القطعة الخامسة عشر.

50 3 3
                                    

"أخبريني هاربر، كيف يمكن لشخص أن يكون بغاية اللطف ولكن بغاية الإثارة في نفس الوقت؟!!"

كانت راكيل تجلس مع هاربر في معرض آخر، فبعد تلك الليلة مع السيد شيبارد وبقائها حبيسة الفراش لأسبوع آخر شعرت بتحسن كبير، ولم تصدق حتى خرجت من شقتها..

صحيح أنها تحبذ البقاء في شقتها، لكن ذلك لا يمانع أنها تفضل الخروج من حين لآخر حتى تروح عن نفسها، أضف إلى ذلك رغبتها بالحديث مع هاربر..

"أنتِ أخبريني، لأني أظنك ستفعلين على أي حال!"

وكانت هاربر تجلس بجانب راكيل في أحد المقاعد أمام لوحة ما، في حين بدأت راكيل الحديث مجددا..

"أعني، في لحظة أود عصر خديه الممتلئين بيديّ، وفي لحظة أخرى أود منه أن يلكمني لأنه مثير للغاية!"

"لم أكذب عندما قلت أن ذوقك غريب عندما يتعلق الأمر بالرجال.."

"لم أخبرك عنه لتقولي ذلك! أنتِ صديقتي عليك دعمي يا حمقاء!"

لم تحاول حتى كبح صوتها العالي طبيعيا، في حين إلتفت هاربر وعندما لم تجد أحد من الحاضرين ينظر لهم تنهدت براحة..

"حسنا اهدئي، رأيت صورته على الإنترنت، ونقطة لك هو وسيم جدا، وغني أيضا وما جعلني أستغرب أنه يعيش في حيك العادي!"

"لا أعلم شيئا عن هذا الخصوص، أتمنى أن يخبرني عن نفسه قريبا قبل أن ينفذ صبري وأقرأ عنه بنفسي!"

"لا أعلم لما لا تفعلين ذلك وننتهي؟"

"أحترم الخصوصيات، لو لم أفعل لما كنت قد أخفيت اسمي الحقيقي عن كتاباتي!"

"ومع ذلك هو علم عن اسمك، ربما يعلم من تكونين!"

كانت تلك إحتمالية، قد يكون قرأ إحدى رواياتها، وقد استطاع معرفة هويتها بطريقة ما، لم تستطع التأكد كونه لم يسألها عن ذلك أبدا..

"إذا ماذا ستفعلين بخصوص جارك اللطيف المثير؟"

"لا أعلم أيضا، ما أعلمه أن الأمور ستصبح مشوقة جدا!"

بعد الحديث عن السيد شيبارد لفترة، قررت راكيل تغيير الموضوع..

"حسنا عن ماذا يتحدث هذا المعرض على أي حال؟"

لكل معرض زارته مع هاربر موضوع معين، فمرة كان الموضوع عن التكنولوجيا، ومرة أخرى عن زمن الفايكينغ، وآخرى عن الحب..

لكن الآن لم تستطع فهم الموضوع العام الذي تتحدث عنه اللوحات، أو أنها كانت مشغولة بالحديث عن جارها اللطيف المثير عن التركيز على ما يجري حولها..

"يفترض أن يكون الأمر سهلا عليك! إنها الموسيقى!"

لربما كان ذلك إحدى الإختيارات، لكن كونها لم تفهم معظم اللوحات من الأساس جعلها لا تقدر على معرفة الموضوع العام..

"أنظري لتلك اللوحة!"

أمسكت هاربر بيد راكيل وسحبتها بجانبها، رأت راكيل لوحة لظهر فتى وفتاة ينظران لبعضهما ويجلسان على مقعد أمام بيانو، كان جانب الفتى ملون بألوان زاهية بينما جانب الفتاة الباهت يبدو وكأن الألوان تتدفق من جانب الفتى لتصل إليها..

كانت ملامح الفتى سعيدة بينما أظهرت الفتاة ملامح دهشة واستمتاع بما يجري..

"سمحوا لك بعرض إحدى لوحاتك هنا؟ رائع أنا سعيدة لأجلك!"

هذه كانت أول شيء مهم لاحظته راكيل، عندها سحبت هاربر في عناق، أجابت هاربر وهي تعانقها "أحبكِ لأن هذه أول فكرة طرأت ببالك، ولكن لا، ليس هذا ما يهم هنا!"

ابتعدت عن عناقها، قبل أن تعاود النظر للوحة وتفكر بما ستقوله..

"قبل شهر فقط كنتِ شخصا مختلفا، كنتِ غاضبة وقلقة طوال الوقت وكأن أحدهم يتربص بك، أعلم أنك كنتِ يائسة للحصول على الإلهام، ناهيك على أنك تشعرين بالقلق كونك وحيدة، لكن تغيرتِ منذ أن قابلتي آشتون شيبارد!"

توقفت لتعاود النظر لراكيل، والتي كانت متأكدة أن الدموع ستكون في عينيها..

"أعلم أن مدة معرفتك به كانت قصيرة، لكن هذا لا يعني ألا تعطي لنفسك معه فرصة، لقد غيرك للأفضل وجعلك سعيدة، لذا كوني سعيدة واجعليني سعيدة أيضا بحق اللعنة!"

ابتسمت راكيل وصت دموعها التي كانت تنهمر بصمت، قبل أن تعاود عناق هاربر والتي بادلتها على الفور..

"أحبكِ أكثر من مطعم سال للبيتزا!"

سارق البيتزا || Pizza Thief Where stories live. Discover now