البارت الثاني

11.8K 232 0
                                    

  البارت الثاني
انتظرت حنين ميس واخيها امام السنتر الذي يوجد به الدرس وكان هناك العديد من الطلاب الذي يأتون للسنتر باستمرار للدروس الموجوده به ..
لمحها شاب يقف مع اصدقاءه فقام باعطاء كتبه لصديقه الواقف بجانبه وذهب لحنين واردف بصوت هادئ
-واقفه لوحدك ليه .. مينفعش تقفي كده
لم تنتبه له في بادئ الامر ولكنها ادركت اﻻمر فنظرت له نظره قويه وابتعدت من المكان ، ولكنه تبعها كأنها لم تقل شيئا منذ لحظات وهتف تلك المره ب..
-هي اﻻموره زعلت وﻻ ايه ..ده انا حتي جايه الطف
كانت ستهم بالرد ولكن اوقفها بوق السياره القادمه
كانت السياره القادمه لمروان وتجلس بجانبه اخته ميس وعندما راي مروان ذلك الموقف نزل من السياره وذهب اليهم وتبعته ميس
واردف بصوت قوي
- هو الخفيف بيستظرف ﻻ سمح الله وﻻ حاجه
ابتلع اﻻخر ريقه تحدث بصوت خافت
- هااا .. ﻻ انا كنت بس بسأل علي الساعه
ابتسم مروان بسخريه
- ﻻ والله تصدق ظلمتك
ثم اردف بنبره آمره
- .. يلا يا بابا من هنا .. يلا
لم يتوان اﻻخر وذهب مسرعا يجر خيبته الي اصدقاءه الواقفين والذين لم يفوتوا السخريه منه في ذلك الموقف
...
بعدها تحدثت ميس بصوت قلق
- حنين انتي كويسه .. الواد ده عملك حاجه
ابتلعت حنين ريقها بصعوبه فخرج صوتها محشرجا
- ﻻ ... الحمد لله انا كويسه
واخيرا تحدث مروان بعدما نظر لحنين نظره شديده
- الحمد لله .. وياريت متقفيش هنا تاني ادام عارفه ان في شباب كده
توردت وجنتيها وتكلمت بصوت خفيض
- انا معرفش وكنت مستنياكو .. اقصد مستنيه ميس علي ماتيجي
ابعد نظريه عنها ثم نظر ﻻخته وهو يتحدث
-متبقيش تستنيها هنا تاني .. مع السلامه يا ميس هبقي اجي اخدك بعد الدرس
اجابت ميس وهي تري التوتر واضحا علي وجهه حنين
- ماشي يا حبيبي هستناك
-مع السلامه
- مع السلامه
ردت عليه ميس .. ولكن اكتفت حنين بنظره خافته سرقتها قبل ان يركب سيارته وينطلق مغادرا تلك الساحه التي شهدت علي اول كلام بينهما
رأت ميس تغير وجهه صديقتها من الحمره للضيق فبادرتها بالسؤال
- حنين انتي كويسه يا حبيبتي
اجابتها حنين بسرعه
- ايوه .. يلا عشان نلحق الدرس
امأت ميس برأسها وذهبت خلف حنين ..
-----------------------------------
في مدينه القاهره بالتحديد في مدينه السادس من اكتوبر تقع فيلا المدعو " شهاب سليمان " رجل اعمال معروف فهو يمتلك مصانع عديده للغزل والنسيج لديه ابن وحيد يدعي " عبد الرحمن" يعمل مع والده في اداره تلك المصانع الشهيره باسم مصانع" السليمان"
السيد شهاب : رجل في العقد الخامس من عمره ولكن لم تظهر عليه علامات الكبر علي عده شعيرات بيصاء نمت في شعره .. وهو صديق" ﻻحمد رشوان"
السيده ايناس : سيده راقيه ، متكبره ، شعرها اسود قصير وعينيها سوداء ولها نظره طبقيه بحته ولكن ابنها اغلي من حياتها كانت تدلله وهو صغير ولكن عندما شب تولي والده رعايته وتنشئته حتي يصبح رجلا قادرا علي تحمل المسؤليات التي تواجهه
عبد الرحمن : شاب في الثانيه والعشرون من عمره تخرج من كليه اداره اعمال .. دخلها بناءا علي رغبه والده في اداره الممتلكات ،، ولكن عبد الرحمن كان يفضل الطب عن هذه الكليه .. شعره اسودغزير وعينان سوداوتين ولحيه قصيره تعطيه جاذبيه خاصه .. طول ومناسب وجسدا عريضا لم يرث عن امه اﻻ صفه التكبر والتباهي
علي طاوله الطعام صاحت ايناس بصوت عال
- حمديه .. حمديه
اتت حمديه مسرعه
-نعم ياست هانم
اردفت ايناس بغضب
- ميت مره اقولك مبحبش التوست طري كده بحبه مقرمش
اندهشت فتحيه من كلام ايناس التافهه وقالت في نفسها
- ايه الوليه المجنونه دي .. توست ايه ده يختي اللي عملالنا قلبان عليه ربنا يكملها بعقلها
استبطأت منها ايناس الرد فنهرتها وامرتها باحضار اخر غير ذاك فاخذت فتحيه الطبق وذهبت الي المطبخ وهي تلعن اليوم الذي جاءت فيه الي هذا البيت الشؤم
جاء شهاب وهو متأنق ببدلته السوداء كالعاده وقبل رأس زوجته والقي عليها التحيه ، وجلس علي المائده يتصفح اﻻخبار عبر هاتفه ويعرف ما آلت اليه امور العمل
ولم تمض بضع دقائق حتي جاء عبد الرحمن والقي التحيه علي والديه .. ولكنه تفحصته ايناس واردفت في فزع
- مالك يا حبيبي ايه عمل في وشك كده
اردف عبد الرحمن بصوت هادئ
- مفيش تعبان شويه يا ماما .. كنت سهران امبارح علي الصفقه
هتف شهاب وهو يتناول الطعام
- وايه اﻻخبار
- كويسه جدا .. انا دلوقتي عرفت نقطه ضعفهم واللي نقدر ندخلهم منها وبكده احنا اللي هنكسب التعافد مع الشركه دي .. ودي فرصه مش هتتعوض وهتبقي نقله كبيره للبيزنس بتاعنا
اماء شهال معجبا بابنه واردف بفخر
- هو ده اللي مستنيه منك ... برافو عليك
تحدثت ايناس بتأفف وضيق
- براحه علي الولد يا شهاب انت مش مخليه يرتاح كده
ثم وضعت يدها علي وجهه عبد الرحمن قائله في اسف
-شوف وشه بقي عامل ازاي وشكله
ولكن اجابها شهاب بتفاخر
- ماله .. اهو راجل وﻻ انتي عايزاه يبقي عيل توتو
زفرت ايناس بقوه
-مفيش فايده
ثم اعادت النظر لعبد الرحمن ودنت منه قليلا واخبرته بصوت منخفض
- هتيجي معايا عند طنط شيرين صح يا بودي
- ﻻ .. مش هيروح في حته
اردف بها شهاب بحزم ﻻ نقاش بعده .. فاسترجعت ايناس جراءتها وصرخت
- مش من حقك تمنعه انه يجي معايا .. ده ابني زي ماهو ابنك
- لما تاخديه عند صحبتك عشان يقعد مع بنتها وتقنعيه يتجوزها يبقي ﻻ ، ابنك مش صغير يا هانم .. ابنك راجل وعارف مصلحته كويس ويعرف يختار لوحده شريكه حياته ، وبعدين بطلي اسلوب انك تاخديه من ورايا وتروحي بيه لصحابك النادي .. هو بيجي معاكي عشان مش بيرضي يحرجك بس
ضربت ايناس منضده الطعام بقبضه يدها وهبت واقفه وبصوت جامد
- ده ابني زي ماهو ابنك .. وانا ادري بمصلحته
نظر لها شهاب غيظا في حين قام عبد الرحمن ليحول بين والده ووالدته
- يا جماعه خلاص مش كل يوم نفس الموال ده، ثم همس ﻻمه .. مش ﻻزم نروح دلوقتي يا ماما استني بابا لما يهدي شويه واقترب من والده وبصوت خفيض .. معلش يا بابا انت عارف ماما بقي اخر مره هنروح فيها
ثم سحب مفاتيح سيارته من علي الطاوله وتوجهه للخارج ليذهب للشركه
- يلا مع السلامه اشوفكو بعدين
حينما خرج عبد الرحمن نظرا الزوجين لبعضهما في حين تافف شهاب بضيق وذهب لحجره مكتبه بينما هتفت ايناس بتوعد جلي علي محياها
- اما نشوف مين هيربيه يا انا يا انت !
-------------
في المقابل
ركب هو سيارته الحديثه من النوع kia وذهب الي الشركه التي تجمعه هو ووالده وظل يدور حديث والديه في اذنه فلاحت ضحكه سخريه علي وجهه القاتم وهمس لنفسه ب
- اما نشوف انا هختار مين !
ثم ضرب عده ارقام علي هاتفه فرد عليه صوت رجولي
- ازيك يا عبد.الرحمن
رد عبد.الرحمن بثبات
- الحمد لله ،، فاضي يا مروان انهارده بالليل
- بالليل طبعا فاضي .. ثم استدرك قائلا
-اوعي تقول ان احنا اللي علينا الدور والست الوالده جايباك عشان تشوفلك عروسه
هتف عبد الرحمن بضيق حتي انه اردك انه يمسك المقود بقوه
- ايوه يا سيدي ،، المفروض ان اصحاب ماما هيتجمعوا انهارده عندكو ، وانا جاي بحجه انك صحبي
- يلعن دي صحوبيه يا شيخ
ضحك عبد الرحمن ومروان ثم اغلقا بعدما رتبا الوضع الذي ستكون عليه اﻻمور الليله
---------------
كانت شارده واجمه بعد الذي حدث قبل الدرس ، كانت تظن ان أول مقابله بينهما ستكون رقيقه عذبه لن تضطر الي رفع عينيها في وجهه ؛ لكتها وجدت تصرفه بسخريه تجاهها بعدما تعرض لها ذاك الشاب،، انزعجت ان اول مقابله كانت علي هذا النمط السخيف ؛؛
-حنين .. حنين
انتبهت علي ميس وهي تهزها برفق حتي تنتبه فقد كان عقلها في مكان اخر فاسترجعت تركيزها وردت علي ميس
- هااا .. ايوه يا ميس
تفحصتها ميس وهتفت بقلق
- مالك يا حنين شكلك مش علي بعضك حتي لما دخلنا الدرس مكنتيش مركزه
اجابتها حنين بسرعه
- ﻻ ﻻ انا كويسه اهو
-ماشي يا حبيبتي يلا نروح
-يلا
سارت الفتاتان ولكن كان الشك من نصيب ميس التي لم تكن علي ثقه تامه ان حنين لا شئ بها
واذ بهما تبصران سياره قادمه نحوهما ،، وعندما اقتربت السياره تعرفتا عليها علي الفور فقد كانت سياره مروان!

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now