❃ الــــفــــصـــل الرَّابع عشَر ❃

7.1K 333 32
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

كعادة تلك الأيام التتي تتداول فيما بينها و لا شيئ جديد غير المزيد من الأوجاع و الهموم التي تتراكم مع مرور الزمن و التي كانت ( سحر ) تتقبلها بصمت و رضوخ بات يخنق أنفاسها لكن لا حل لديها لإنقاذ روحها من ذلك النصيب الذي اقسم على تحطيم حياتها .. نهضت باكرا كروتين يتكرر يوميا لكن في نفس الوقت كانت شاكرة لعملها الوحيد الذي أصبح ملجأ لها و مأوى لتبتعد عن هذا البيت و ما فيه كليا .. كانت والدتها في المطبخ حين مرت بجانب المطبخ و لم تعرها اي اهتمام فمالفائدة من امرأة كوالدتها .. اغلقت باب المنزل بقوة متعمدة فعل ذلك و نزلت السلالم تسابق الرياح و راحت تسير في تلك الأزقة الضيقة التي لا تخلوا من العامة منهم الأطفال و الجيران و وجوه باتت لا تتحمل التطلع في وجوههم و هم يتحدثون عنها بسوء منذ ذلك اليوم .. اخفضت رأسها و لم تعر احدا اي اهتمام كعادتها التي اصبحت تفعلها منذ ايام و اكملت سيرها و هي تفكر في نفس الوقت بالورطة التي وقعت فيها فأكيد ( مصطفى ) النذل سيمنعها من العمل قريبا متحججا بأنها ستتزوج و غيرها من تلك التفاهات و السخافات التي تخرج من رأسه القذر فأكيد هو حين دبر لها هذه الزيجة لم يكن هدفه اغلاق افواه الناس عن ما يتحدثونه عنهم بل ايضا هذا الزواج سيكون مكسبا له و مشروع ناجح ستكون هي ضحيته فهو شقيقها و تعلم جيدا مخططاته الشيطانية و كل شيئ يأتي منه سيكون من اجل المال فاللعنة عليه و على هذا الزواج الذي لن تقبل به فهي أنثى من حقها ان تطالب بالحب بالاحترام و التقدير مهما كبرت في العمر و مهما تعددت الظروف فدائما ستبقى تلك الأنثى التي تبحث عن الحنان ليس ضعفا منها لكن حرمانها الطويل من السعادة التي يعيشها غيرها .. كانت غارقة في بحور افكارها غافلة تماما عن تلك السيارة السوداء الفاحشة الثراء التي كانت مركونة في آخر الزقاق قابع بداخلها ذلك الوسيم ينظر إليها من بعيد بشغف و عيون تلمع كالعاشق الولهان الذي لا يريد تفويت فرصة رؤية فتاته و بعد لحظات انطلق بسيارته بعدما رآها تصعد سيارة الأجرة متوجها خلفها يود الإطمئنان على وصولها إلى مقر عملها فقد باتت كالإدمان بالنسبة له لم يعد يحبذ فكرة تفويت أي فرصة لكي يراها و لو من بعيد

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

دخلت إلى المستشفى طاردة تلك الطاقة السلبية التي كانت مغلفة على قلبها في الآونة الأخيرة و قررت أن تحظى ببعض المتعة و الإستمتاع و هي تقوم بعملها خاصةً و أن المستشفى في الأيام الأخيرة إفتتحوا غرف كثيرة لإستقبال الأطفال المرضى و هي باتت تتشوق كل يوم للقائهم و إمضاء الوقت الجميل بصحبتهم فحين تكون معهم يراودها شعور بالراحة لا يوصف و سعادة غامرة لقلبها

- سحر !

نداء إحدى الممرضات لها جعلها تلتفت إلى مصدر الصوت متوقفة وسط الرواق بعدما كانت تسير قاصدتًا غرفة الممرضات كي تضع حاجياتها و ترتدي زيها و قالت بإبتسامة صباحية

- صباح الخير زينب

اقتربت زينب منها تبادلها الإبتسامة و التحية و هي تخبرها

- صباح الخير حبيبتي , الدكتور عبدالله يطلبُ في أمركِ و أوصاني فور إعلامكِ بهذا أن تذهبي لمكتبه فورًا

هزت ( سحر ) رأسها موافقة

- حسنا سأذهب حالاً شكرا لكِ

وراحت تسير في اتجاه مكتب المدير و الفضول يعتريها عن سبب طلبه لها , طرقات خفيفة على الباب لتسمع فورا صوت الدكتور يأذن لها بالدخول لتدخل فورًا إليه تلقي التحية بإبتسامة صغيرة و هي تجلس أمام مكتبه , تطلع الدكتور إلى الملف الذي كان أمامه ثم رفع نظره نحوها و إبتسامته كانت قد إختفت مما جعل ( سحر ) تتأهب أكثر لما سيقوله

- آنسَة سحَر أريد التكلم معكِ في موضوع مهم يتعلق بعملكِ

ابتلعت ريقها بخوف فالذي كانت تخاف من حصوله حصل و بسرعة أيضًا فأكيد ( مصطفى ) قد جاء إلى مديرها و تحدث معه عن أمر إستقالتها فالحقير لن تستغرب تصرفاته الدنيئة هذه , ارتجف قلبها أكثر و هي تهزُ رأسها للطبيب تحثُه على مواصلة سير كلامه ... ( يتبع )

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن