البارت السادس عشر

5.9K 154 1
                                    

  قراْه مُمتعه
البارت السادس عشر من " لامجال للعوده "
في اليوم التالي في منزل محمود لاشين
كانت حنين في غرفتها تسير ذهابا وايابا , وامتحانات الثانويه العامه بعد غدٍ , فكانت تبدو متوتره ومضطربه هي لاتعرف هل ستٌبلي حسنا ام لا
طرق مصطفي الباب فأذنت له حنين بالدخول , فدلف داخل الغرفه وجلس علي السرير الموضوع في منتصف الغرفه قائلا
- ايه الاخبار يا حنين
ضمت هي شفتيها الاثنتين وأجابت بارتباك ملحوظ
- مش عارفه خايفه جدا يا مُصطفي
اردف مًصطفي مُطمئنا لها
- بصي متخافيش هي كأي سنه عاديه فكره ,, أدام انتي اجتهدي وذاكرتي ربنا مش هيضيع تعبك ابدا بس انتي خليكي دايما واثقه ان اللي بيتعب ربنا مبيضيعش حقه
هتفت هي وهي تقضم اظافرها
- أنا خايفه بجد ملحقش طب
ابتسم مُصطفي مكملا حديثه
- حنين يا حبيبتي الثانويه العامه دي نصيب .... يعني لو اجتهدي وذاكرتي وكنتٍ بتأدي حق ربنا عليكي بس مجبتيش الكُليه اللي عايزاها , يبقي أكيد ربنا شايلك حاجه أحسن من الكُليه ,, يمكن هتبقي مرتاحه في حياتك اللي جايه وده رزق , او لما تدخلي كُليتك اللي انتي مكنتيش عايزاها دي يجيلك بعثه وتسافري وحياتك تتغير ,, انتي أهم حاجه تقتنعي ان ده رزق وبس , افرض دخلتي الكُليه اللي عايزاها وبعد ماخلصتي ملقتيش شُغل اللي يعينك بشهادتك , او مثلا بعدما ما حققتي حلم الكُليه يمكن تتجوزي حد يعيشك في جحيم ,, دي كُلها ارزاق علي ربنا والانسان مبيموتش الا لما ياخد رزقه كامل سواء كان صحه او فلوس او راحه بال او عيال اوي اي حاجه ربنا ادهالنا ,, يعني الثانويه العامه مش كُل حاجه
ارتسمت ابتسامه مُعجبه علي ثغر حنين وأردفت قائله
- كلامك ده طمني اوي يا مٌصطفي بجد يعني شُكرا , ربنا يرزقك بكُل اللي تتمناه يا حبيبي
احتضنها هو الاخر مُقبلا رأسها قائلا
-يارب يا نور عيني
وما ان أردف بتلك الكلمه حتي تذكرها الفتاه ذات العيون الزيتونيه فظل محتضنا حنين هائما وغمغم ب
- هي نور فعلا , فاضلها اتنين فوت وتنور
ابتعدت هي عن حُضنه ثم ضيقت عينيها واقتربت منه
- هي مين دي يا درش اللي فاضلها اتنين فولت وتنور
ابعدها هو من أمامه ثم نطق وهو يسير خارجا من الحُجره
- بقولك ايه متطلعيش هبلك عليا مش ناقصك
تحدثت هي مُهمهمه بكلما تخفيضه
-هخلص الثانويه وافضالك يا درش !
,,,,,,,,,,,,,,,
داخل كافي شوب معروف في الاسكندريه
دلفت ميس وهي تتلفت حولها حتي لا يراها أحد , وجدت هي عبد الرحمن يجلس علي طاوله ما فذهبت اليه وجلست امامه ورفعت نظارتها الشمسيه وقبل ان تتكلم بدأ عبد الرحمن كلامه بسخريه
- جيباني ومش عايزه حد يعرف ليه , انتي مش وراكي امتحانات بعد بُكره
أجابت هي بوجهه جامد
- ايه اللي قُلته لمروان خلاه يقطع علاقتي بحنين
حك هو ذقنه بتفكير مُصطنع وأردف بعد ان عقد ذراعيه أمام صدره
- وانتي مالك
ضربت هي قبضه يدها بالطاوله ثم أردفت بحده
- لما أكون انا كمان ضحيه في الموضوع ده المفروض أعرف
رفع هو حاجبه الايمن ثم هتف بلؤم واضح
- انتي مُصره يعني
هتفت باصرار واضح علي محياها
- أيوه عايزه أعرف حالا
نطق هو ببرود كأي شئ عادي يُقال
- عرفته ان أبوها تاجر مُخدرات
فغرت فاهها بتعجب وما لبثت الا ان أمسكت بكوب الماء الموضوع علي الطاوله وألقته فوق رأس عبد الرحمن ثم هتفت بانفعال قبل أن تخرج من الكافيه
- ابعد عن حنين يا عبد الرحمن أنا عارفه انت عايز ايه بالظبط , ابعد عننا احسنلك
ثم دلفت خارج المبني , ليمسح هو قطرات الماء الموجوده علي وجهه قبل انا يهتف
- غبيه دي ولا ايه .. !
,,,,,,,,,,,,
في منزل نورا
كانت تبكي في غُرفتها حتي علا صوت نحيبها ولكن لم يسمعها أحد بسس الضجه التي عليت خارجا
دلف والدها داخل الحُجره المُخصصه لها بعد أن أمر بالا يدخل وراءه اي شخص
- نورا يا حبيبتي لو مش عايزاه قوليلي يا حبيبتي انا أساسا مش مرتحله
أجابت ومازالت الدموع تزين عينيها الزيتونتين ,وارتمت في أحضانه باكيه مُترجيه منه
- مش عايزاه يا بابا خالص ,, مش مرتاحه معاه ابدا
ربت هو علي ظهرها بهدوء , في حين دلفت والدتها وأغلقت الباب خلفها فنطق والدها بحده
- مش أنا قُلت محدش يجي ورايا
هتفت والدتها وهي تضع ابعها أمام فمها مشيرا له بالسكوت
- وطي صوتك الناس بره
ثم أكلمت حديثها تجاه نورا وهي تلومها
- علي فكره يا نورا ده لو مشي محدش هيجي غيره , اسمعي الكلام يا بنتي وقومي وانهي الليله دي واقعدي مع خطيبك
لم يُعجبْ الكلام والد نورا وهز رأسه يمينا ويسارا,وربت علي ظهر نورا قبل أن يتحدث لزوجته قائلا :
- والبت مش مرتاحه ليه , وأنا مش هغصبها علي حاجه
نظرت والده نورا اليها قائله وعينيها تضيقان وهتفت بصوت حاد هادئ
- الكلام اللي بيقوله أبوكي ده صح
أجاب والدها هو بدلا عن نورا مُحدثا زوجته بزجر
- ايوه صح وياريت تيجي تطبطي عليها شويه بدل ما انتي ناصبه المشنقه حوليها علي ما أروح أفض الموضوع ده
مصمصت شفتيها بقله حيله وقبل أن تخرج من الغُرفه , مُشيره الي زوجها بعدم اهتمام
- ابقي طبطب انت يا أخويا ,, دلع بنات صحيح !
لم يهدأ بُكاء نورا وانما زاد بعد حديث والدتها التي لم يكُنْ مُشجعا علي الاطلاق فنطقت من بين احضان والدها وهي مُتشبسه به
- ده كان مجنون يا بابا , عايز قبل ما أعمل اي حاجه اتصل بيه ده كان بيقولي انتي دخلتي المُحاضره ليه من غير ما تقوليلي ,, وبسببه قعدت كتير مرحتش الكُليه عشان كان مانعني منها لما انت كُنت مسافر يا بابا ,,
هتفت هو مُنفعلا
- مُقلتيش لامك ليه الكلام ده
هتفت هي بكسره نٍفس مُلحقه بأذيال الخيبه
- ماهي كانت عارفه وموافقه
ربت علي كتفها وقبل رأسها ثم أجلسها علي مضجعها ودثرها جيدا وقبل رأسها مره أُخري ودلف خارج غرفتها مُتجها نحو غُرفه ا لاستقبال , وعندما دخل الي الغُرفه وجلس تحدث الي الشاب الماثل أمامه يُدعي كريم وتحدث بلهجه تحمل شيئ من العصبيه
- بص يا كريم , انا يوم ما اديتك بنتي وخطبتها , كنت واثق فيك وقلت مش هتزعلها , انما اتفاجأ انك كُنت مانعها من الكليه وبتحاسبها علي حاجات هايفه ومش من حقك تحاسبها عليها أصلا ... ليه خير ان شاء لله !
لما انا لصسه عايش وعملت فيها كده امال لما أموت هتعمل فيها ايه
بترت كلمه والده كريم الذي كانت تنظرلابنها بحده وتحدثت قائله
- بعد الشر عليك يا أبو نورا .. هو مش هيعمل كده تاني
هتف كريك في شئ من البرود والتأني
- لا ده طبعي يا عمي ومش هغيره
تحدث والد نورا الاخر بشئ من الغطرسه وهو يضع قدما فوق قدم
- والله أنا كُنت عامل حساب للست الوالده عشان هي مُحترمه , انما كويس أوي ان احنا لسه علي البر استني خُد الشبكه بتاعتك معاك
ثم تركهم وذهب لغرفه ابنته واحضر الشبكه الموضوع علي التسريحه وأعطاها لهم ثم نطق وهو ينظر في جهه اُخري
- شرفتونا
نطقت والده كريم من بين اسنانها وهي تحمل علبه الدهب
- عجبك كده قليت قيمتنا منك لله يا شيخ
,,,,,,,,,,
في منزل محمود لاشين
طرقات عنيفه علي الباب جعلت السيده أمل تُسرع في فتحه , وعندما فتحت الباب وجدت الطارق ميس .. !
استقبلتها أمل جيدا ثم تحدثت معها بشأن والدتها قليلا , وبعد أن فرغت أمل من توصيتها بارسال السلام تركتها ميس ودخلت الي غرفه حنين بعد أن طرقت الباب
كانت حنين مصدومه بعض الشئ , لم تتوقع ان يكون الطارق علي باب غُرفتها ميس ,لكن انتشل تفكيرها هو احتضان ميس لها بقوه وهي تبكي بشده وتُتمتم وهي مُتشبسه بها
- سامحيني ,أنا أسفه , حقك عليا
ابعدتها حنين عن حُضنها وهتفت بقلق وهي تمسح دموعها المُنسدله علي وجنتها بغزاره
- مالك يا ميس يا حبيبتي , متخافيش
هتفت ميس من بين شهقاتها المُتتاليه وعلي مازالت مُتشبسه بملابس حنين كأنها طوق النجاه التي تحمله
- أنا أسفه يا حنين , أسفه اني بعدت عنك من غير مُبرر , أسفه اني سمعت كلامهم من غير ما أسألك ايه اللي حصل
لم تفهم حنين شيئا من كلام ميس المُبهم بالنسبه لها , لكنها مع ذلك أخذتها في أحضانها وأخذت تُربت علي ظهرها وتهدئ من روعها
وبعد قليل , تحدثت حنين قائله لميس بهدوء بعد أن ابعدتها عن حضنها قليلا
- قوليلي بقي ايه سبب القطيعه المُفاجأه دي
ارتبكت ميس , وتملصت من الاجابه ونطقت بعد أن فكرت في أي حُجه تقولها لحنين التي لن تتوانيً عن عن الآخذ بثأر أبيها من ذلك الكلام المشكوك فيه
- هاا , لا هو كان عايز يفصلنا عن بعض عشان الثانويه وكده يعني
ضحكت حنين بشده ولكنها كانت ضحكه سُخريه من كلام ميس وأردفت من بيان ضحكاتها
- هو ضحك عليكي وفهمك كده .. انتي هبله ده أكيد في حاجه أكبر من كده
طأطأت ميس رأسها ثم تحدثت بصوت هادئ ونادم
- أهم حاجه متزعليش مني , أنا مليش حد غيرك
ابتسمت حنين لها وهتفت بصوت رقيق بعد أن ربتت علي كتف ميس قائله
- أمال عمو وطنط شيرين ومروان راحوا فين , ثم هتفت بنبره لئيمه مًصطنعه
- زعلانه بقي ولا لا ,, هممم هفكر
نظرت لها ميس وضيقت عينيها ثم ضمت كفيها مع بعض ووضعتهما أمام رأسها وهتفت
- طب وحيات اكسو
نظرت لها حنين بشده وتهلل وجهها
- خلاص أدام حلفتيني بالغاليين
قطع خلوتهما طرق علي الباب فقامت حنين لتفتح الباب فلم تجد شيئا في مستوي نظرها , فنظرت لاسفل وجدت اخيها ياسين الصغير مُحمل بأكواب العصير ,لإأفسحت له المجال للدخول .... وضع هو أكواب العصير ثم ذهب ناحيه ميس قائلا بشفقه أطفال
- انتي معيطه يا ميس
نظرت له ميس باسمه وهتفت بنبره طفوليه حتي تُجاريه في حواره
- أيوه حنين زعقلتي يرضيك يا سونه
نطق وهو ينظر لحنين نظره توعد
- لا ميرضنيش طبعا
ثم توجهه ناحيه حنين التي كانت مُستنده علي مقبض باب الغُرفه , وأردف بنبره متوعده بعد ان ضم شفتيه
- انتي بتزعق لميس ليه , اضربك دلوقتي
اخرجت لسانه له قائله
- مش هتقدر يا صغنن
- ماااشي
قام بركلها في قدمها لتتأوه هي , وقبل أن تُمسكً به كان قد خرج من الغُرفه بأكملها وذهب ناحيه غُرفته التي تضمه هي ومصطفي
تحدثت ميس بحنق وهي تُمسد مكان الركله التي أحدثها ياسين الصغير
- ااه , صغير بس ايه ده ,, ماشي بس اما اشوفه في البيت هنططه
ضحكت ميس بشده كما أنها لم تضحك من قبل علي تصرفات ياسين مع حنين , ولكنا قاطع صوت ضحكاتها رنين هاتفها فطالعت هاتفها ونظرت بصدمه للرقم المُتصل ووجدته مروان ...!  

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now