❃ الــــفــــصـــل الثَّاني و العشرون ❃

6.6K 317 35
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

بيدان مرتجفتان نزلت بجسدها نحو الأرض تُلملم ذلك الدواء في علبته و عينان إنسابت منهما الدموع فحقًا قدرها قاسي جدا عليها و لم يرحمها فعندما أحبها رجل تستطيع أن تبادله المشاعر يتحتم عليها أن تتزوج شخصًا غيره أغمضت عيناها فيا للمرارة التي تشعر بها و يا ليته لم يخبرها بذلك الأمر يا ليته لم يعبر عن حبه لها و بقت الأحوال على هكذا حال فالآن كل ما تعرفه أن هذا الحب لن يفيدها في شيئ و لن ينقذها من واقعها البائس و اللازم ستفعله و تُبعده عنها قدر المستطاع لا تُريده أن يتأذى و كلما صدته سيستسلم و يبتعد للأبد و بهذا ستكون قد إرتاحت فلا ترغب أن تؤلمه و لا أن تجعل له آمالاً كبيرة عليها .. مسحت الدموع التي إنسابت على وجنتيها و هي تخرج تدعي الله أن لا تُصادفه أبدًا في الأيام القليلة المُتبقية لها

بعد ربع ساعة :

بعدما ذهبت إلى الحمام تغتسل صعدت إلى غرفة السيد الكبير و هي خائفة أن تجده في طريقها فلم يكن من الأجدر لها أن تسأله لماذا أحضرها إلى هنا للعمل كان من الأحسن لها أن تُغلق فمها و تقوم بدورها كممرضة و لا تتدخل في أي شيئ لكن غباءها جعل لسانها يفلت و تلك الزلة لسان ستجعلها تتحسر حتى آخر أيام حياتها فيا للجحيم الذي تعيشه و لو كان واقعها مختلف لكانت الآن ستفتح لحبه قلبها لكن ليس كل ما تمنته أدركته يلزم أن تسيطر على الوضع أكثر و تتعامل مع الأمور بكامل عقلها فقط و لا تسمح بتدخل أيٍ من مشاعرها في هذا الموضوع بالذات خاصة و هي على أبواب الزواج و قدرها قد رُسم مع شخصٍ آخر طعنة غرست في قلبها فحتما قدرها يلعب لعبته معها يريد أن يشتتها أكثر و يضعفها و من ثم يحطمها بالنهاية التي تعلم أنها ستكون مأساة لها و هي تعلم أن قصتها لن تكون نهايتها أبدًا سعيدة إنها تدرك ذلكَ جيدًا .. قطعت أفكارها و هي تسير في بهو جناح ( إبراهيم ) و عدلت من هندامها و نفسيتها و هي تطرق الباب و دخلت حين أذن لها لتشمُت في سرهَا و هي تجده جالسًا معه و حين إلتفت لها حافظ على تلك الإبتسامة التي كانت على فمه و نظراته زادت جدية حين رآها و علمت أنه تذَكر ما جرى بينهم قبل قليل في غرفة الجلوس لتهرب بعيناها منه و تجاهلت ذلك التوتر الذي خالجها و أردفت بإبتسامة لطيفة ل ( إبراهيم )

- لو سمحت سيد إبراهيم إعطيني القليل من وقتك اريد أن أقيس لكَ ضغطَك

ضحكَ الجد و هو يناظرها بمكر تارة و ينقل بصره لحفيده تارة الذي مازالت نظراته جريئة و بقَى على حاله يتشرب من ملامحها بعينيه

- أكيد بالطبع يا إبنتي يمكنكِ فعل ذلك بكل راحة

حملَت قياس الضغط الذي كان فوق المنضدة و إنتبهت ل ( إلياس ) الذي نهض بدوره يترك لها مكانه كي تجلس بقرب جده و تقوم بعملها لوهلة شعرت بالسرور لأنه سيذهب لكن صوت الجد و هو يقول بحماس موجهًا الكلام لهما

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن