❃ الــــفــــصـــل الرابع و العشرون ( الأخير ) ❃

9.8K 427 204
                                    

❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃

أشرقت شمس الصباح فنهضت مسرعة من فراشها ذاهبة للحمام تستفرغ ما في جوفها فالغثيان الذي تشعر به تعلم سببه جيدًا خاصة و بعد سماعها ليلة أمس ( مصطفى ) و هو يتحدث مع والدتها معلنًا لها أن العريس سيأتي اليوم و يكون عقد القران أيضا اليوم و غذًا ستخرج من بيتهم عروسة أمام الناس تمسح عار العائلة بيديها , أعادت التقيأ عند تلك الفكرة فحقًا أصبح هناك ألم شديد يراود بطنها كما أنها الآن جميع أطراف جسدها باردة و ترتجف و لم تقدر حتى السيطرة على ذلك الإرتجاف إنها تعاني حقًا و لا أحد يتفهمها جلست في الحمام تبكي بصمت على حظها فكانت كاذبة حين أخبرت نفسها و أقنعتها أنها تستطيع مواجهة هذا الزواج إنها الآن تشعر بضعف شديد و تود لو الأرض تنشق و تبتلعها حتى ترتاح من جميع ما هي فيه الآن , مسحت وجنتيها المبلولة بالدموع بقساوة و نهضت ببرود فلا لن تبكي لن تنهار ستكون قوية و تجابه هذا الأمر  , خرجت من الحمام بساقين باردين لا تعلم هل الجو اليوم برغم شمسه بارد أم أن البرود يسكن عظامها فكل شيئ فيها بارد و على ذكر ذلك كانت قد وصلت إلى غرفتها فتطلعت إلى وجهها المُصفر و شفتيها الجافتان و أقسمت في داخلها أنها ستخرج هكذا فهذه الزيجة ليست فرحًا لها لتحتفل به أو تتزين لأجلها ...

                                                               ~~~~~~

- ماذا ؟ هل أنتَ واثق من هذا يا جدي ؟

اردف ( إلياس ) ببعض من الصراخ الممزوج بالتساؤل و المليئ بالإستغراب ليتنفس ( إبراهيم ) الصعداء قائلا له فهو كان ينوي الاتصال و إخباره بذلك أمس عندما كان عند والديه إلا أنه لا يعلم لما قرر تأجيل الإتصال إلى اليوم حتى وجده قد عاد إلى هنا ليلاً و ها هما يتحدثان الآن صباحا عن ذلك

- نعم كما  قلتُ لك فهي قد إستقالت من العمل لم ترغب بإخباري عن ذلك قالت لي فقط أنها ستغيب لأيام معدودة لكن حين إتصلتُ بعدها بالدكتور عبدالله حدثني بأنها قدمت له إستقالتها بالفعل صباح أمس و طلبت منه تعيين ممرضة بديلة عنها لتأتي إلى هنا

- اللَّعنة ! ألم تخبرك هي أو الدكتور عن سبب إستقالتها

هز ( إبراهيم ) رأسه بالنفي و إكتفى بذلك لينهض ( إلياس ) من مكانه مسرعا آخذا معطف معه و هو يخبر جده ماشيًا ناحية مخرج الغرفة

- جدي سأعود إليكَ لاحقًا

و خرج تحت أنظار ( إبراهيم ) فيجب أن يلتقي ب ( فهد ) فورًا لا يعرف لما لكنه شيئ يشعر به في قلبه أن الموضوع الذي كلفه لصديقه سيعيطيه إجابة على أمر إستقالتها

- فهد دعنا نلتقي في مكتبي فورًا

و أغلق المكالمة و طار بسيارته يسابق الرياح و قلبه يخفق بشدة يراوده شعور بالخوف يخاف من أن تختفي و تطير من بين يديه .. ضرب مقود السيارة بغضب و هو يكمل السياقة غاضب من نفسه فلقد تأخر كثيرا كان يجب عليه أن يتحدث معها فورًا لا أن يذهب في ذلك اليوم حين أخبرته بأنها مغتصبة فهو مستعد لتجاوز ذلك و حتى و إن كانت حقيقة جاهز كي يتزوجها و يجعلها تتخطى الماضي و بكل ما فيه و يعوضها عن جميع ما مرت به .. ركن سيارته محدثا صرير حاد و قفز من داخلها بخطوات رجولية واسعة يصعد مكتبه يتمنى لو ( فهد ) لا يتأخر عليه كثيرًا و إلا سيجُن مرة واحدة ...

مجنون سَحر { مكتملة }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن