❃ الــــفــــصـــل الواحد و العشرون ❃

6.4K 315 10
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

ان آمالك تخيب دفعة واحدة و أن السعادة لن تُعيد طرق بابك بالمرة و أن يأكل الألم روحك دون ان يشعر أحد و أن تعلم أن مصيرك سيبقى على حاله هو شيئ صعب حقًا لكنها ماذا تفعل ليس بيدها حل أو طريقة تنقذ نفسها مما هي فيه و مما ستكون فيه غثيان يراودها و ألم في معدتها حين تتذكر أمر زواجها و شحوب يعتري وجهها حين تتساءل من هذا الذي سيكون زوجها اغمضت عيناها و من ثم فتحتهم فلن تسمح لنفسها بالتفكير أبدًا لديها أربعة أيام يجب ان تعيش فيهما كما ترغب و بدون أن تزعج حالها فمصيرها محدد إذا لتغتنم هذه الفرصة و تعيش كما تحب قبل أن تبدأ حياة من جحيم آخر ... قطعت أفكارها و هي تدخل إلى غرفة السيد ( إبراهيم ) الذي كان مستلقي بوضعية الجلوس على فراشه يقرأ الجريدة الصباحية و يستمتع بتلك الاشعة التي دخلت من نافذته الواسعة التي تطل على تلك اللوحة الفنية و التي لحد الآن مازالت مندهشة من جمالها كل مرة تراها .. تقدمت بإبتسامة تخفي بها ما يعتري قلبها و هي تُلقي عليه تحية الصباح ليرد عليها بمحبة طيبة مردفًا

- أهلاً يا سَحَر , لقد إنتظرت مجيئكِ يا إبنتي , كيف حالكِ اليوم ؟

زلزلت قلبها تلك الكلمة التي خرجت من فمه ملقبًا إياها بإبنته فلو كان لها والدًا كما تمنت هي متأكدة أنها لن تكون في هذه الحالة و بهذا اليأس أبدًا لكنها سرعان ما أخفت ذلك الأمر ببساطة و أجابته بكذب فحالها ليس بخير إنها تُقسم بذلك لكن ليس لها حل آخر سوى إخفاء ما تواجهه في حياتها

- أنا بخير سيد إبراهيم الحمدلله و أنتَ كيف حال صحتكَ اليوم ؟ هل تشعر بنفسكَ أنك جيد ؟

أغلق الجريدة التي كانت بين يديه و وضعها جانبًا يقول لها

- بحال جيد

و أكمل بمزاح معها

- خاصة و بتلك الحمية الجديدة التي أصبحتُ معاقبًا بها و جب عليَّ الإلتزام بها و إلا سأتلقى توبيخًا منكِ

ضحكت و أخبرته مجاريتًا إياه في مزاحه

- أعلم أن الحمية التي أجريتها لكَ في البداية لن تتأقلم معها لكن ستتعود عليها خاصة و إن رأيت الطبق الجميل المُجهز لكَ اليوم على الغذاء ستنسى بالتأكيد أنكَ معاقب من طرفي

بادلها الضحك و من ثم نظر إليها بإمعان فكيف لفتاة مثلها أن تتحمل كل ذلك إنها جد صغيرة على كل هذا الألم و بعد أن روى له ( إلياس ) كل ما جرى حقًا لم يستطع إخفاء صدمته فمن يقول أن هذه الفتاة التي بجانبه إختُطفت و ها هي تُواصل مسير حياتها و كأن شيئًا لم يكن بالفعل هي قوة و هو مُعجب بذلك .. أخفض نظره فالحياة ليست عادلة أبدا إنها لا يكادُ يصدق أن شقيقها قد رهنها في قمار تافه .. فتح فمه يريد سؤالها لكن ألجم لسانة في اللحظة الأخيرة لا يريد أن تعرف أنه يعلم شيئا ما عن الذي حدث و لا أن يسألها عن شقيقها لأنها ستشُك بالأمر و كما حفيده يحبها كثيرًا في الأول كان مندهشًا أن ( إلياس ) إستطاع أن يجد فتاةً تفوز بقلبه و بعدها إندهش أكثر حين أخبره أن هذه الفتاة الواقفة أمامه هي بالذات من فزت بقلبه و على حسب ما يراه و سمعه من ( إلياس ) فهذه لا تعلم بأنها جننت حفيده بالكامل ليبتسم داخله و هو يتوقع ردة فعلها حين سيصارحها بحبه لها

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن