البارت العشرون

5.4K 144 1
                                    

  البارت العشرون من "لامجال للعوده "
إقتلعت تلك النظره الخاصه بعبد الرحمن قلب حنين من جذوره وقد غرها الوقت لدرجه أنها بقيت تحدق فيه خمس دقائق ,فإنتبهت لنفسها وهزت رأسها يمينا ويسار وحمد ربها أن عبد الرحمن كان ينظر أرضا لأنه إذا رأها في ذلك الوضع لربما سخر منهنا حين يفيق من نكبته ...
كانت تقف بالقرب منه ولسانها يعجز عن لحديث تريد أن تطمئن علي حاله , فرؤيته هكذا تجعلها حزينه علي ولربما تناست ما بدر منه ..

بعد قليل خرج العديد من الاطباء من بينهم والده
إندفع عبد الرحمن نحوهم وهتف بقلق واضح
- ماما مالها , هي كوسه صح
نظر الاطباء لبعضهم ثم هتف واحداَ منهم
- هي لازم تقعد معانا شويه عشان في شويه تحاليل وإشاعات
في حيتن أردف عبد الرحمن برجاء
- طيب هي كويسه دلوقتي ينفع أدخلها
-إستني بس شويه وهندخلك
إرتمي عبد الرحمن علي الكرسي ومسح علي وجهه ودفنه بين يديه

اما حنين , فذهب باتجاهه تسأله عما جري داخل تلك الغرفه التي تحتجز إيناس ... وسألته قائله
- بابا في إيه جوه
أجاب وقد تبينت علامات الجمود والحزن المزدوجه علي وجهه
- هي لازم تفضل معانا هنا , ولسه هنعمل إشاعات وتحاليل
ثم أدرك أنها هنا في المشفي فهتف قائلا بإستغراب
- صحيح عملتي إيه في الامتحان , وإيه اللي جابك هنا ؟
أجابته هي بإبتسامه تجلت علي محياها
- الحمد لله الامتحان كان حلو و وأنا راجعه من الامتحان حسيت بصداع فقلت أعدي عليك ونمشي سوا مش إنت خلصت تقريبا
- لا مش همشي دلوقتي عشان الحاله اللي جوه دي مسؤليه , وتعالي معايا يلا خُدي حبايه صُداع وروحي إنتي
أجابت هي نافيه
- لا لا هقعد معاك هنا لحد مانروح
اعترض هو قائلا
- لا إزاي مش هينفع , إحنا قاعدين لحد بالليل
- مش مشكله عادي يعني , وكده كده كُنت هروح أنام عشان أذاكر بُكره
- طيب كلمتي مامتك
- أيوه متخفش قلتلها
توجهه محمود بنظره لعبد الرحمن الجالس علي الكرسي بوهن , وذهب إليه وربت علي كتفه قائلا بحنو
- متخفش يا عبد الرحمن هي هتبقي كويسه إن شاء الله
رفع عبد الرحمن نظره ليجد محمود يُحدثه , فأجاب ه قائلا والحزن يكسو وجهه
- الحمد لله , أنا بس عايز أدخلها
زم محمود شفتيه وفكر لوهلتين ثم هتف بإبتسامه راضه
- هدخلك حاضر , هي مش هتحس بيك عشان إحنا إدناها مُخدر قوي
نظر له عبد الرحمن بإمتنان ثم وقع نظره علي الفتاه الوقفه بجانبه فتنهد بتعب ونهض ليدلف لغرفه والدته ...
,,,,,,,,,,,,,
كان أحمد يريد معرفه هويه الرجل الذي إتصل به ومن الواضح أنه إتصال سرٍي
فكان يجلس في غُرفه المكتب مُنكبا علي أوراق قضيه ما ,ثم تذكر الارقام التي كانت علي هاتف زوجته فامسك بهاتفه الموضوع علي المكتب الفاخر المصنوع من خشب الزان
أخرج الارقام التي يريدها ثم وقعت عيناه علي رقم اشتبهه فيه , ففتح سجل المُكالمات وكانت الدهشه والمفاجأه هم المسيطرين علي أحمد ,, فقد كان الرقم الذي هاتفه هو الرقم المأخوذ من هاتف زوجته .. !
اعترته الصدمه وفكر كيف لزوجته أن تكون علي علاقه بهذا الرجل , وضع يده علي جبينه وطفق يُفكر ملا في هذا الموقف المشين ثم ذهب للغرفه التي تجمعه بشيرين فوجدها تجلس علي الاريكه تقرأ فضحك في نفسه بسخريه ثم دخل بطلته المُعتاده
- شيري حبيبتي بتعملي إيه
-مفيش يا حبيبي بقرأ كتاب زي منت شايف
هتف هو بسخريه لم تلحظها
-إمممم صح إنتي مبتعمليش حاجه غير قرايه الكُتب
إبتسمت له مُجاملهً , ثم أردف هو بنبره حذره
- أيه رأيك تجيلي المكتب وبعدين نطلع نفطر بره في أي حته
هتفت بإستغراب وقد أغلقت الكتاب ووضعتها بجانبها
- إشمعنا يعني المرادي
حرك كتفيه وتحدث بنبره عاديه
- عادي يعني , بقالنا كتير ملطنعاش مع بعض
فكرت هي في ذلك الامر ثم أجابت موافقه
- أوكي معنديش مانع
تنهد هو بإترياح وقد عقد العزم علي عمل شئ ..ما!
,,,,,,,,,,
كان أحمد البنياوي صدق عبد الرحمن ومروان يجلس في النادي يحتسي شرابا ما حينما أقبلت سالي تتأرجح في مشيتها قائله له بترحيب
- إزيك يا أحمد عامل إيه بقالي كتير مشفتكش
وضع أحمد كوب العصير من يده وقد فكر أنها ربما أتت لشئ ما
- الحمد لله كويس , ولا إنتي كمان محدش بيشوفك
هتفت هي بملل وهي تضع قدما فوق أخري ليظهر مدي قٍصر الفستان الذي ترتديه ..
- لا أنا كُل يوم في النادي
ثم أضافت
- اُمال عبد الرحمن فين
آماء هو برأسه لاسفل وهو يرتشف قطرات العصير ثم قال بصوت خافض
- أيوه قولي بقي إنك جايه عشان كده
هتفت هي باستغراب
- بتقول إيه
أردف هو مُصححا
- لا مفيش , عبد الرحمن بقالي كتير مشفتوش وكمان تليفونه مقفول
لوت هي شفتيها ثم أردفت بلؤم
- والله , إزاي يعني ده إنت صحبه يعني
رفع هو حاجبه الأيمن وأردف بسخريه
- إيه مش واثقه في كلامي
ثم التقط هاتفه وضرب عده أرقام وفتح مُكبر الصوت حتي ظهر صوت تلك السيده لتخبرهم أن الهاتف مُغلق أو ربما غير مُتاح
أغلق أحمد الخط ثم نظر لها نظره تعرف معناها
- أهو يا ستي
ثم إبتسم إبتسامه بلاستيكيه قائلا
- حاجه تاني
تأففت وههي تنهض ونطقت بغير نفس وهي تلوي فمها
- لا شُكرا
نظر لها هو الاخر بضيق وهي تنهض لتسير مُبتعده عنه فهو لا يرتاح إليها وتقربها من عبد الرحمن فقط للتباهي بين أصحابها أنها حصلت علي رجل صعب المراس
,,,,,,,,,,,,,,,
في المشفي ؛ في مكتب محمود
كانت تجلس حنين بالقرب من عبد الرحمن وقد أدركت مدي سوء حالته لتعلقه الشديد بوالدته , فعندما خرج من الغٌرفه كان يسير بتثاقل وكأنه يحمل الدنيا فوق طاقته ,وفي حين كانت تراقبه إذ بمحمود يدخل وهو مُحمل بالطعام الذي إشتراه فقد أشفق علي حاله عبد الرحمن
أخرج محمود الطعام ونادي علي حنين وعبد الرحمن , ليُجيب عبد الرحمن بالررفض
- معلش أنا مليش نفس كلو إنتو
خط محمود بعض الخطوات نحو عبد الرحمن وربت علي كتفه قائلا بنبره مواسيه
- بص الأكل ملوش دعوه بالموضوع ثم أنت هنامن الصُبح ومينفعش متاكلش هتقع من طولك وكفايه مامتك مش هتبقي انت كمان
هتف عبد الرحمن بضيق
- أنا فعلا مليش نفس مش هقدر
كانت حنين تلك المره المُتحدثه فقالت
- لا مينفعش لازم تاكل عشان غلط إنك تقعد طول الوقت ده متكلش
وبعد الكثير من الاصرار والنصائح الموجهه لعبد الرحمن , تقدم الي الطعام أخير ليأكل
نظر محمود في الساعه وتحدث
- طيب كلو انتو , أنا هروح أشوف شغلي
هتفت حنين قائله
- مش هتاكل يا بابا
أردف وهو يخط بقدمه خارج الغرفه
- لا أنا مبتغداش حالا , بالهنا والشفا إنتو
وما إن انصرف محمود حتي أرجع عبد الرحمن ظهره للخلف وأبعد الاكل من أمامه , فجلست هي بالمقابل ثم أعادت الطعام إليه قائله
- مينفعش لازم تاكل إنت مكلتش حاجه من الصبح ولا أنادي علي بابا
إعتدل هو في جلسته ونظر إليها مطولا حتي لاحظت هي ذلك فخفضت وجهه أرضا أردفت بإرتباك
- يلا لازم تاكل
شرع هو في الاكل حتي مضي بعض الوقت فإنتبهت علي صوته يقول بهدوء
- عملتي إيه في الامتحان
لم تألف سؤاله , ولكنها أجابت بعض أن ابتلعت الطعام الذي كاد يخنقها عندم اتحدث
- الحمد لله كان كويس , حليت
أردف هو بسخريه تعودت عليها ضاحكا
- والله هو إنتي طبيعي مبتحليش وحليتي دلوقتي , أهم حاجه تكوني سطرتي
تقبلت منه كلماته تلك المره وهتفت بزهو
- طبعا طبعا ده أنا حليت حل وبعدين خلاص مبقاش في تسطير بقي في نظام جديد الاجابه في نفس الورقه
- اممممم , لا ربنا معاك , عايزه تطلعي إيه
أجابت برضا قد نبت في قلبها منذ دخول الثانويه العامه
- طب إن شاء الله
أومأ هو مُعجبا بها , في حين أمسكت هي دفه الحديث وسألته
- إيه أكتر حاجه بتحب تعملها
أجاب وهو يحرك عينيه في أرجاء الغرفه
- يعني أنا بحب أخرج وأتفسح وأشوف صحابي , وكمان بحب شُغلي جدا
سألته سؤالا وهي تلوك الطعام في فمها
- وإنت بقي بتشتغل إيه
- بشتغل في شركه غزل ونسيج ممع باا ..
بتر كلمته حيث إكتشف أنه لم يتصل بوالدته يخبره عما حدث , فأخرج هاتفه وإتصل بوالده
- بابا تعاليي بسرعه ماما في المستشفي ..
,,,,,,,,,,,,,,
كان مروان يجلس في غرفته حزينا لم يعرف لما حدثته بتلك الطريقه القاسيه , لكنه فكر أنها لربما مازالت غاضبه مما أحدثه هو , حيث لم يتوقع مروان أ تتكلم معه حنين بتلك الطريقه يوما , لقد كانت هادئه عند الحديث معه ..
أمسك بهاتفه وفتح البوم الصور , واظهر ملفا كان قد آخفاه تحسبا لاي شخص يُمسك هاتفه
فكانت الصورالموجوده به عباره عن صور حنين ... !  

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now