القطعة الثالثة عشر.

50 2 3
                                    

"الساعة السادسة إلا خمس دقائق مساءً!"

كان السيد شيبارد يجلس أمام ساعة الحائط، ينتظر عقارب الساعة أن تعلن عن مجيء الساعة السابعة، انتظر مرور الدقائق حتى جائت أخيرا..

نهض من مكانه مسرعا لينظر من ثقب الباب، تلاشت حماسته عندما لم يجد راكيل أمام الباب، وعلى الرغم من ذلك قام بفتح الباب ليتأكد من وجودها من عدمه..

ومرة أخرى أصابته خيبة أمل، اعتاد على رؤية راكيل كل يوم في الساعة السابعة على مدار الأسبوعين الماضيين، حسنا، هذا كان بعد التنصت عليها والذي دام طوال ثلاث أشهر..

دخل شقته وتوجه نحو الحائط الفاصل بين شقته وشقتها، جلس على الأرضية ضاماً ساقيه لصدره كالعادة، أغلق عينيه ليستمع..

"هوري أرجوك لا تبالغي، إنها مجرد حمى وسعال، أستطيع الإهتمام بنفسي لا تقلقي-يا بلهاء إن تركتي عملك وأتيتي سأطردك من شقتي!"

نهض من مكانه بسرعة، غير ثيابه لبنطال جينز وقميص أبيض، وارتدى شالا يغطي فمه وأنفه، على الرغم من أن المسافة لا تتعدى ربع رواق إلا أنه لم يرد من أحد أن يراه..

شقتهما على نفس الجهة، هي في رقم "14"، لذا كان من السهل عليه الإستماع لها إن ركز، خصوصا وأنها معتادة على التحدث بصوت عالٍ..

طرق الباب عدة طرقات عنيفة ناتجة عن توتره كونه خارج شقته، بالنسبة لأنه لا يخرج كثيرا منها..

فتح الباب بسرعة، حدقت فيه راكيل بملابسها الواسعة وعينيها الذابلتان، وخفين مختلفين، قالت بصوت تعب يتخلله سعال خفيف "أوه سيد شيبارد لقد أخفتني!"

دخل مسرعا من دون حتى أن تقوم بدعوته، أنزل شاله من فمه ليجعله يحاول عنقه، أمسك بيدها وأوصلها للسرير..

ساعدها على الإستلقاء ومن ثم غطاها جيدا، لم تتفوه هي بكلمة، أدركت أنه لا فائدة من إخباره أنها بخير وهي تشعر بأنها ليست كذلك..

"حساء.."

توجه نحو مطبخها وبدأ بإعداد الحساء، قبل أن يعود مرة أخرى ويحدق بها..

"لا تتعب نفسك أرجوك، أنتَ ضيفي الآن يفترض مني أنا أن أحضر لك ش-"

قاطع حديث راكيل ومحاولتها للنهوض إمساكه بكتفيها وإعادتها لوضعها السابق، قبل أن يتابع "أنتِ مريضة، تصرفي كمريضة!"

كان وجهه قريب من وجهها، شعرت بإضطراب تنفسها مجددا، رأسها يؤلمها جدا، ولم تستطع الرد لذا اكتفت بهز رأسها موافقة..

"دجاج أم خضار؟"

فهمت أنه يشير للحساء، تنهدت وقالت "دجاج.."

أومئ لها وعاد لإكمال تحضيره، بعد إنتهائه أحضر طاولة 'الفطور على السرير'، ساعد راكيل على رفع جذعها العلوي ووضع الطاولة في مكانها، أخيرا وضع الحساء وجلس بجانبها..

"وصفة أمي.."

أمسكت بالمعلقة لتأكل، لكنها عبثا تحاول بسبب شعرها الذي يغطي الرؤية، الحرارة التي تحرق وجهها وأخيرا تلك النظرات الموجهه نحوها..

"مساعدة!"

لم ينتظرها لحظة أخرى قبل أن يختطف المعلقة من يدها ويطعمها بنفسه، وما زاد الأمر لطافة -بالنسبة لها- كونه ينفخ على المعلقة أولا قبل أن يطعمها كي يخفف من حرارته..

"تعلم أنها عادة سيئة صحيح؟"

وعلى الرغم من ذلك لم تمنع نفسها من الأكل، كونه يطعمها وكونه هو من تكبد العناء وأعد الحساء لها، لم ترد منه أن يضيع هباءً..

بعد إنتهائها أبعد الطاولة من فوقها وأنزلها على الأرض، أعاد نظره نحو راكيل التي كان مشغولة بإصلاح شعرها..

"تبدين جميلة!"

ضحكت راكيل بخفة، كانت تعلم أنه يسخر منها على الرغم من أنها لم تعتقد أنه يعرف كيف يسخر من الأساس..

"وكيف ذلك؟"

عقد حاجبيه ليفكر، وبعد فترة من الزمن شكت راكيل أنه قد غفى في مكانه أخيرا أجاب..

"تشبهين تريز.."

سارق البيتزا || Pizza Thief Where stories live. Discover now