البارت الثالث والثلاثون

4.7K 122 0
                                    


  البارت الثالث والثلاثون من " لا مجال للعوده "
في اليوم التالي (في بيت محمود لاشين )
كانت ميس تجلس مع حنين في غُرفتها تتبادلان الاحاديث بخصوص الجامعه التي تريد كُلا منهما الدخول إليها ,, فهتف حنين قائله وهي قد تداخلت أصابع يديها وقربتهم من صدرها لتقول بحالميه
- الحمد لله , أنا سعيده بمجموعي جداَ
لتبتسم ميس برضا هي الاخري
- الحمد لله , أهم حاجه إننا عملنا اللي علينا
لتتسأل حنين وهي تزم شفتيها عن هويه الجامعه التي تريدها ميس
- إنتي بقي يا ميس هتخشي إيه
لترتسم إبتسامه هائمه علي شفتي ميس لتُجيب ونثرات الدماء هربت لوجنتيها
- صيدله إن شاء الله
لتضيق حنين عينيها هاتفه بتفهم وقد زين فاهها إبتسامه ماكره
- إممممم إشمعنا صيدله يعني
لتجيب ميس موضحه بإقناع زائف
- كده أضمن وشركه بابا موجوده بعد ما أتخرج ,
ثم أكملت وهي تبتعد بنظرها عن حنين
- وكمان أنا حابه الكُليه دي
لتهتف حنين بإبتسامه مُشرقه , وهي تضع يدها علي كتف ميس
- صحيح فعلا , كفايه إن أحمد دخلها .. وكمان لو إتدربتي في الشركه تكوني تحت إشرافه ,, خطه في مُنتهي الذكاء
لتنظر لها بضيق لتهتف من بين أسنانها
- إخرسي بقي , أنا غلطانه إني حكيتلك حاجه أصلا
لتقترب منها حنين بشده حيث أمسكتها من تلابيب ملابسها لتقول بقوه
- نعم ! , وإنتي تقدري أصلا تقولي لحد غيري
لتبتلع ميس ريقها وتقول بصعبانيه زائفه
- لا طبعا يا نينو , ودي تيجي برده
لتزيح حنين يدها ثم تقول بزهو
- خلاص عفونا عنك ..
لتستطرد قائله وهي تنفرد بنقطه مُعينه تُسلط بصرها ناحيتها
- أنا حاسه إني بقيت تايهه يا ميس
لتتنهد ميس قائله بعدما دامت مُحاولاتها لتستشف ما بداخل لُب صديقتها
- لسه بردو عشان اللي حصل
ثم إستطردت مُطمئنه لصديقتها , التي إنقبعت بين ذكريات الماضي وجراح الحاضر
- ده اللي كان لازم يحصل من الاول , ومش عشان مروان أخويا يبقي هدافع عنه ,, أنا مع الحق هو يستاهل يعني لو أحمد كان لوح تلج كده كُنت بهدلته
أما الاستاذ عبد الرحمن , ف إحنا مستغنين عنه أصلا
ثم قالت بمرح لتُخرج صديقتها من زوبعه التفكير السيئ
- وبعدين يا ستي إنتي أصلا أحلي من الست سولي دي , أنا مبرتحلهاش أصلا
أنهت ميس كلامها لتجد حنين مازالت شارده , لتهتف وهي تضع يدها علي معدتها
- بدل منتي قاعده كده قومي هاتيلنا طبقين كُشري من اللي طنط أمل بتعملهم وزودي الشطه ,, أنا شامه ريحه كُشري من بدري ومش عايزه أتكلم
لتنظر لها حنين لاويه شفتيها قائله بتأييد
- علي رأيك مبناخدش منهم غير وجع القلب , إنما الكُشري ده هو اللي بيسد فعلا
لتومأ ميس وهي تستطح علي الفراش
- أيوه اهتيهم سُخنين كده , ومتنسيش الشطه طبعا
لتقول حنين بثقه
- وهي دي تفوت عليا ,, ثواني وجايه
,,,,,,,,,,,,,,,,
في شركه " شهاب " للاستيراد والتصدير
كان يجلس علي كُرسي الاداره وهو يعبث بالاوراق الموضوعه أمامه , فهو كان قد هجر العمل وقتاَ قبل مرض والدته ,, وعند دخول إيناس المشفي كان مُلازماَ لها
ولكن عقله بمشغول , بمن سرقت لُبه , يوم أن أتت وإقتحمت حياته فجأه ليعلن قلبه رايه الحُب عليه
كان يُفكر بأنه ما حدث في المشفي كان سخيفاَ ,, خاصهَ ما سمعه من حديثها هي ومروان ,, ليتنهد بضيق ثم يلتقط هاتفه الموضوع علي المكتب
ليأتي صوتها الرقيق علي الجانب الاخر
- سلامُ عليكو
ليرد هو بصوت مُضطرب
- ح ح ,حنين ؟!
لتُجيب هي بصوت حازم
-أيوه مين حضرتك ؟
ليتنحنح هو قائلا
- إحم إحم ,أنا عبد الرحمن
لتلجم الصدمه لسانها , لتستعيد رباط جأشها بعد فتره لترد بصوت حاد
- أيوه حضرتك عايز حاجه , ؟
لينطق هو بعد صمت دام لوهلتين .. وقد خيم الحزن علي نبره صوته
- لا مفيش , أنا كُنت حابب أتطمن عليكي وأقولك متزعليش علي سوء التفاهم اللي حصل , أصل يعني ...
قاطعته هي قائله بنبره حاسمه عكس ما يعتمل في قلبها
- أنا مش عايزه مُبرر , أو أي حاجه ومش عايزه أعذار تمام .. ومينفعش تتصل بيا تاني
لتتألم هي من نبره صوته المُطفاءه علي الطرف الاخر
- حاضر , أنا أسف , بس الموضوع مش زي منتي فاهمه ....... مع السلامه
ليغلق الهاتف وقلبه يختلج من طريقتها الجافه معه , لكنه كان يجد سلواه في أنه كان المُخطئ
,,,,,,,,,,,,,,,,
في مطار برج العرب
كانوا يقفون في الردهه لانتظار الطائره , كان محمود الدكتور المُرافق لايناس , وبالرغم من أن هذا ليس تخصصه .. إلا أنه أراد أن يُرافق شهاب في محنته تلك حتي وإن فرق الزمن بينهما
كانت إيناس تجلس بجانب شهاب وكان محمود يجلس أمامهم , حتي إصطنعت إيناس الظمأ قائله
- لو سمحت يا شهاب ممكن تجيبلي عصير أو أي حاجه عشان عطشانه جداَ
ليُجيب محمود قائلا
-لا عصاير من بره لا , ممكن ميه بس
لتقول إيناس بلا مُبالاه مُصطنعه
- أي حاجه المهم بس أشرب
لينهض شهاب لشراء الماء لزوجته , لتنفرد هي بمحمود قائله بصوت مُنخفض وهي تدلي بجزعها للأمام
- محمود في حاجه مُهمه لازم أقولك عليها
ليُجيب ببرود قائلا وهو يُمسك بالجريده
- معتقدش إن في حاجه بينا تتقال
لتُجيب هي بنفاذ صبر وضيق
- لا في , ولازم تعرف إن اللي فرق بينكو زمان تبقي شيرين يا محمود
ليترك الجريده من يده , ويظل ينظر لها بصدمه حتي تُكمل هي مُشدده علي كلامها
- أيوه هي , هي كانت بتحبك زمان ولما إتمسكت بأمل .. هي قررت تعمل كده عشان تبعدكو عن بعض
ثم إستكملت بسخريه
- لا والهانم مكنتش معرفه الراجل اللي إتفقت معاه بإسمها , لأ دي قالتله علي إسمي انا
لم يستطع النطق من فرط الصدمه التي حلت عليه , ليقطع حديثهما شهاب الذي جاء ونظراته بين محمود وإيناس اللذان كانا شكلهما مٌريب ,, وكيف لا يكونابعد ما أدلته إيناس ,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في مول ما
كانت حنين وميس تجلسان بتعب , بعدما سارا كثيراَ .. لتهتف ميس بتعب
- حنين قومي هاتي أي حاجه نشربها
لتجيب حنين بضيق هي الاخري , وهي تضع الاكياس من يدها علي الكُرسي المجاور
- وأنا أقوم ليه متقومي إنتي
- لا قومي إنتي أنا كنت شايله حاجات كتيره
- طب منا كمان كُنت شايله يعني
لتجيب ميس بلا مُبالاه
- عادي أنا مُمكن استحمل , إنما إنتي هتقعدي تقوليلي حرام عليكي يا ميس , عطشانه ,, وأنا قلبي رهيف
لتنهض حنين مُبتعده عنها وهي تتمتم بحنق
- خلاص يا ست ميس قمت أهو
لتذهب هي باحثه عن ركن لبيع المشروبات أو ما شابه ,, لينظر لها هو عجباَ فهو يجدها صُدفه الان في المكان ليقترب منها بخطوات حاذره وثابته
- حنين
لتشهق هي بصدمه , فهي تعرف ذلك الصوت جيداَ لترفع عينيها من الارض قائله
- نعم حضرتك في حاجه ؟
ليستاء عبد الرحمن من لهجتهاليجيب بضيق
- من إمتي وإنتي بتعامليني كده
لتُجيب هي بمراره
- من ساعه ما عرفت إني مليش حق حتي أناديك بإسمك
ليمسك هو يده , وينظر لعينيها يحاول أن يتنسم ما تُخفيه تلك الفتاه
- ومين قال إنك ملكيش حق في كده ,, مفيش حد ليه حق فيا غيرك إنتي يا حنين
لتسحب هي يدها سريعاَ وتقول بحده خفيه
- إنت إزاي تسمح لنفسك بكده ,, إتفضل لو سمحت
ليقترب منها هو باسماَ
- وهو ده اللي أنا عاوزه يتعمل مع أي حد تاني
ثم يُعيد النظر حتي تبتسم عيناه قبل شفتاه قائلاَ ولسانه ملك قلبه ,, هو الذي يتحدث
-عبد الرحمن لحنين , وحنين لعبد الرحمن .. سلام يا نينو   

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمWhere stories live. Discover now