❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃
- إذا يا سيد إبراهيم لقد تحدثنا و إتفقنا عن كل ما يتعلق بمرضك فتأذن لي الآن أنا سأنزل عند السيدة سارة و أحدد لها جميع الاغذية المناسبة لصحتكَ لكي نتجنب أي إضطراب يحدث لك في جسمك
أخبرته بمحبة خالصة منها و هي تدقق النظر في إبتسامته تارة و ملامح وجهه تارة و لا تعلم لما تفاصيله تشدها أكثر إنه يشبه لحد ما شخص تعرفه لكن لم تستطع إلى الآن معرفة ذلك
- حسنًا يا إبنتي فلتذهبي
و بالفعل خرجت من غرفته و تسير لتنزل إلى الطابق الأرضي و من بعدها تأمل ل تجد أي شخص يقودها إلى السيدة ( سارة ) كي توضح لها الأمور المُتبقية فالسيد ( إبراهيم ) يعاني من مرض القلب و مرض السكري معًا و لذلك يجب أن تعتني به جيدًا فكلا مرضان ليس بالأمر الهين على أن يكون الشخص يعاني منهما فبالأول حقا لم تصدق أن ما قرأته في الملف الذي أعطاه لها الدكتور ( عبدالله ) لنفس الشخص الذي رأته الآن فوق فمن يقول أن رجل بمثل ذلك الثبات و الجسد الرفيع و الممشوق يعاني من هذه الأمراض .. زفرت الهواء بهدوء فالمظاهر أبدًا لا تكون تشبه ما يحتويه الإنسان من الداخل
- لو سمحتِ !
نطقت بتلك الكلمتين فورًا وهي ترى خادمة تمر ذاهبة فسارعت ( سحر ) و هي تكمل نزول الدرج لتقف قبالتها قائلة بتساؤل
- هل يمكنكي أن تدليني على مكان السيدة سارة فأنا أحتاجها الآن
ردت عليها تلك الخادمة بالموافقة و فعلاً أخذتها حيث كانت ( سارة ) موجودة و التي بدورها كانت جد متفهمة و مركزة على كل ما تقوله لها ( سحر ) عن غذاء السيد ( ابراهيم ) و لما يجب أن يحتويه طعامه و بعد ما إنتهت من كل التعليمات التي أعطتها ل ( سارة ) عادت أدراجها تصعد إلى غرفة السيد ( إبراهيم ) و كانت مسرورة على أن أمراضه لا يلزمها مراقبة اربع و عشرون ساعة لأنه مرَّ عليها حالات من الأمراض يجب التدقيق الكامل في صحة المريض و مرضه ف البداية حين عينها الدكتور ( عبدالله ) عن السيد الكبير و قبل أن تقرأ ملفه بالكامل ظنت أنه حالة حرجة أو شيئ مثل هذا بالضبط لكن في الاخير من الجيد أن مرض ( إبراهيم ) يلزمه فقط عناية و إهتمام لأكله و مشربه و دواءه أما عن إبعاده عن أي ضغوطات أو مواضيع تتسبب له في أزمات صحية يجب فورًا أن تلتقي بالسيد الصغير و تعلمه عن الأمر فهي قد قالت ذلك الأمر ل ( سارة ) و التي أخبرتها بالفعل على أن من الجيد إخبار هذا الأمر لحفيده و إعلامه هو أيضًا بذلك لكن المشكلة أنها نسيت تمامًا أن تسأل ( سارة ) عن مكان حفيده لكي تخبره و بما أنها موجودة هنا طوال هذه الأيام ستصادفه بالتأكيد و تتحدث معه عن ذلك ..
من الجيد أنه لديها ذاكرة قوية و عادت إلى الجناح دون توهان أو ضياع في الطريق فلقد كان هذا المكان الذي يشبه القصر عدة إتجاهات و ممرات .. طرقت الباب و أدارت المقبض و حثت قدميها للدخول لكن شيئ لفت إنتباهها الذي هو ذلك الشخص الثاني الموجود بالغرفة رفقة السيد ( إبراهيم ) فعلى ما يظن أن لديه ضيف و هي أتت في الوقت الغير المناسب لهذا أرادت أن تخرج لكن السيد ( إبراهيم ) بالفعل كان ينظر إليه و عدما لمح رغبتها في الإنسحاب قال لها موجها الكلام بلطف و هو ينظر إليها و تارة يحول نظره بإتجاه الجالس أمامه و الذي كان معطي بظهره لناحية ( سحر )
- تعالي آنسَة سحر لأعرفكِ عن حفيدي
يا للصدفة فلتوها الآن كانت تريد لو أن تلتقي بحفيده لكي تخبره عن ما يتعلق بمرضه و ها هو الآن جالس معه .. تراجعت عن فكرة الإنسحاب للخروج و لبت نداء السيد الكبير برحابة صدر و هي تسير ناحيتهم و للآن لم تقدر على النظر إلى حفيده فكل ما هي تراه الآن ظهره العريض المغطى ببدلة سوداء رسمية و حين توقفت أمامهم مباشرة نهض ذلك الشاب بطوله الفارع و هو يستدير لها يمنحها فرصة التعرف عليه لتجمد في مكانها تمامًا و هي تراه هو بالذات واقفًا أمامها يتطلع إلى عيونها العسلية الجميلة بقلب يخفق لها حبًا و عشقًا
- أقدم لكِ حفيدي إلياس
كان صوت الجد من جعلها تستفيق من جمودها و تنظر ناحيته و من ثم وجهت نظرها ل ( إلياس ) مباشرة و قلبها يقرع كالطبول من رؤيته .. أخفضت بصرها و هي تمد له يدها تصافحه قائلة بصوت أرادت جعله عاديا
- تشرفت بمعرفتك سيد إلياس
بإبتسامة منه قدم يده نحوها يصافح يدها و يا ليتها لم تلمس بشرته أبدًا فشيئ ما شعرت به داخلها لكنها لم تعلم أيضا أن ذلك الإحساس كان مرافقًا لهما الإثنين .. تبسَم الجد لملامح وجه حفيده و نظراته و قال بمكر موجها الكلام له و بالأحرى الكلام لها هي أيضًا
- من الجيد يا إلياس أنكَ أحضرت لي الآنسة سَحر بالذات لتكن ممرضتي فهي مجتهدة جدًا في عملها
كان الآن دورها هي لتتطلع إلى السيد ( إبراهيم ) بصدمة و من ثم تستقر بعينيها على الآخر بالتحديد إذا هو من طلبها بالذات لتعمل هنا لكن لماذا ما هو هذا الشيئ الذي جعله بالذات يطلبها إلى هنا و ما هي غايته من ذلك تريد بشدة أن تعرف ما الهدف من قيامه بهذا الأمر الجنوني و كأنه سمع ما يجول بداخله ليرد على جده و هو مازال محدقًا فيها بهيام
- نعم جدي فالكل قد إعترف لي بأنها جيدة جدًا في القيام بعملها كممرضة
( أحمق ) قالتها في سرها و هي تنظر إليه بغل حقيقي فالآن حقا زادت رغبتها في سؤاله عن أمر إحضارها هي بالتحديد إلى هنا و أكيد ستسأله عن ذلك و كأنه هو بدوره عرف أمر ضيقها من الأمر ليبتسم لها بمشاكسة فأبعدت نظرها عنه و هي تستأذن من الجد كي تذهب و تعود غذًا صباحًا لتبدأ عملها هنا بالفعل ... خرجت من الفيلا تسابق الرياح تدعي الرب لو أنه لا يلحقها و هي ذاهبة فأما جوابها الذي تنتظره بفارغ الصبر ستحصل عليه غذا بمجرد سؤالها له فهذا الرجل يحيرها كثيرا لما يفعل مثل هذا الشيئ لما ؟ ... ( يتبع )
❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃
أنت تقرأ
مجنون سَحر { مكتملة }
Romanceمقتطف من الرواية : - حقًا هذا أجمل رهان أحصل عليه في تاريخ المقامرة كلها - أرجوك أرجوك أتوسل إليك اتركني ارجوك دعني اذهب و لا تفعل بي هذا ضحك بإستمتاع و هو يدفن وجهه بعنقها و يداه مازالت مستمرة في التجول و لمس جسدها بجرأة ليقول بهمس من بين قبلاته...