❃ الــــفــــصـــل الثاَلث عشَر ❃

8.2K 386 36
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

🙏 من فضلك لا تنسى التصويت (⭐) اذا كان الفصل قد نال إعجابك

كان وقت الغروب قد أسدل حين كانت قابعة في غرفتها موصدة الباب على نفسها و هي جالسة بصمت تنظم خزانة ملابسها التي أصبحت في حالة يرثى لها منذ أن بدأت العمل و على سيرة عملها تذكرت يوم أمسٍ عندما إلتقت بذلك الرجل و الشعور الذي رافقها و تلك الراحة التي لامست داخلها حين علمت بأنه بخير و بصحة جيدة و أن الرصاصة لم تتسبب في قتلِه فهي لحد الآن تتذكر ذلك اليوم و تلك الليلة التي لن تفارق ذاكرتها مهما مرت عليها السنين فما حدث لها لن تقدر أبدا على محيه من ذكريات حياتها أبدا .. صوت ( مصطفى ) العالي و هو يناديها من خارج الغرفة جعلها تقفز لا إراديا من مكانها لكنها في الأخير إستطاعت أن تتحكم في نفسها فهذا الوغذ لن تسمح له بأن يخيفها أبدا .. رمت الفستان من يدها و سارت ببطئ متعمد تجعله ينتظر أكثر و خرجت بالنهاية من غرفتها حتى وقفت عند باب الصالة تنظر لوالدتها الجالسة أمامها و لا يتبين من ملامحها شيئ سوى تلك اللمحة من السعادة التي إستطاعت رؤيتها في عيونها لفترة وجيزة فقط و عادت ببصرها ناحية ( مصطفى ) الذي كانت نظراته مسلطة عليها منذ وقوفها أمامهم

- إجلسي سحَر شقيقك يريدك في موضوع مهم

أردفت ( ليلى ) بهدوء تام جعل ( سَحَر ) تشك بأن شيئا سيحدث من وراء هذا الهدوء الذي إنعكَس على والدتها .. تمثلت لطلبها ببرود  وجلست بعيدة عنهم تضم كلتا يديها إلى حضنها وكأنهم طوق النجاة تنتظر من الذي سيبدأ في الكلام أولا ...

دوار كل ما كانت تشعر به هو دوار شديد أحكم سيطرته عليها من شدة ما سمعته الآن بأذنيها لتغمض عينيها بهدوء و انسابت قطرات الدموع على خذيها غصبا ثم فتحتهم قائلة بصوت محطم يملؤه السخرية

- اوه يا إلهي كم عائلتي حنونة و تحبني لدرجة أنهم خططوا لمستقبلي بطريقة أكثر قذارة من الحياة الذي أعيشها الآن معهم

- سحَر !

صرخ ( مصطفى ) بها كتهديد له بأن تصمت لكنها نهضت من مكانها بهياج و هي تصيح في وجهه

- اصمت ! انتَ بالذات من يجب أن تصمت حين أتكلم أنا لأن كل شيئ حدث لي بسببكَ أنتَ لولا ألاعيبك القذرة و قمارك التافه لما كنت سأصل لهذه الحالة و تُرغَم على تزويجي كي تتخلص من أقاويل الناس و نظراتهم لنا

اندفع ( مصطفى ) في تلك اللحظة نحوها كي يدق عنقها على وقاحتها الشديدة معه لكن ( ليلى ) التي وقفت في طريقة جعلته يتراجع عن ذلك لتتابع والدتهم بنفاذ صبر موجهة الكلام ل ( سحَر )

- و ها أنتِ ذا قلتها بلسانك نحن مُرغَمون على تزويجك بسبب أقاويل الناس و نظرتهم لنا من ورائكِ أنتِ فهل تظنين أن الفتاة حين تُخطف و تنام ليال خارج منزلهم يمكنها أن تعود لعائلتها و كأن شيئا لم يحدث أبدًا
شحب وجه ( سَحَر ) من حديث والدتها الصاعق الذي جعلها كمن تلقت صفعة قوية ألجمت لسانها لتطالعها بعجز شديد و عادت للوراء تنسحب من هذه المعركة هاربة نحو غرفتها و مازالت كلمات ( ليلى ) يتردد صداها داخل عقلها فما هذا التفكير العقيم الذي يمشي عليه هذا المجتمع فهي الضحية هنا هي المظلومة في هذه القصة و هي البريئة في هذه القضية و مع ذلك يجب ان تدفع ثمن اختطافها لأنها أنثى لأنها هي من تحمل شرف العائلة و هي التي إما أن تحرص عليه كحرصها على حياتها أو تلطخه حتى لو لم يكن بسببها .. اغلقت باب غرفتها بإحكام و تهاوت على الأرض لتتساقط كلمات ( مصطفى ) عليها دفعة واحدة حين استدعاها إلى غرفة الضيوف قبل قليل

- هناك رجل تقدم لخطبتك ... رجل لم تكوني ستتمنيه و لو في أحلامك .. له أموال طائلة لا تحصى و يملك أشياء لن تستطيعي الحصول عليها أبدا في حياتك .. لهذا وجدته مناسب لك و قررت تزويجه لكِ

اغمضت عيناها توقف كلماته في عقلها فتبا له و اللعنة على الرجولة التي يمتلكها يود ان يبيعها بأبخس الأثمان كي يتخلص منها فقط و من احاديث الناس عنهم و يكمل حياته كما يحلو له و ( سحر ) هي الوحيدة التي تدفع ثمن قماره و رهانه لتلك الليلة .. شدت على شعرها بقوة فلما قدرها قاسي معها لهذه الدرجة لما ؟ ..... (يتبع)

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن