في أحد الأحياء السكنية العادية ، كانت تجلس أمام شاشة حاسوبها المحمول في غرفة معيشتها، بقيت تحدق في الصفحة البيضاء التي على الشاشة تارة ولوحة المفاتيح تارة أخرى..
تحاول تجميع الأفكار في عقلها لتنسكب من أصابعها نحو لوحة المفاتيح لتظهر أخيرا على الصفحة ناصعة البياض، لكن عبثا تحاول..
هي على تلك الوضعية منذ ساعتين، وطوال الأسبوعين الماضيين كانت تكرر نفس الوضعية في نفس الوقت ولنفس المدة لعل شيء ما سيتغير..
تنهدت بعمق وهي تعبث بشعرها غاضبة، أغلقت حاسوبها بعنف وألقته بجانبها، أرخت برأسها للخلف مغلقة عينيها..
"إن لم أحصل على رواية جديدة في أقل من شهرين، عليك البحث عن دار جديدة للنشر!"
ذلك التهديد الوضيع من مالك دار النشر العجوز بدأ ينبش رأسها، هو يعلم أنها من المستحيل عليها إيجاد دار نشر بسهولة بعدما يتم طردها..
أمسكت هاتفها لتطبع ذلك الرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب، بعد عدة رنات أجاب "مطعم سال للبيتزا كيف يمكن أن أساعدك؟"
"مرحبا توني، المعتاد!"
"إثنين بيتزا كبيرة واحدة بالبيبيروني وواحدة جبنة كثيرة، ستصلك في ربع ساعة!"
"أشكرك!"
أغلقت الخط ورمت بهاتفها قريبا من الحاسوب، نهضت وبدأت بعمل بعض التمرينات كي تحرك جسدها المتيبس من عدم الحركة..
بعد انتهائها فتحت التلفاز لتشاهد أحد الأفلام لعل الإلهام يجد طريقه لها، ولذهاب الوقت لحين وصول طعامها..
ربع ساعة، نصف ساعة، ساعة الا ربع، ساعة كاملة ولم يأتي طلبها بعد..
"ما هذا توني؟ لقد طلبت منذ أكثر من ساعة ولم يأتي طلبي بعد!"
"ماذا؟ آنسة أومالي أنا متأكد بأني أرسلت لك طلبك منذ عشرين دقيقة!"
"مجددا؟"
