فى فيلا الديهى :
كانت ريم و كارين تقفان فى المطبخ تتحدثان فى انتظار غليان الحليب الناصع ليضفى نكهته اللذيذة إلى الكابتشينو ذى الرغوة الغنية الذى أعدته ريم بتكاتها السرية . فى حين وصل إلى مسامعهم صوت طفلة تهلل : نناه ! بصى بابى جابلى ايه ؟
سناء : قلب نناه ، اتأخرتوا كده ليه ؟
لوجى : بصى الأول يا نناه و انتى تعرفى .
ضحكت سناء تضم حفيدتها : مش عارفة جايبة اللماضة دى منين ، ورينى يا ستى .. امم أفهم من كده إن باباكى فسحك النهاردة و جابلك اللعب دى .
هزت الصغيرة رأسها إيجابا و هى تضحك و تلهو بألعابها الجديدة . قطع حديث الجدة و الحفيدة دخول آسر يبدو عليه الارهاق و التعب الشديد .
- مساء الخير .
- مساء النور يا حبيبى ، هاه طمنى ايه أخبار يومك النهاردة .
- ماتفكرينيش يا أمى ، ده كان يوم غريب ..أنا يدوب أطلع آخد دش سخن و أناااام .
فى هذه الأثناء ، خرجت كارين و ريم من المطبخ تمسك كلا منهما بكأسها الساخن يتصاعد منها سحابة معبأة برائحة القهوة اللذيذة ، تضحكان بصوت عال قليلا قد لفت انتباه آسر فتحول وجهه إلى العبوس بغتة ، تكاد تخرج مقلتيه من عينيه سُخطا .. انتصب واقفا كنمر يتأهب للانقضاض على فريسته قائلا بانفعال : انتى ايه اللى جابك هنا .
ساد الصمت الجميع فى محاولة فهم ما حدث بغتة ، رفعت كارين نظرها إلى صاحب الصوت فصعقت لرؤيته و وقفت فاغرة الفم تحدق به ثم قالت باحتدام : انت تانى .. لا أنت أكيد مجنون .
شهقت ريم و وقفت تشاهد ما يحدث بعينين متسعتين ، تضع يدها على فاهها المفتوح ، بينما نهضت سناء ، وقفت بجانب ابنها قائلة : عيب كده يا ابنى ، ايه بس اللى حصل ؟ أنتوا تعرفوا بعض ؟
ردت كارين ثائرة : هو ده يا طنط ، هو ده الغبى اللى كان هيدوسنى الصبح و .. و غرقنى بالتراب .
داهمها آسر مندفعا نحوها بعصبية مما راعها كثيرا فسقط الكأس من يدها _ و لسوء حظها _ انسكب ما به على قدميها كادت تشهق لكن حتى هذه لم تقدر عليها ، أطبقت عينيها بشدة فى محاولة لابتلاع آلامها ، بينما وقف هو يهز رأسه يعض على شفته السفلى كمن يقول " مفيش فايدة " فلم يستطع منع نفسه من توبيخها قائلا :هو أنتى كده على طول ؟
غريزيا رفعت سبابتها فى وجهه كنوع من انواع الدفاع عن النفس و التحذير على حد سواء ، كادت تتبعه بتوبيخ لكنها لم تستطع النطق بكلمة واحدة فتدخلت ريم : كارين ، تعالى احطلك مرهم للحروق بسرعة .
وافقتها سناء و حثت كارين على الذهاب معها . رمقته كارين بنظرة نارية قبل أن تذهب مع ريم تتكىء على يدها .....................
تصويت + كومنت = ♥
![](https://img.wattpad.com/cover/185952235-288-k180423.jpg)
YOU ARE READING
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...