مجنون سَحر { مكتملة }

❃ الــــفــــصـــل الخامس عشَر ❃

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

- حسنا لندخل في تفاصيل الموضوع إذًا بما أنك جاهزة للسماع

أرادت الصراخ في وجهه و هي ترى حديثه المماطل تريده بشدة أن يدخل في صلب الحديث فهذه المقدمة تشعرها بالتوتر .. رغبت بشدة أن تسأله هل الموضوع بشأن إستقالتها أو شيئ كهذا لكن ألجمت لسانها و هي تسمع كلامه الذي إنتشلها من بئر أفكارها الداخلية المتزاحمة

- هل أنتِ مرتاحة في أجواء العمل هنا بالمستشفى ؟

سؤاله جعلها تتأكد أن ( مصطفى ) قد فعل شيئ من وراء ظهرها و جاء يتكلم مع الدكتور نيابةً عنها يخبرها بأنها ستستقيل .. موجة من البكاء الهستيري اعترتها و هي تتخيل وجه أخيها المستفز و ابتسامته الماكرة و هو يتطلع إليها بشماتة عن ما فعله في موضوع ملها و أن كلمته هي التي فوق الجميع لكنها سرعان ما توقفت عن ذلك قائلة بضيق لم تستطع أن تخفيه

- أكيد أنا مرتاحة جدا في العمل في هذا المستشفى , لماذا ما الأمر ؟

أجابها مسرعًا و هو ينظر إلى ملامحها الذي بدت منزعجة فكما يبدوا أنها أساءت فهم حديثه

- لا يوجد شيئ سوى الخير آنسة سحَر لكن فقط أريدكِ أن تتولي مسؤولية معالجة أحد المرضى المعروفين لي

نظرت إليه ببلاهة لا تصدق الكم الهائل من الراح التي نزلت على أعماق قلبها وهي تسمع كلام غير الذي توقعته لتجيب فورًا و بسرور

- أكيد سيدي سأفعل ذلك , أنتَ فقط إعطيني غرفة المريض و ملفه و سيكون تحت رعايتي

ابتسَم لها ببشاشة و هو يوض لها الأمر أكثر لتفهمه

- في الحقيقة آنسة سحر هذا المريض لا يتواجد عندنا هنا في المستشفى أي أنكِ أنتِ ستذهبين إلى بيته و تقومين بالتمريض هناك

تطلعت إليه بهدوء غير مستحبة فكرة الذهاب إلى مريض و معالجته داخل منزله فأكيد إن عرف أحد من والدتها أو ( مصطفى ) لن يقبلوا بذلك و سيصروا أكثر على أن تتوقف عن العمل حالا فهم بالكاد يسمحوا لها بأن تخرج كي تأتي إلى هنا ... أخرجها من تحيرها الدكتور و هو يقول بلطف

- رجاءا آنسة سحر لا ترفضي طلبي هذا فأنتِ من أحسن الممرضين لي و أعلم جيدا أنكِ لن تخيبيني أمام هذا المريض لهذا أنا أريدك بالتحديد كي تقومي بهذه المهمة دون غيركِ

نظرت إليه مليًا تود مقابة طلب بالرفض لكن لم تلبث مليا حتى هزت رأسها موافقة فهي في الأخير ستتوقف عن عملها عاجلا غير آجل فلتفعل واجبها النهائي و لن تقول لأحد من أفراد عائلتها بهذا الأمر فهي مجرد أيام فقط لا أكثر

- حسنا سأفعل ذلك

ابتسم عبدالله بإتساع و هو يمنحها ملف يحتوي كل المعلومات عن المريض و عنوان بيته قائلا

- هذا يحتوي على كل شيئ تودين معرفته و ستذهبين له من الغذ إن شاءالله

بادلته بالإبتسامة و حملت حقيبتها و ذلك الملف و خرجت من المكتب تواصل عملها

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

ثلاثة ساعات قضاها في ذلك الإجتماع الذي إستنزف طاقته كليا ليرمي نفسه على الكنبة داخل غرفة مكتبه يتطلع إلى السقف و دوار طفيف في رأسه جعله يغلق عينيه لكن سرعان ما فتحهم و هو يقفز إلى مكتبه يأخذ الهاتف يجري ذلك الإتصال المهم يود أن يعرف نتيجة المهمة التي وكلها لأحد الأشخاص و في فمه إبتسامة لتلك الفكرة التي دارت في رأسه ليلة أمس

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

بعد مدة طويلة أو من الأجدر أن يقول بعد يوم كامل و هو في الملاهي يتسلى و يمضي بعض الوقت على طاولة القِمار عاد إلى البيت منهكًا و منزعج جدا من خسارته لأمواله على القِمار فالآن لم يعد لديه الكثير من الأموال ليواصل .. قطع أفكاره و هي يدلف إلى غرفة الجلوس ليشاهد والدتها جالسة تشاعر التلفاز على برنامج طبخ ليجلس بجانبها بإعياء و ما لبثَ لحظات حتى سألها

- أين هي سحَر ؟

أجابت بإمتعاض و هي مازالت عيناها معلقة على شاشة التلفاز

- إنها في غرفتها

لينهض فورًا ينوي الذهاب إليها لأمر خطر على باله لكن والدته أوقفته عن ذلك و هي تقول موجهة نظراها إليه

- أريدكَ في أمرٍ مهم

إلتفتَ إليها ( مصطفى ) لتطفئ هي التلفاز بدورها قائلة جدية توضح له الأمر

- عن أمر زواج سَحر

...... ( يتبع )

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃