القطعة الواحدة والعشرون.

45 2 0
                                    

"خرجتما في موعدكما الأول؟ أنتِ لا تنتظرين البتة أتفعلين؟"

كانت راكيل تجلس على أريكتها هاربر تضع رأسها فوق حضنها كالعادة، أخذت راكيل تعبث بشعرها..

أتت لرأسها فكرة أن آشتون هو الذي يضع رأسه بحضنها لتبتسم ببلاهة وتحدق بالفراغ..

"هيه أعلم أنه حبيبك وأيا يكن لكن لا تجعليني أشعر بالغيرة!"

عاتبتها هاربر بمزاح، قبل أن تدرك راكيل أنها كانت تتمتم باسمه بدلا من اسم هاربر..

"هوري اعذريني، لا أعلم ما الذي أصابني فعلا، تخيلت أنه هنا بدلا منك!"

"أمازحكِ فقط، مرت فترة منذ رؤيتي لك سعيدة لهذه الدرجة، آشتون ذاك يقوم بعمل جيد!"

ابتسمت راكيل بخجل، بقيت صامتة قبل أن تكمل هاربر "على ذكر الأمر، هل أكملتِ روايتك؟"

"أوشكت على الإنتهاء، علي القول أعتقد أنها ستكون أنجح أعمالي، وأردت جعلها مفاجئة لكِ ولكن..."

رفعت هاربر رأسها عندما رأت راكيل تضع حاسوبها فوق حضن هاربر، نهضت لترى ما المكتوب قبل أن تتسع ابتسامتها وتعانق راكيل..

"سميتي إحدى شخصياتك باسمي؟ يا إلهي عزيزتي أحبكِ!"

توسعت ابتسامة راكيل أيضا قبل أن تبادلها العناق، قاطعهما طرق على الباب..

"من يكون؟"

نهضت هاربر لتتجه نحو الباب وتفتحه، كان آشتون يقف أمام الباب مرتديا شاله المعتاد..

"مرحبا آنسة جونز، أشكرك على جعل راكيل سعيدة!"

مد يده ليصافحها، مدت يدها بالمقابل لتصافحه بابتسامة..

"هذه جملتي لك!"

ابتسمت راكيل من خلفهما، من الجيد أن أعز اثنين لها يتفقان مع بعضهما، التفت هاربر ملوحة لراكيل قائلة "سأذهب للعمل، آراكِ، إلى اللقاء سيد شيبارد!"

تخطته لتخرج وتغلق الباب خلفها، توجه آشتون مباشرة ليجلس ويضع رأسه فوق حضن راكيل..

أحست راكيل بقلبها يقع في قدميها، لكنها هدئت كونه أغلق عينيه ولم ينظر لها ولا لملامح وجهها المنهارة..

"تصنتَ علي مجددا صحيح؟"

وضعت يدها فوق رأسه لتعبث بشعره الأشقر المبعثر، بعض من خصلاته الخفيفة كانت تغطي عينيه..

"شعرتُ بالغيرة، أنا أيضا أريد الإستلقاء هنا!"

"كل ما عليك فعله هو الطلب.."

لم تكن راكيل غاضبة كونه تصنت عليها مجددا، هي تكره تلك العادة فيه لكنها لا تستطيع إجبار نفسها على الغضب منه، وكونه لطيف جدا كان نقطة إضافية له..

"لا تفعلها مجددا حسنا؟"

"لا وعود.."

قام بتغيير الموضوع فورا حينما لاحظ إنزعاجها من جوابه..

"لقد قرأت كتاباتك الخمس!"

"بهذه السرعة؟ أتمازحني؟"

كل رواية لها تتعدى ال300 صفحة، أن يكون قد قرأها في ثلاث أيام، هل هذا معقول؟..

"أقرأ بسرعة، أفهم بسرعة.."

"وتقول أنك لست من محبي القراءة.."

لم تسأله مجددا، لكن شيء ما خاطئ هنا، بقيت تفكر قليلا قبل أن تفهم..

"رواياتي أربع والخامسة قيد العمل... هل قرأت سيرة والدي الذاتية؟"

كان ذلك التفسير الوحيد الذي استنتجته راكيل، هذا واحتمالية أنه اكتشف كلمة سر حاسوبها وقرأ الرواية الخامسة لكن كان ذلك مستبعدا.. أو لا..

"فعلت، لقد كان رجلا طيبا، بغض النظر عن تصرفاته معك.."

تنهدت راكيل بتعب بعدما أعادت رأسها للخلف وهي تتذكر والدها، صحيح أنه كان قاسيا معها بخصوص تعليمها العزف، لكنه يبقى والدها..

"هذا ما أردت إيصاله بكتابتي لسيرته الذاتية، على الرغم من أن أحدهم لم يهتم لذلك واهتم لطريقة كتابتي فقط.. "

قالت ذلك وهي تتذكر جايمس وتصرفاته الحمقاء معها، قبل أن تشعر بيد آشتون توضع على خدها برقه ولطف..

"لا تفكري بالأمر حتى، قبل أن تجعليني أطلب منك كتابة سيرة ذاتية لي أيضا!"

ضحكا بخفة، قبل أن تضرب راكيل جبينه بإصبعها..

"يا إلهي من حسن حظك أني أحبكْ.."

لم تدرك راكيل ما قالته إلا بعد فوات الأوان، كونها لاحظت عينيّ آشتون وملامحه مصدومة، نهض ليجلس بجانبها وينظر لها..

"كما تحب تريزا بيتهوفن؟"

سأل ببساطة بعد لحظات من الصمت، كانت تلك الطريقة الوحيدة له كي يفهم المشاعر، بأن يشبهها بأشياء أخرى لاحظها..

"وأكثر.."

سارق البيتزا || Pizza Thief Where stories live. Discover now