❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃
بعد ذهابها بذلك الشكل السريع غصب نفسه على الجلوس مرة ثانية رفقة جده و هو يحاول كبت رجليه على لحاقها و تبادل الحديث بذهن مشغول من التفكير و أمر إنزعاجها و ضيقها من معرفة أنه هو من إختارها كممرضة لجده يجعله يتساءل عن السبب فمالذي جال في بالها و هي تسمع في ( إبراهيم ) يوضح لها أنه هو من أتى بها إلى هنا .. زفر الهواء بقلة حيلة و لم يعلم أن ذلك جذب إنتباه جده له فورًا ليغير ( إبراهيم ) مجرى الحديث مردفا بصوته الرجولي
- ما الأمر يا إلياس ؟
تطلع إليه هو بدوره و بإبتسامة عذبة منه قال متهربًا من سؤاله
- لا شيئ جدي فقط أعمال في الشركة تتكاثف قليلاً و تشغلني
ليبتسم الآخر لتلك الكذبة الصغيرة و هو يعقد حاجبيه
- هل اعمال الشركة ما تشغل بالك أو الممرضة سَحَر ؟
تطلع له ( إلياس ) بغير تصديق و جاء لينفي الأمر لكنه تراجع عن ذلك فماذا سيقول له هل يرفض و يخبره أنها ليست من تشغل تفكيره و هي في الحقيقة جعلته مجنونًا بها و مهووس لدرجة كبيرة فلا يدرك أحدًا غيره و لا حتى هي ماذا فعلت به يكاد يفقد صوابه و عقله من كثرة التفكير بها أصبح ينام و يستيقظ على ذكراها و خيالها لا يفارق ذاكرته بالمرة ليقطع ذلك الصمت جده و هو يواصل
- كيف تعرفت عليها
إستنشق ( إلياس ) الهواء بهدوء و هو يتذكر مرته الأولى و هو يراها و إسترسل في الكلام يروي لجده كل شيئ
~
بروح منعشة تناست كل ما جرى في منزل السيد الكبير و صعدت إلى البيت بأمل كبير في قلبها .. دخلت بفرح عارم و هي تلقي السلام بطاقة إفتقدتها لأيام و أيام و قبلت والدتها التي بدورها إبتسمت لها بأمومة كانت تتمنى ( سحر ) لو تدفع عمرها كله حتى تشعر بحنانها ذلك و من الجيد و لحسن حظها تمكنت من عيش ذلك الشعور و الإحساس بمحبة ( نرجس ) لها ... بدلت ملابسها و سارت بإتجاه المطبخ تساعد على تحضير العشاء ف ( مصطفى ) لم يحضر حتى للآن على حسب ما أخبرتها الآن والدتها مما جعل الوقت يمر عليها كالدهر و كلما يقترب حلول الليل لوصول شقيقها يزداد توترها و قلقها أكثر و أكثر إلا أنها بكل جهدٍ منها أخفت ذلك الإحساس بإحترافية و تجنبت عدم الخوض في ذلك الموضوع مجددا مع ( نرجس ) و لا هي الأخرى بدورها تحدثت معها عن ذلك ... بعد ساعات وصل ( مصطفى ) إلى البيت و ها هم الآن جالسين ثلاثتهم على طاولة الأكل يأكلون عشاءهم و صمت مريب أحكم سلطته على المكان كلهم كان فقط صوت الملاعق و هي تضرب الصحون من تُسمع حتى قطع ذلك الصمت ( مصطفى ) و هو يقول ببرود دون أن ينظر إليهم
- سحر جهزي نفسكِ سيأتون بعد أربعة أيام ليطلبون يدكِ
رمت الملعقة بصدمة مصدرة ضجيج جعله يتوقف عن متابعة الأكل و هو يطالعها بجمود غير آبه لضربات قلبها التي باتت تتزياد أكثر و أكثر و كأن فؤادها سيتوقف و هي تنظر إلى والدتها بعيون تستنجدها لفعل أي شيئ لتقول أي شيئ كما وعدتها و بالفعل تطلعت ( نرجس ) إليها ثم وضعت ملعقة الأكل جانبا و هي تمسح فمها و تتوجه بكلامها إلى ( مصطفى ) بكل عقلانية
- لا حاجة إلى هذا الزواج يا مصطفى لقد تراجعتُ أنا عن هذا الأمر
قطب حاجبيه بغرابة و هو أيضا إنضم لهم في توقفه عن الأكل مردفا بتساؤل
- ماذا ؟ هل تراجعت عن قرار الزواج بعد كل ذلك الإصرار ؟ و بحق الله أخبريني ما هو هذا السبب الذي جعلكِ تتراجعين في مثل هذا الوقت بالتحديد
بلعت ريقها بروية و أجابته بكل هدوء و هي تنظر إلى ( سحر )
- لأن أختك مازالت شريفة لقد ذهبنا لفعل الفحص و أنت تعرف ماذا أقصد دون الخوض بكل تفصيلة أشرحها لكِ
قهقه بسخرية و كل هذه المسرحية تجري أمام نظر ( سحر ) التي كادت الان أن تجهش بالبكاء و هي ترى تقرير مصيرها على يد أشخاص غيرها
- و هل هذا بالنسبة لكِ يُحدث أي فرق عندكِ ؟
صعدت ( نرجس ) بحاجبها الأيمن مستفسرة
- مالذي تقصده بكلامكَ هذا ؟
نظر لها ( مصطفى ) بإمعان و قال بصراحة شديدة
- هل تكفي ورقة العذرية هذه كي نُخرس أفواه الناس و نمسح العار الذي لحق بنا ؟ هل ستحملين تلك الورقة و تجولين بها الشوارع مخبرتًا إياهم بأن العار لم يلحق بكِ ؟
صمتت ( نرجس ) و تسمرت في مكانها ليتابع هو بغضب و قليل من الصراخ
- لا تمزحي أمي بحق الله فالكل لن يُصدق ذلك و الكل سيظن أنها ورقة مزيفة و حتى و بغض النظر أنهم سيصدقون جميعًا لكن أقسم أن لا شيئ سيُمحي هذا العار إلا الزواج فقط
كان الآن دور ( سحر ) لتنفجر و هي تضرب الطاولة بيدها موجهة الكلام له بكل تمرد تحمله الأنثى
- أيها الحقير ! هل نسيتَ أنكَ كنت أنتَ السبب في خطفي ؟ أيها السافل ! دعني أذكرك أن العار الذي تدعي بأنني أنا من كنتُ سببه كان المسؤول الوحيد عليه هو أنتَ فقط , لقد قامرت بي راهنتَ عليَّ في طاولة القمار أمام أقذر الناس و تأتي بعدها و تلقي أوامرك التافهة و كأنك لم تفعل شيئًا , مالذي تظن نفسك ؟ ماذا تظن نفسك ؟
نهض من مكانه و هجم عليها بسرعة ماسكًا شعرها بيده و هو يقول بغيض شديد يصر على أسنانه
- إذا هذا هو جزاءي أيتها الحقيرة بعد كل ما فعلته من أجلك و أحضرتُ لكِ عريس و زواج كي يستر ما جرى لك في تلك الأيام تُجازيني بهذا الكلام أيتها الناكرة
صرخة من ( نرجس ) و هيجانها جعله يفلت ( سحر ) من بين يديه لتذهب الأخرى تجري ذاهبة نحو غرفتها و هي تجهش بالبكاء و أغلقت الباب بإحكام على حالها و راحت تواصل في نحيبها و هي تسمع صوت المشاداة التي كانت خارجًا و ترتجف من أعماق روحها فلمَ هذا الظلم كله متحهًا نحوهَا ؟ لماذا يجب أن تعاني ؟ و تتحمل مسؤولية و ذنب لم تكن هي سببه ؟ أغمضت عيناها و الدموع بإستمرار تتدفق منها و هي تشعر بفقدانها للأمل فلا داعي لأن تأمل بشيئ إيجابي سيحدث لها فحياتها منذ البداية ليست كما أرادتها و تخيلتها فواقعها مرير مرير جدا و لا تعرف أي طريق تتخذه للنجاة أو بالأحرى لتقول على حالتها هذه ليس لها حتى خيار كي تأخذ طريقها فكل شيئ مقرر نيابة عنها كل شيئ .... ( يتبع )
|تصوويييييييت من فضلكم 🌟 |
❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃❃
أنت تقرأ
مجنون سَحر { مكتملة }
Romanceمقتطف من الرواية : - حقًا هذا أجمل رهان أحصل عليه في تاريخ المقامرة كلها - أرجوك أرجوك أتوسل إليك اتركني ارجوك دعني اذهب و لا تفعل بي هذا ضحك بإستمتاع و هو يدفن وجهه بعنقها و يداه مازالت مستمرة في التجول و لمس جسدها بجرأة ليقول بهمس من بين قبلاته...