"تريدين إقناعي بأنك فور ما استمعتِ لعزف جارك الغريب على البيانو قمتِ بكتابة ست صفحات متتالية؟"
"إن نجحتُ في إقناعك أرجوكِ حاولي إقناعي أنا!"
كانت راكيل في المطبخ تعد لنفسها العشاء، واضعة هاربر في مكبر الصوت على هاتفها، وفي الجهة الأخرى كانت هاربر ترسم في شقتها الخاصة..
"صراحة لم أعتقد أن الموسيقى تؤثر بك لهذه الدرجة! ظننتك تكرهينها!"
"أنا لا أكره الموسيقى أبدا، الأمر فقط أني لا آراها شيئا مميزا، ولا أستمتع عندما أستمع لها!"
شرحت راكيل بصراحة، لطالما كانت تستمع للأغاني المشهورة بين فتيات عمرها، ومع ذلك لم يجعلها ذلك تشعر بأي شيء..
نفس الشيء بالنسبة للموسيقى الكلاسيكية، والدها يحبها كثيرا وهو عازف أيضا، ومع ذلك لم تبدو لها كشيء مميز..
"ولكن يبدو لي أنك ستقعين بحب البيانو، ومن يعلم؟ ربما العازف أيضا؟"
*****
"إذا آنسة أنطوايت، ما رأيك؟"
كانت راكيل تعبث بإصبعها على الطاولة، واضعة يدها الأخرى على خدها وعقلها شارد في مكان آخر، أي مكان كان سيكون أفضل من هنا..
دعاها جايمس لتحضر اجتماعا بينه وبين شركاؤه في العمل، كونه رجل أعمال ومهووس بالفن جعل اسمه معروف في العالمين..
لم تفهم سبب دعوته لها لكنها لم تكن لتخاطر بوظيفة هاربر ولو حتى بالخطأ، لذا فضلت تجاهل ما يحدث..
"أعتذر سيد ماكسويل، لم أفهم ما قلته!"
كان جايمس يشرح لهم مشروعهم القادم لبناء مجمع تجاري، لكن أسعاره ستكون مخفضة للمحتاجين، تغيرت نظرتها له قليلا بسماعها ذلك..
"ذلك-ذلك جميل جدا! أتمنى لكم التوفيق!"
هذه المرة لم تكن تجامله، لأَول مرة منذ مقابلتها له شعرت بطيبته، ابتسمت بصدق وهي تودع بقية المتواجدين وتستئذن للعودة لشقتها..
خرجت ليضربها الهواء البارد، لتتذكر فجأة جارها اللطيف وتبستم بحماقة، بعد برهة رفعت يدها لتوقف سيارة أجرة..
"مهلا، آنسة أنطوايت!"
أوقفها صوت جايمس يناديها، إلتفت لتجده يلهث من التعب، يبدو أنه ركض كي يجدها..
"أرجوك دعيني أوصلك! هذا أقل ما أفعله كونك حضرتي اليوم!"
نظرت له راكيل لدقيقة، لم ترى في ملامحه أي كذب أو نية سيئة، لذا قررت الموافقة..
"لا بأس، أظن.."
