البارت الاول

27.3K 326 4
                                    

  البارت الاول من "لا مجال للعوده "

اشعال النيران في برج الحمام .. لن يعرضك لغضب صاحب
البرج فقط ،بل الحمام واصدقاءه من الطيور اﻻخري
فلا تستهون بطبيعه اﻻنسان التي امامك ،، ربما هو يخبأ شيئا لم تتوقع انت يوما انه يمتلكه .. فالزم نفسك وانظر الي ما تحويه .. واستعد لملاقاه ذاتك الاخري ؛
في عروس البحر المتوسط " .. المدينه التي شهدت اروع المعالم التاريخيه والتي كانت محط العديد من اﻻنظار والسياح ،، تلك المدينه التي تشبهه نيويورك بانها المدينه التي ﻻ تنام .. جوها معتدل شتاءا وصيفا بسبب تأثير البحر الذي ﻻ يقاوم خاصه اثناء الغروب .. والذره الذي يباع علي شواطئها الجميله .. ورائحه البحر علي بعد امتار منه تجعل الفراشات تطير في معدتك وتصيبك هاله من السعاده والانتشاء .. انها ببساطه " اﻻسكندريه"

استيقظت علي صوت هطول المطر بغزاره علي نافذه غرفتها فبدلا من اغلاق ستائر الغرفه ، فتحت النافذه لتطل علي منظر الشوارع المبلله بماء السماء فتظهر علي اﻻرض بشكل ﻻمع كاﻻلماس .. ومنظر الاشجار كمن ارتجف من شده البرد
لم تفوت تلك اللحظه ورفعت يديها للسماء وبدأت في الهتاف بصوت تسمعه هي فقط
" اللهم حقق لي ما في نفسي فأنت اعلم بها مني " .. " يارب حققلي حلمي ، نفسي ابقي دكتوره . ده حلمي من زمان نفسي بجد ابقي حاجه عيلتي تفتخر بيها وابقي اللي انا بحلم بيه " ،، " يارب نجحني انت المعين والموفق "
ظلت علي هذا الحال حتي صدع صوت الفجر بالمنابر العاليه للمساجد القريبه من المنطقه التي تسكن فيها الفتاه ذات السبعه عشر ربيعا والذي حلمها ان تصبح طبيبه في المستقبل ، فكليه الطب حلمها حاليا واتخذت قرارا بعدم التفريط فيه
حنين: فتاه ذات السابعه عشر عاما .. تمتلك عينين سوداوتين .. وشعر اسود طويل يخفيه الحجاب و وجها ابيض ولكنه ممتلأ عند الخدين
لديها اخ يكبرها بخمسه اعوام يُدعي " مصطفي " في كليه الهندسه .. قريب منها لحد كبير هو من يشجعها ويحفزها علي ذلك الهدف الذي تتوق اليه .. لديه شعر اسود كثيف وعينان خضراواتان وطول مناسب
ياسين اﻻخ الاصغر في الصف الثاني اﻻبتدائي يمتلك من العمر ثماني سنوات
اصغر فرد في مجموعه ﻻشين الذي يتمثل قائدها في
اﻻب وهو : محمود عبد الرحمن ﻻشين ،، اب لتلك اﻻسره طبيب يعمل لدي مشفي حكومي عام .. ولكنه يعمل كثيرا حتي يوفر تكاليف العيش
اﻻم وهي :امل زوجه محمود ﻻشين ... تعمل في مصلحه الضرائب ، كمثل اﻻمهات اللاتي يعملن .. هي المتحكمه في المنزل عند سفر "محمود"
.....................................................
انهت "حنين" مذاكره ماده الكمياء ونظرت للساعه فوجدتها التاسعه الا ربع ارتدت ملابسها في عجاله حتي نذهب لدرسها الساعه التاسعه فذهبت ﻻمها قبل ان تذهب للعمل
-ماما انا راحه درس الكميا
-ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك .. ولو عايزه حاجه كلميني
ردت "حنين" بحب
- تسلمي يا ماما .. يلا عن اذنك
تنهدت " امل "
- مع السلامه يا حبيبتي
خرجت " حنين " من غرفه امها ولكنها اصطدمت بشخص طويل يحاوطها فدفعته وهي تصرخ
- يامااماااااا الحقيني مصطفي بيضربني وبيقولي مفيش دروس
نظر اليها مذبهلا من تصرفها .. فلم يلمسها فقد احتجزها بين ذراعيه
فقام بكتم فمها حتي ﻻ تصدر اي صوت وهتف لوالدته
- مفيش حاجه يا مااما معملتلهاش حاجه
جاء صوت " امل " من الداخل
- سيب اختك يا مصطفي عشان وراها درس
اتي صوت مصطفي مزمجرا
- والله معملتلها حاجه .. بنتك باللمس كده بتصوت
احتجت حنين قائله
- متقولش كده
- امشي يابت
ضحكت حنين ضحكه بلاستيكيه واردفت قائله
- ميرسي جدا
اقترب مصطفي من شقيقته واخرج من جيبه بضعه نقود ثم تابع في حنو
- خلي.دول معاكي يا حبيبتي .. ولو عايزه تاني قولي
اجابت هي وابتسامه ارتسمت علي ثغرها
-تسلملي يا حبيبي .. ربنا ميحرمنيش منك ابدا
ردد هو اﻻخر ..
-وﻻ منكم كلكم يارب
..........................................
في منزل اخر في نفس المدينه يقع بيت المحامي "احمد رشوان" الذي اسس عائله مكونه من ام وابن وابنه متفاوتين في اﻻعمار
السيده شيرين : سيده من الطبقه المخمليه والدها كان من رجال اﻻعمال قبل وفاته بعدها ترك جميع ممتلكاته ﻻبنته وابنه الثاني
ميس : ابنه ذات السابعه عشر عاما صديقه حنين المقربه وفي نفس الشعبه تتميز بشعر بني طويل وعيينين زرقاوتين و وجها ابيض وطول مناسب لسنها .. وجسدا رشيقا قد اعتنت به مسبقا
مروان : اﻻبن ذو اربعه وعشرين عاما تخرج من كليه الصيدله ويعمل في شركه صديق والده " معتز البنياوي " .. والذي يكون والد صديقه " احمد معتز البنياوي " .... ودائما كان مروان شابا يعتز بعمله ويفني حياته له وﻻسرته يتميز بعيون عسليه وشعر بني وطول فارع وجسد رياضي
.................
في غرفه ميس
كانت جالسه علي السرير تتذكر من هي واين اتت لهذا المكان ،لتتذكر ان هذا سريرها وان هذه هي غرفتها .. فهي لتوها قد استيقظت من النوم ،،
هي شخصيه مُقدسه للنوم باسمي معانيه ... ﻻيهم اين تنام او كيف المهم انها تغلق اعينيها وتسبح في بحور النوم ولو لخمس دقائق
اخذت هاتفها بعدما انتهت من تذكر اصلها ككل يوم ، واتصلت علي حنين
-ازيك يا نونتي
-ازيك يا مايسه
احتجت ميس قائله وهي تصر علي اسنانها
- ميت مره اقولك متقوليش الاسم ده تااااني بيعصبني بيعصبني
ضحكت حنين لطريقه صديقتها فهي تتعمد اغاظتها بذلك اﻻسم الذي ﻻ يتجرأ احد علي نطقه غير حنين
-خلاص خلاص ،، المهم هتيجي درس الكميا
- اه طبعا .. هخلي مروان يوصلني
ابتسمت هي بغير ادراك
- هيجي يعني ، طيب هستناكي بقي قدام السنتر
- ماشي ،، مع السلامه
-مع السلامه
ابتسمت حنين حينما عرفت بأمر مروان ،، فهو سيأتي وستستطيع ان تراه
، يشتركان في ميول كثيره منها الشعبه الدراسيه ، المستوي الدراسي .. استطاعتا تشكيل حياه مشتركه تجمع بينهم في كل شئ
كانت حنين تذهب لبيت صديقتها لتبادل الزيارات .. كان لديها شعور تجاه مروان لم تنظر له نظره بما يعتمل في قلبها وذلك الشئ الوحيد الذي تخفيه علي ميس ،، ارادت ان يكون ذلك لنفسها فقط ولم تتكلم مع مروان غير للسؤال اذا كانت ميس في المنزل ام ﻻ وكانت تضع بصرها ارضا واستطاعت ان تري صلابته امامها ولم ينطق معها بغير " موجوده " .. " ﻻ مش موجوده " .. هكذا استدلت علي خلقه وتمنت ان ينتبه لها مره  

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now