستمري في نوبة صراخك هذا لقد أوجعتي رأسي به

إبتسمت ( سحر ) بإبتسامة لا حياة فيها و هي تسمع ذلك الكلام ببرود شديد و بقلب يئن وجعا فلبرهة ما ظنت أنهم يتحدثون عن فتاة غيرها و أكثر ما يذبح فؤاذها كلام والدتها السام الذي يقهر الروح .. فهي لحد الآن غير مستوعبة حقيقة أن أمها لم ترغب بتصديقها حين أعلمتها أنه تم إختطافها بسبب ( مصطفى ) لأنه قد قام برهانها و خسر فإلى هذه الدرجة تحبه و تفضله لحد أن الدلائل و الحقيقة أمامها و لا تريد رؤيتها و تقوم بتكذيبها أيضا بأنها فقط تريد تزوير حقيقتها القذرة و الآن كل ما يهم والدتها أن تقوم هي و إبنها المدلل بفعل أي شيئ فقط كي يزيلوا العار الذي ألحقتهم به و بأي طريقة كانت أما ( مصطفى ) شقيقها القابع في غرفته كان غارقا في التفكير كي ينهي هذه المسألة فالحمد لله أن والدته لم تصدق ( سحر ) بأنه سبب إختطافها و إلا ستكون المشكلة الكبرى فهو لم يكن بوعيه حين قام بالرهان عليها في طاولة القمار .... [ يتبع ] 

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن