القطعة العشرون.

50 2 2
                                    

"لقد وعدتني أنك ستأتي معي لمطعم سال للبيتزا!"

كانت راكيل تقف أمام الحمام الذي في شقة آشتون، حيث كان هو بالداخل.. منذ نصف ساعة..

"أيتها الشريرة! تعلمين أني أكره الأماكن المفتوحة، وتحاولين إجباري على الخروج؟!"

"لن يحاول أحدٌ اصطيادك! ولن تذوب بالشمس يا مصاص الدماء لأننا في الليل، لذا هيا اخرج!!"

بقيا على هذه الحال لنصف ساعة أخرى، قبل أن ترمي راكيل ورقتها الأخيرة..

"ظننتني تريز خاصتك، ظننتك تحبني، لكن لا، أنت لا تريد حتى تناول العشاء معي، أنا حزينة.."

بدأت بالتظاهر بالبكاء، هي تكره فعل ذلك به لكنها الطريقة الوحيدة لجعله يخرج ويغير من نفسيته ولو لمرة واحدة..

"افعل ما تشاء، سأذهب لشقتي ولن أزعجك مجددا!"

التفت لتخرج مسرعة من الباب، سمعت صوت باب الحمام يفتح، اندفع آشتون مسرعا ليمسك بها ويعانقها من الخلف، وضع جبينه على كتف راكيل..

"أنا آسف لا تحزني، نذهب؟"

منعت راكيل نفسها من الابتسامة، قبل أن تمسك بأيدي آشتون التي توجد على خصرها وتضغط عليها بخفة..

"حسنا، ولا تقلق بشأن الناس، لقد تدبرت الأمر.."

*****

بعد وصولهما للمطعم، أمسك آشتون بالشال الموجود على رقبته ليغطي به فمه وأنفه، وبعدها مد يده ليمسك بيد راكيل التي بدورها ضغطت على يده..

هي تدرك حالته، لذا لم تعلق أو تسخر عندما وجدته بغاية التوتر، فقط بقيت بجانبه وقادت الطريق..

المطعم قريب من شقتهما، لذا قررا المشي له، صحيح أنه كان خائفا لكنه أدرك أن عليه التغيير، لأجل راكيل ولأجل نفسه..

عندما دخلا المطعم لم يجدا أي أحد سوى توني عند صندوق المحاسبة، حدق آشتون بصدمة في المكان، قبل أن يسقط نظره على راكيل التي ابتسمت له..

"وافق المدير أن يغلق مبكرا لأجلنا، من حسن حظي أنه يعرفني.. والآنسة أنطوايت!"

غمزت له في نهاية الجملة، قبل أن تصحبه خلفها نحو طاولتها المعتادة، وبسبب راحته قام آشتون بالجلوس بطريقته المعتادة، ضاما ساقيه نحو صدره..

بعد أن طلبت لهما، جلسا مقابل بعضهما يأكلان بصمت لفترة، قبل أن يقرر آشتون كسر الصمت الممل..

"منذ صغري وأنا واقع بحب الموسيقى، غير أن البيانو على وجه الخصوص استحل قلبي بالكامل.."

أعاد آشتون قطعة البيتزا لمكانها وبدأ يحدق لأصابع قدميه..

"والدي لم يمانع الأمر، ولكن والدتي أرادت مني أن أصبح محامياً، كما يقتضي الأمر في عائلتنا.."

شعرت راكيل بالضيق له، هي أكثر من يدرك شعور أن يقف أحد الوالدين أو كلاهما ضدك وضد أحلامك..

"لذا قررت البدء بمساعدة والدي فقط، استطعت العزف في العديد من الأماكن حتى أني قمت بتأليف عدة مقطوعات، وبطريقة ما أصبحت مشهورا.. "

ضحكت راكيل لفكرة أنه يرتدي بدلة ويعزف أمام مئات الناس..

"كنت أغطي وجهي ولا أقبل بمقابلة الناس، ظنوا أني مغرور وبارد لذلك السبب فضلت الاختفاء عن الأنظار لفترة وها أنا ذا.. "

انتهت قصة آشتون هنا، لم يكن لديه أي شيء ليخفيه وكذلك راكيل التي بقيت تنظر للبيتزا خاصتها قبل أن ترفع نظرها وتمسك بمشروبها الغازي لترفعه عاليا..

"لحياة جديدة؟"

نظر لها مبتسما، أمسك مشروبه أيضا..

"لحياة جديدة معكِ.."

سارق البيتزا || Pizza Thief حيث تعيش القصص. اكتشف الآن