البارت التاسع عشر

5.1K 140 0
                                    


  البارت التاسع عشر من " لامجال للعوده "
لم تضح معالم وجهه مروان إثر تلك الكلمات التي ألقتها حنين بدون وعي , لم يُبرح مكانه ولم يتحرك شيئا فيه إنشا واحدا لكنه فجأه أمسك يد ميس وسحبها خلفه وترك حنين لا تعٍ ماذا تفعل , لكن خانتها العبرات لتنحدر علي وجنتها لتبترها بسرعه بكفها , وسارت الي طريق البيت تاركه وراءها ذلك الكلام الذي قالته منذ قليل
تذكرت هي تلك المره التي وقفت أمامه أمام منزلهم , ودعت عليه في وجهه كانت في غير وعيها تلك المره وهذه المره أيضا ظنت أنها لربما ابتلعت حبوب الصراحه حتي تقول ذلك .. شعرت بالصداع يجتاح رأسها فقررت الذهاب , وكان المشفي الذي يعمل به والدها في طريقها للمنزلفعرجت عليه لتطمئنه علي الامتحان ثم تجد دواءا ليخفف حده الم رأسها
عرجت علي المشفي ووجدت الاطباء يهرولون سريعا لغرفه ما , انتبهت أن والدها معهم فكادت أن تحدثه ولكنه قد أسرع هو الاخر كالاخرين من الاطباء !
انتظرت هي خارجا وقد هاتفت أمها تخبرها أنها موجوده مع أبيها وطمأنتها علي الامتحان وبعد ان إنتهت , ذهبت لتلك الغرفه التي بها المريض المجهول, وعندما وصلت كان النصيب الاكبر من الدهشه لها ... !
,,,,,,,,,,,,,
في مكتب أحمد رشوان المُحامي
كان احمد يجلس في مكتبه كالعاده حتي أتي له إتصالا قد يُغير مجري الاحداث
التقط أحمد سماعه الهاتف الموضوع علي المكتب بعدما قامت السكرتيره بتحويل المُكالمه وهتف قائلا برحب
- ألو
جاي صوت الطرف الاخر متوترا قليلا
- ألو مُعتز باشا
رمش أحمد بعينيه عده مرات فالصوت لم يكن غريبا بالمره وأردف قائلا
- مين , الصوت ده مش غريب عليا , مين معايا
تحدث الصوت الاخر باضطراب مُحاولا خروج الصوت من حلقه
- عايز أقابل حضرتك
اندهش أحمد من جراءه ذلك الرجل , الذي قد حدثه للتو علي الهاتف وأجاب قائلا حتي لا يترك فرصه للتفكير في شئ يضر به
- نتقابل عندي في المكتب
وافق الرجل سريعا ولم يتنبأ أحمد بسرعه موافقته هكذا
- تمام , هاجيلك بكره الساعه 10 الصبح في المكتب
تنهد أحمد بتثاقل ورد علي ذلك الرجل مجهول الهويه
- وأنا مستنيك
اغلق أحمد الخط وتمتم لنفسه بصوت مسموع خفيه
-أما نشوف حكايتك إيه انت
,,,,,,,,,
كانت في غُرفتها تزفر بضيق تتذكر ما حدث في الحرم الجامعي شعرت أنها سعيده في داخلها بذلك الجزء المهتم بها , ولكنها سُرعان ما يتحول لو نوجهها للاحمر جراء غضبها عندما أمسك يديها
شعرت بالاهميه عندما سألها عما حدث مع خطيبها السابق ؛أحست عندها بمدي الفرق بين الاثنين
كان كريم يُعاملها بتحكم كبير في حياتها والشخصي منها , كانت دائمه القول " أنه مازال خطيبها لم يصبح زوجها رسميا حتي يتحكم فيها بتلك الطريقه الساديه , هي مازالت وجوده في بيت أبيها ولا يستطع أحد المساس بأفعالها "
فتحت هاتفها والقت نظره علي جروب الدفعه لعلها تجد معلومه تفيدها لتعويض تلك المده التي قضتها في البيت بسبب المدعو " كريم "
وجدته علي الجروب وقد أنزل منشورا كتب فيه بعض المعلومات المُهمه من حيثُ وقف معها في شرح الماده
تهافتت عليه التعليقات جميعها تمدحه وأخري تستفسر عن بعض أشياء لكنها لمحت عده فتيات يتغزلن ., ظلت قرابه النصف ساعه مُحدقه في الهاتف لتري التعليقات التي لم يرد علي أي منها بل رد علي التعليقات الاخري , فضاق الامر بها ذرعا وم تتحمل وأغلقت الهاتف والقته بعدم اهتمام علي الفراش لتهتف بحنق
-مالهم دول
طرقت والدتها الباب مرتين ثم دلفت لداخل الحجره لتتحدث مع نور , جلست علي السرير أمامها فبدأت حديثها بلين قائله
- طبعا يا نور يا حبيبتي , انتي عارفه اني عايزه مصلحتك
امأت لها نور مؤكده علي كلامها , فتحدثت والدتها بليونه قائله
- انا الصراحه مكنتش عايزاكي تسيبي كريم , والصراحه من رأيي ترجعيله .. هو بيحبك بس هو حمقي شويه
أغلقت نور عينيها ثم فتحتهما مره أخري وهتفت بصوت هادئ
-ماما معلش موضوع كريم خلااص
جزت والدتها علي اسنانها قائله بنزق
- يابنتي ده هيعيشك أحسن عيشه والله إسمعي كلامي
هتفت بحده تلك المره مانعه أمها من التحدث في الموضوع مره أخري
- ماما ده قاري ومش هغير تمام , واظن بابا موافقني علي كده
هبت والدتها واقفه وهي تهتف بعصبيه
-إنتي حره بس مترجعيش تندمي ماشي
ثم خرجت من الغرفه ضاربه كف علي كف وهي تهتف بانفعال شديد
- أبوكي هو اللي دلع لحد ما خيبك كده ...

,,,,,,,,,,,,,,,,,
ألجمت الصدمه لسانه ها هي تقف الأن أمامه بوجهه مصدوم يحمل في طياته الاحساس بالشفقه علي إثر حالته الشعساء ولكن أكثر إهتمامه كان مُنصب علي أمه الراقده في الداخل
وهي أيضا نالت نصيبا كبيرا من الصدمه فكانت تقف أمامه وقالت بصوت لم يسمعه غيرهما
_ عبد الرحمن
اقتربت حنين من عبد الرحمن الجالس أمامها علي الكرسي الموضوع أمام الغرفه التي ترقد فيها والدته وبصوت هادئ يحمل الكثير من الاسئله
- عبد الرحمن إنت كويس
أغمض هو عينيه وأرجع رأسه الي الوراء قائلا بنبره هادئه علي عكس عادته
- الحمد لله
لم تقتنع هي بالاجابه التي قالها فهتف مره أخري وهي علي درايه أنه إما أن يصرخ عليها فتتجمع المشفي حولهم وينقذوها منه . إما أنه سيرد برد حاد ومحرج بالنسبه لها
- أمال شكلك عامل كده ليه , هو اللي جوه ده قريبك ولا مين اللي جوه
نطق هو وقد تلألأت العبرات في عينيه لكنه كان جامدا فلم تتسحب قطره واحده لتصل لخده
- ماما
وضعت يديها علي فاهها بصدمه وهتفت بنبره حزينه
- ربنا يشفيها , مالها إيه اللي حصل
أردف وهو يحمل الالم في طيات صوته الذي خرج متحشرجا
- معرفش أغم عليها والظاهر كان عندها صداع جامد
اومأت هي مُتفهمه الموقف وزمت شفتيها ثم تحدثت اليه بنبره مواسيه
- متخفش إن شاء الله هتبقي كويسه
نظرلها نظره إمتنان , ولكنها لم تقتصر علي ذلك فقط فتلك النظره التي صدرت من مُقلتيه ... ستظل تلك النظره مُعلقه في ذهنها للابد , فهي لم تعْ وقتها لما دق قلبها هل خوفا من أن تُصاب إيناس بأذي فيحزن عبد الرحمن , أم أن قلبها رفع رايه الحُب من جديد ,,   

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now