البارت السابع والعشرين

4.4K 135 1
                                    


  البارت السابع والعشرين من " ﻻ مجال للعوده"

إكفهر وجهه محمود إثر دخول شهاب مكتبه ثم حدجه بظرات قاتمه من تحت نظارته ثم بصوت ثابت أردف ب:
-عايز إيه يا شهاب مش كفايه اللي حصل زمان
تجاهل شهاب كلامه ثم بثقه تجلت في عينيه هتف يصوت قوي
- تقريبا اللي حصل زمان ده كان غلطه ، بس غلطه مين منعرفش يمكن فعلا تكون عملت كده وتبقي غلطتك إنت ، أو يبقي حد لبسهالك وتبقي غلطتي أنا بس أنا معذور
لم يستطع محمود كتم إنفعاله أكثر من ذلك ؛ فنهض عن مكتبه وبخطوات سريعه كان يقف قباله شهاب الذي لم تهتز له شعره ، وبصوت هادر تحدث محمود
- معذور من إيه ، إنك صدقت علي صحبك اللي كان أكتر من أخوك الكلام ده ، ولا لما سبتهم كان هيحبسوني لوﻻ أحمد ، وﻻ يمكن معذور عشان شكيت فيا .. والله معرفش مين اللي المفروض يتعذر فينا
نكس شهاب رأسه للاسفل ، فكلام صديقه لمس وترا حساسا لديه ، فداء الشك أصابه عندما حدث ذلك الموضوع من أعوام وعلي حين غره نطق بكلمه كان من الضروري أن ينطقها من أعوام مضت
- أنا أسف يا محمود ، خلينا نبقي زي زمان ونكتشف الحقيقه مع بعض
هز محمود رأسه يمينا ويسارا وهو يبتسم بمراره
- اللي راح مش هيرجع تاني ، وإنت خرجتني من حياتك بإختيارك إنت ، بس مش هسمح لنفسي انك تدخلني حياتك بمزاجك برده
ثم إستدار الي مكتبه وجلس يتابع اوراقه وهتف بصوت قوي
- علاقتي بيك ، إني هسافر معاكو بس بصفتي علي معرفه بيكو ، إنما ده مش تخصصي
رمقه شهاب بنظرات نادمه قبل أن يخرج من المكتب الذي ظن انه سيخرج منه مجبور الخاطر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند "حنين وعبد الرحمن "
كان الصمت هو سيد الموقف بينهم فبعدما إقترب منهم مروان وربت علي كتف عبد الرحمن ورمق حنين بنظره جانبيه لم تستطع تفسيرها إﻻ أنها أبعدت يدها عن كف عبد الرحمن ؛ وقف علي الحائط المقابل لجلستهم شاردا
أردف أحمد بنبره مواسيه
- طنط إيناس أخبارها إيه حاﻻ
أجاب عبد الرحمن وهو علي حالته الحزينه
- مانعين أي حد يدخل دلوقتي ؛ وأي إنفعال أو توتر غلط عليها
اشفقت ميس علي حالته ثم هتفت بنبره مواسيه
- الف سلامه عليها يا عبد الرحمن ربنا يشفيها
اردف بنبره حزينه
-متشكر يا ميس
اشارت حنين الي ميس ليبتعدا اﻹثنان عنهم ، لتبدأ حنين الحديث قائله
- ميس ، أنا مش عارفه وضعي إيه هنا
أجابت ميس بنبره مستفهمه
- وضعك إيه إزاي يعني
ردت حنين بنبره خفيضه وبتلعثم
- يعني أفضل موجوده هنا وﻻ إيه
رفعت ميس حاجبها بمكر قائله وهي تعقد ساعديها لصدرها
- اممم ، وعبد الرحمن أكيد محتاج حد معاه
إبتلعت حنين ريقها وأماءت لميس باﻹيجاب
فهتفت ميس بحنو بعد أن إشرأبت بوجهها ناحيه حنين
-بتحبيه ؟
ردت حنين بخجل وبسرعه
- مش وقته يا ميس الكلام ده
أعادت ميس سؤالها بإصرار
- بتحبيه ؟
نظرت حنين إلي عبد الرحمن لتجده يتحدث مع أحمد ومروان وعلامات الحزن تكسو وجهه ، فهتفت ب:
-أيوه بحبه
،،،،،،،،،،،،،
في فيلا " أحمد رشوان "
كانت شيرين وأحمد ومعتز مازالو يتحدثون بشأن ذلك اﻻمر
ليهتف معتز بحده
- لسه هنستني لحد ما الهانم ترجع من امريكا
هتفت شيرين بهدوء وهي تهدأ من روع معتز
- للاسف هي تعبانه حالا ، وﻻزم نستني
- إيناس معاها حق يا معتز ، وكمان عشان نشوف هنعمل إيه
معتز بإندفاع
- أكيد هنواجها قدام شهاب
نفت شيرين ذلك بهزه من رأسها للتحدث بجديه
- ﻻ طبعا هتنكر وهنقول اننا عملنا عصابه عليها ، الموضوع مش هيبقي اكتر من تسجيل إعتراف وانا اللي هعمله
هتف أحمد قائلا بتساؤل
- بمعني
تحدثت شيرين موضحه
- يعني هقعد معاها وأستدرجها لحد ما تعترف ونسجله ونسمعه لشهاب ويبقي كده مش هتعرف تنكر أي حاجه
همهم معتز واحمد موافقه علي حديثها لتهتف هي بشفقه- ليه يا إيناس عملتي ف نفسك كده
،،،،،،،،،
في المشفي أما غرفه إيناس
كان عبد الرحمن واحمد يتحدثان وقد إنقطع مروان عن الحديث منذ دقائق ليراقب حنين وميس اللتان كانتا يتحدثان ، ثم بخطوات ثابته تحرك نحوهم وهتف لميس بنظره جامده
- ميس روحي هناك عشان عايز حنين
حاولت أن تعترض لكنه حدجها بنظره قويه لتهتف ميس بقله حيله
- طيب أنا هقعد هنا استناكو
ما إن إبتعدت ميس ، بدأ مروان حديثه بقوه
- كنتي بتعملي إيه هنا
لتجيب هي بتلعثم
- انا كنت جايه اجيب حاجات لبابا ولقيت عبد الرحمن و..
بتر جملتها قائلا بسخريه وهو يضغط علي الحالحروب
- عبد الرحمن !! قولي بقي كده
لتحول بنظرها بعيد خشيه للنظر في عينيه قائله
- متفهمش غلط يعني هو كان زعلانه عشان والدته
إبتسم مروان سخريه تتخللها نبره ﻻذعه
- أفهم إيه يا ماما ،، إنتو بالنسبالي عيال !
اوجعتها كلمته حتي لو إنها توقفت عنه حبه منذ مده لتدرك أنه إعجاب بشخصيته فقط ...
لتهتف هي ببرود ظاهري
- عن إذنك أنا إتأخرت
وهمت أن تذهب خارجا ، إﻻ ان يداه منعتها من الدلوف خارجا ليهتف بحده
- إستني لما أكون بكلمك تستني وتقفي تسمعي مش عيله زيك تسبني وتمشي
لتزيح هي يده بغضب قائله والدموع تتراقص في مقلتيها
- أدام أنا عيله متعملش راسك براسي وتقف تتكلم معايا
لتذهب بعيدا وتتركه مشدوها بكلامها الذي أصاب قلبه قبل عقله   

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now