القطعة الرابعة.

74 6 2
                                    

"حسنا، هذه مشكلة!"

مضت دقائق بالنسبة لها كانت دهر، لم تستطع راكيل الالتفات ورؤية من خلفها، كانت تعلم أن شكلها مثير للريبة كثيرا..

أخذت نفسا عميقا ورتبت الكلمات في دماغها كي تستطيع الشرح لأي كان من يسكن شقة 13..

وأخيرا التفت خلفها، لتجد شابا ذا بشرة بيضاء تبدو شاحبة ولكنها طبيعية، شعر أشقر مبعثر تغطي بعض من الخصلات عينيه، ويبدو أيضا في نفس عمرها، بثياب فضفاضة ويحمل قطعة بيتزا في يده..

"هذه البيتزا خاصتي صحيح؟"

نسيت راكيل كل حرف كانت تود قوله وأشارت بإصبعها نحو قطعة البيتزا التي قام هو بإدخالها فمه..

"لا تستطيعين تأكيد ذلك!"

تحدث وفمه مليئ بالبيتزا التي أكلها لقمة واحدة، في حين ضحكت راكيل بخفة وقالت "لم أكن أستطيع التأكد حتى قبل أن تأكلها!"

نظفت حلقها قبل أن تكمل "على أي حال، أعرف أنك تأخذ طلبي في كل مرة أطلب فيها، لذا هل يمكنك التوقف عن ذلك؟"

"لا.."

بساطة جوابه جعل راكيل تحدق فيه بصدمة "لا؟ ماذا تعني ب'لا'؟"

"أحب البيتزا!"

ولازالت راكيل تشعر وكأنها في دوامة، لا تفهم ما شأن أي شيء يقوله بأي شيء آخر..

"إذا؟ أيعطيك هذا الحق أن تسرق مني طلبي؟ لما لا تطلب بنفسك؟"

صمت هو قليلا وبدأ يفكر، بقيت راكيل تنظر إليه منتظره منه جوابا، وآخيرا قال "أكره الهواتف!"

"هاه؟"

تنهدت راكيل للمرة المئة لهذا اليوم، وأكملت "لا يهم سأحرص على أن يصل طلبي لي المرة القادمة!"

التفتت راحلة، تنوي ترك ذلك 'الوقح' يقف لوحده كالأبله بملابس نومه، قبل أن يركض هو ليقف أمامها فاصلا بينها وبين طريق شقتها..

"البيانو.."

وقفت تنظر له وانتظرت منه الإكمال..

"تحبين البيانو؟"

"ليس وكأني أحبه، لكن تلك المعزوفة، لقد فعلت أمرا عجيبا بداخلي، وجعلتني أتابع عملي!"

أجابت بصراحة تامة، لم تجد أي سبب يجعلها تكذب عليه، على أي حال بقائها أمام باب شقته كان عليها تفسيره عاجلا أم آجلا..

"حسنا!"

عاد أدراجه ليدخل شقته ويغلق الباب خلفه..

"وقح، لكنه يبدو لطيفا.."

سارق البيتزا || Pizza Thief Where stories live. Discover now