البارت الرابع والعشرون

5K 133 0
                                    


  البارت الرابع والعشرون من " لا مجال للعوده "
تصلب جسده ولم يعِ ماذا يفعل سوي أن إمتلأت عيونه بالدموع التي زينت مُقلتاه وظل ينظر لحنين بنظره صدمه أغلق عينيه يمنع دموعه من النزول لقوه الصدمه التي تعرض جراء معرفه بمرض والدته , تهاوي علي الارضيه الرخاميه وفتح عينيه ناظرا للفراغ أمامه لا يفعل شيئا سوي نزول دموعه بصمت
أما حنين التي تفاجأت هي الأخرى بذلك الكلام التي قالته إيناس فهي تلك الفتره السابقه تأخذ الكيماوي لتُعالج من السرطان , نظرت لعبد الرحمن ووجدت حالته الغير مُطمئنه بالمره جلست علي ركبتيها هي الأخرى تلجمها الصدمه ومدت يدها نحو عبد الرحمن وأخذت تربت علي كتفه بإشفاق فأخمض عينيه إثر لمسه يدها ثم تحامل علي نفسه وقام ليسير مُبتعداً عن تلك الغرفه التي إكتشف منها الحقيقه البشعه
لم تنتظرْ حنين هي الأخرى وذهبت وراءه للغرفه لتجده يجلس علي الاريكه ويدفن وجهه بين يديه , إقتربت منه حتي أصبحت قبالته ونادت بإسمه عده مرات ليجيبها بعد المره الثالثه بصوت متحشرج
-سيبيني في حالي
لتستمر هي في كلامه مُخففه عنه
- ده قضاء ربنا ولازم نرضي بيه هي إن شاء الله هتبقي بخير وكويسه
أبعد يديه عنو وجهه وهتف بنبره مُحتده وهو ينظر لها
- مقالتليش حاجه كانت مخبيه عليا فكراني لسه عيل صغير عان تعمل كده
هزت رأسها نافيه كلامه وقالت بنبره هادئه
- هي أكيد متقصدش كده هي بس كانت خايفه عليك لماتعرف عشان عارفه غلاوتها عندك
إشتدت حدته لتصل للعصبيه ليهتف بدو وعي مُمسكا ذراعها بقوه
- أنا مش عيل صغير عشان تخاف عليا أنا كبرت وبقيت راجل إنتي فاهمه انىا مش عيل صغير
- نظرت له بخوف وإرتباك إثر مسكته القابضه علي ذراعها , فإستشعر هو الوضع فترك ذراعه وهو يتمتم بصوت مُختنق
- أسف مكنش قصدي
آمأت هي برأسها لتهتف هي بهمس وهي تمسد علي ذراعه
- حصل خير
تنهد هو بضيق ماسحا علي شعره بقوه وخرج من الغرقه قاصداً مكتب محمود, لتحمل هي حقيبتها اليدويه وتخرج من الغرفه للبيت حتي لم تمر علي والدها .....
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في فيلا " أحمد رشوان "
كان أحمد يجلس علي الاريكه في غرفته بإرياحيه يُفكر في الكلام الذي تفوه به الرجل المدعو عماد وظل يحاول أن يكتشف سبباً لتفعل إيناس تلك الفعله بمحمود لكنه لم يفسر حتي الأن لم رقمه موجود علي هاتف زوجته شيرين ولكن سرعان ما تذكر رقم السيده التي تعاونت مع عماد وبالطبع كان رقم إيناس ففكر أنه ربما إضطرت إيناس أن تُحدث ذلك الرجل من هاتف زوجته ,,
نظر لشيرين الذي تتوسد الفراش وتغط في النوم وهو يحاول أن يستشف ما يجول في خاطرها إما أن تكون بريئه أو أنها سبب المُصيبه الكبيره
قام من مجلسه وذهب للشرفه المُلحقه بغرفه النوم وهاتف صديقه مُعتز وقد إعتقد أنه من الأولي أن يعرف ويفكر معه بطريقه ليصلا إلي الحل سريعا , وما إن عرف مُعتز هتف بحده قائلا
- إيناسإزاي تعمل كده هي مش عارفه كُنا صحاب قد إيه والعلاقه بين محمود وشهاب كانت عامله إزاي
ليجيب أحمد وقد تأكل الغيظ صدره
- أعمل إيه بقي المدام كانت مخططه وعامله كُل حاجه بحساب لدرجه إنها غفلتنا السنين دي كُلها
رد مُعتز بنبره يشوبها التهكم والسخريه
- طبعا ماهي كُل حاجه كانت سهله ولا حد وقفلها ولا قلها إنتي بتعملي إيه
زفر أحمد بضيق ثم هتفت بتفكير
- هنعمل إيه دلوقتي
- إحنا لازم نقعد مع الراجل ده تاني ونعرف هي مين بالظبط ولازم ياخد جزاته
هتف أحمد بصوت خفيض ونظر خلفه ليجد أن شيرين تتململ في السرير
-هنشوف ده بعدين بس هجيلك الشركه بُكره ونبقي نشوف هنتصرف إزاي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في غُرفه ميس وجدت إتصالات عِده من أحمد الذي لم يتوانَ عن الاتصال بكل من يعرفهم ليعرف أي أخبار عن مروان .. منذ كلام حنين وهو مُنطوي علي نفسه لا يرد علي الهاتف دائما مشغول بمُتابعه صور حنين التي ملأت حيز كبير من هاتفه
قامت ميس بمعاوده الاتصال لتسمع الرنين علي الهاتف الاخر , ليجيب أحمد بعد مده بلهفه
- ميس إنتي كُنتي فين وفين مروان
- براحه يبني علي نفسك أنا كُنت برا الاوضه ومسمعتش الموبايل في إيه
ليجيبها هو بضيق
- أخوكي باله فتره كبيره مبيردش عليا ولا بيجي النادي خير إ ن شاء الله
- كتمت هي ضحكتها لتجيب فورا
- معلش هو كان مُكتئب بقاله فتره وكده حتي أنا مكنتش بقابله في البيت
- امممم ماشاء الله إيه العيله الجميله دي
ردت هي بحده زائفه
- إنت بتتريق ولا إيه
ليرد هو ساخرا
- أتريق لا إزاي
- ثم أكمل بجديه
- ده أنا هتريق وأجيب ناس تتريق ,خلصيني أخوكي فين
ردت هي بضيق
- قاعد في أوضته هنا
- طيب إحبسيه بقي لحد ما أجي
ردت بلإبتسامه صفراء
- تشرف وتنور بيتك
ليقول هو الاخر بنفاذ صبر وهو يُغلق الهاتف
- رخمه
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في منزل " محمود لاشين "
دلفت حنين للمنزل وهي حزينه لما عرفته عندما كانت في المشفي , دخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها وجلست علي فراشها تتذكر أحداث اليوم المُتعبه والتي أرهقتها نفسيا قبل أن تُرهقها جسديا
تسطحت علي الفراش تتوسطه وأمسكت بهاتفها وظلت تُطالع الصور الذي أخذتها من موقعه الشخصي علي موقع التواصل الاجتمااعي " فيس بوك "
كانت تشعر أنه ما يُخبئ جانبه الاخر الذي ظهر حينما مرضت والدته , ظنت أن مُحاوله الكلام مُستحيله فعليا ,, ولكنها إستطاعت أن تجعله يتحدث ولو لمره بدون عصبيه
فوجئت هي بطرق علي الباب فأغلقت هاتفها وإعتدلت في جلستها وأذنت للطارق بالدخول
ليدلف مُصطفي للغرفه ويسحب الكرسي الموضوع أمام التسريحه خاصتها ليقربه من سريرها ويجلس عليه ويبدأ بالكلام قائلا
- إزيك يا حنو
إستغربت هي طريقته لكنها ردت
- الحمد لله كويسه وإنت أخبارك إيه
رده هو بإبتسامه
- أنا كويس جدااا يعني
- امممممم
ظل ينظر هو في جميع إتجاهات الغرفه هاتفا
- أوضتك جميله يا حنين ماشاء الله , حلوه رسمه الفراشه اللي فوق دي مين اللي راسمها
نظرت له رافعه حاجبها الأيمن وعاقدهً ذراعيها لصدرها للتحدث بنبره آمره
- في إيه يا مُصطفي عايز إيه من الاخر
رد هو بإبتسامه راجيه
- ههها , طب إنتي تعرفي إني أخوكي صح
ردت هي بنفاذ صبر وبنبره بلهاء
- إنت أهبل يا بابا
زم هو شفتيه قبل أن يخبرها ما يريد ليشبك يديه قائلا
-بصي من الاخر عايزك في حوار
استنكرت هي كلمته لتردف بسخريه
- حوار ,, ماشي يسطا قول في إيه
فاكره البت اللي معايا في الكليه اللي كُنت بشرحلها
عقد حاجبيها بتفكير لتهتف بدهشه
- إنت عُمرك ما قولتلي حاجه زي دي
- هتف بإبتسامه مُستفزه
- أديني بقولك أهو يستي
حركت رأسها يمينا ويسارا لتمنع أعصابها من الانفلات
- What ever ( أياً يكُن ) المهم مالها يعني
- مملهاش يعني كُنت عايز اللي هو يعني بس مش عارف
مسحت علي وجهها عِده مرات لتهتفقائله بنفاذ صبر
- إطلع برا يا مُصطفي ولما تعرف جاي ليه إبقي تعالي
أردف هو بنبره راجيه
- خلاص خلاص هقول
دلف ياسين الصغير إلي الغرفه مُستنداً علي الباب ليهتف ساخرا من أخيه هو الاخر
- يا بنتي يقصد يقولك إنه بيحب البت دي فهمتي يعني , ده هيشلنا علي ما يتكلم
فغرا الاثنان فاههما ليتطلعها إليه بنظرات تشوبها الدهشه من ذلك الصغير ليهتفمُصطفي وهو يبتلع ريقه
- إنت جبت الكلام ده منين
قال ياسين وهو يحرك يديه لاعلي ولاسفل
- منت بتقعد قبل ما تنام تقول (وحشتيني .. هنبقي مع بعض ) وكلام بقي كتير
هتف مُصطفي بتوعد
- أه يا كلب ! وعامل نفسك نايم ده أنا هبهدلك
لتذهب له حنين وتحمله بخفه وتضعه علي الفراش وصوت ياسين يتعالي من الضحكات إثر مُشاكستهما له ...
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
في المشفي
كان عبد الرحمن يجلس علي الاريكه بصمت حتي أنه لم يتحدث معوالدته عندما عادت بل إنه ساعدها فقط في التسطح علي الفراش ثم جلس بعيداً وها هو يفتح هاتفه لأول مره مُنذ شهر ليري الكم الهائل من الرسائل التي وصلت له للاطمئنان علي حاله
لتكسر إيناس ذلك الصمت قائله بإرتباك
- عبد الرحمن أنا هضطري أسافر أمريكا عند خالك عشان وحشني
هتف هو ساخرا وهو يعلم لم ستسافر
- راحه لخالو ولا عشان تتعالجي من الكانسر يا ماما !   

لا مجال للعـوده.. بقلم سارة عاصمDonde viven las historias. Descúbrelo ahora