"لا بأس ببعض الكعك.."
حاسبت راكيل المقهى الموجود بجانب شقتها، قررت زيارة جارها اللطيف كي تكمل كتابة روايتها، فعلى ما يبدو أنها لن تستطيع الكتابة من دون الاستماع لعزفه..
توجهت نحو باب شقته، والذي بقيت أمامه برهة لأنها اعتقدت أنه سيفتح الباب فجأة كعادته، لكنه لم يفعل..
"اعتقد أنه لا يراقبني اذا!"
ضحكت بخفة على اعتقادها السخيف، ضغطت الجرس ووقفت تنتظر اجابته..
فتح الباب آخيرا بعد عدة دقائق، نظر لها ولعلبة الكعك التي في يدها قبل أن يتجاهلها كليا ويدخل شقته تاركا الباب مفتوحا خلفه..
"لست من محبي الكعك؟ اذا المزيد لي!"
دخلت راكيل وأغلقت الباب خلفها، توجهت نحو المطبخ لتضع العلبة داخل الثلاجة، بحثت عن جارها لتراه يجلس حاضنا ساقيه ويشاهد التلفاز..
ذهبت وجلست بجانبه، نظرت للتلفاز ووجدته برنامجاً وثائقياً عن الحيوانات، شيء آخر يختلفان فيه..
"إذا، هل ستعزف لي مجددا؟ حياتي العملية تتوقف على ذلك!"
تمتم هو بكلمة لم تسمعها، بقيت تحدق فيه في محاولة لفهم ما قاله، قبل أن تقول "هاه؟"
"جائع!"
نهضت هي وتوجهت نحو المطبخ..
"لا مشكلة عندي سأعد لك الطعام، لكن عليك العزف لي بالمقابل!"
قامت بربط شعرها وخلع معطفها الخفيف، توجهت نحو الثلاجة وسألت "إذا ماذا تريد؟ لديك بعض النقانق، أوه ويوجد أيضا أرز و-"
"بيتزا!"
أخرجت رأسها من الثلاجة لترى سلة المهملات، كانت توجد بها عدة علب بيتزا فارغة، تنهدت والتفت نحوه قائلة "عليك التغيير قليلا من البيتزا، ستفسد صحتك!"
"لا بيتزا، لا عزف!"
قال ذلك ورمى بنفسه فوق أريكته، أدارت عينيها قائلة لنفسها "طفل!"
ذهبت لتقف أمام رأسه في حين كان لازال مستلقٍ على ظهره، "أعطيني هاتفك، سأطلب لك بعضا منها!"
حدقا في بعضهما فترة، قبل أن يقف هو أمامها..
"أكره الهواتف!"
نظرت له بصدمة، هو لم يكن يمزح إذا، خرجت من شقته وأحضرت هاتفها الخاص، ومن ثم عادت له..
"سأطلب لك بيتزا البيبيروني، جيد؟"
"جيد!"
طلبت له، وعادت لتجلس في مكانها تعبث بهاتفها الا أن يصل الطلب..
ومرة أخرى تمتم هو بشيء، نظرت له لتجده ينظر لها بالمقابل، لذا سألته "ماذا؟"
"بماذا تناديني؟"
صمتت فجأة، فبالحديث عن الأمر، هي لا تملك أدنى فكرة عن اسمه، لذا أجابته بصراحة..
"في الحقيقة، أشير إليك ب'جاري اللطيف'"
"جاري اللطيف.."
قال اللقب وكأنه يجربه على لسانه، قبل أن يبتسم ابتسامة صغيرة لاحظتها راكيل..
"سيد شيبارد.."
