القطعة الأخيرة.

78 4 8
                                    

"آنسة أنطوايت! لا أصدق أني أراك فعلا! أحببت جميع رواياتك وبالأخص هذه!"

كانت راكيل تجلس على طاولتها المخصصة في حفل توقيع الكتب، ترتدي قناعا يغطي عينيها وتمسك بالقلم لتوقع لمعجبيها..

"أشكرك عزيزتي..هذا من دواع سروري!"

صافحتها راكيل بلطف، بعدها أعطتها نسختها الموقعة، لتطلق الفتاة صيحة فرح وتعانق الرواية..

"هل تمانعين سؤالي؟ مِن مَن اقتبستِ شخصية شون؟ إنها لطيفة للغاية!"

ابتسمت لها راكيل، لتعاود النظر للنسخة التي أمامها، وعنوان "صاحب الشقة رقم 13" يلمع في الأمام، كانت قد اقتبست العديد من الأحداث مما جرى معها الفترة الفائتة..

"من ملهمي.."

بعد عدة تواقيع ومصافحات وابتسامات، كانت راكيل تشعر بالفرح عندما يخبرها أحدهم عن حبها لكتاباتها، لم تعلم أنه سيكون شعورا رائعا كونها قامت بعمل حفل التوقيع لأول مرة..

"مرحبا هوري، أين أنتِ الآن؟"

"مرحبا راكي، لقد انتهيت من رسم لوحتي، افتتاح معرضي سيكون بعد أقل من شهر وبقي لي أكثر من لوحة لأكملها.."

"لا تقوليها.."

"آسفة راكي لن أستطيع المجيء، أوصلي سلامي له حسنا؟ أحبكِ!"

"أحبكِ أيضا.."

أغلقت راكيل الخط بحزن، لكنها تجاوزت الأمر كونها تشعر بالفرح لقيام هاربر أخيرا بفتح معرضها الخاص..

هزت رأسها عند رؤيتها لنسخة أخرى من روايتها أمام عينيها، فتحت الكتاب مباشرة دون رؤية من وضعه أمامها..

"شكرا لقرائتك روايتي، لأجل من أوقعها؟"

"من أجلِ إليز.."

تمتمت راكيل الجملة وهي توقعها، قبل أن تدرك وترفع نظرها لترى صاحب النسخة..

"مرحبا!"

نهضت راكيل لتعانقه بقوة، كونه آخر شخص توقع له لليوم..

"شوتي! لم أعلم أنك ستأتي!"

قطب آشتون جبينه عابسا، قبل أن يجيب "والدتي وفمها الكبير.. أكان عليها مناداتي بشوتي!"

ضحكت راكيل بخفة، فصلت العناق لتأخذ حقيبتها وأشيائها، عادت لتشبك ذراعها بذراعه..

"وما المشكلة؟ إنه اسم لطيف!"

"إنه طفولي.."

قررا الذهاب لموقعهما التالي مشيا على الأقدام، كونه قريب كفاية ولأن لا أحد منهما يمتلك سيارة، أو يود صرف نقوده على سيارة أجرة..

وصلا أمام المبنى العتيق، قبل أن تفك راكيل قناع عينيها، أنزل آشتون ليصل لمستوى طولها وتقوم هي بربط القناع في عينيه..

"اذهب وأبهرهم!"

اقترب ليطبع قبلة على خدها، قبل أن يجيب "سأفعل!"

دخلا المبنى، كان مسرحا امتلئ بالناس مسبقا، لكن مكان راكيل في الصف الأول كان محفوظا من البداية، توجهت هناك لتجلس وتنظر ظهوره..

"الظهور الأول للسيد شيبارد الصغير منذ فترة.. أنا متحمس للغاية!"

"منذ صغره وهو نابغة في العزف، وأخيرا سأستطيع رؤيته يعزف مجددا!"

كانت تلك التعليقات المشابهة تثلج صدر راكيل، التي اتسعت ابتسامتها وهي تنظر للستار يفتح ليظهر البيانو خلفه..

بعد دقائق دخل آشتون المسرح، وعلى الرغم من توتره، وجود راكيل التي صفقت بحماس أمام عينيه ساعده كثيرا وخفف عليه توتره..

توجه نحو البيانو، ليجلس في مكانه المخصص، وبدأ بالعزف..

لم يفشل آشتون ولو لمرة في تحريك مشاعر راكيل، على الرغم من أنها لا تشعر بأي شيء عندما تسمع أي مقطوعة لأي عازف آخر غيره..

مر الوقت وهو يعزف حتى انتهى من دون أن تلحظ راكيل ذلك، وقفت لتصفق بحماس مع بقية الحاضرين..

ابتسم آشتون ونهض لينحني للجمهور بينما نظره منصب نحو راكيل..

بعد مصافحته للناس بيد واليد الأخرى كانت ممسكة بيد راكيل حتى لا يهرب، كانت ليلته قد انتهت اخيرا..

خرجا كلاهما ليعودان لمنزلهما، فبعد الكثير من الأمور قرر آشتون شراء منزل لهما، ومع أنه يستطيع تغطية ثمنه بكل سهولة إلا أن راكيل أصرت أن يتقاسما السعر..

"أنا جائعة!"

صاحت راكيل عابسة بوجهها، قبل أن يدرك آشتون ما ترمي إليه..

"مطعم سال للبيتزا؟"

سألها مبتسما، لتومئ له راكيل موافقة..

"مطعم سال للبيتزا!"

-تمت-

سارق البيتزا || Pizza Thief Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum