فى صباح اليوم التالى ، كان آسر يتناول افطاره و هو يتصفح الانترنت على هاتفه عندما وضع أمامه ملفا ، نظر بطرف عينيه ببرود إلى تلك الماثلة بجانبه فى حنق قائلة:
اتفضل ده ال design brief اللى طلبته امبارح .
رفع حاجبيه و لوى شفته إلي الأسفل قائلا باندهاش : بالسرعه دى !!تنهدت و لم ترد فأخذ يقلب فى الملف و مازالت واقفة بجانبه إلى أن قال : كويس ، تقدرى تبدأى فى وضع التصاميم .
نظرت له بسخرية : علشان أعمل كده لازم أشوف خط الانتاج الاول .
رد و هو يرشف من قهوته دون أن ينظر إليها : مفهوم .
قلبت شفتيها و زفرت بغيظ فتطايرت خصلاتها المنسابة على وجهها .تحركت تسير فى شموخ تطقطق بكعب حذائها إلى احدى مقاعد السفرة فى الجهة المقابلة له و جلست تتناول افطارها تتحاشى النظر إليه . و هو بدوره لم يكن مهتما لوجودها .
قطع الصمت بينهما صوت لوچى :
- صباح الخير يا بابى ، صباح الخير يا كارين .رد الاثنان التحية. كان قد فرغ آسر من طعامه فنهض عن مقعده و أخذ سترته المعلقة على ظهر الكرسى و ارتداها قائلا موجها حديثه إلى كارين : هوصل لوچى للمدرسة و أرجع تانى آخدك و نروح المصنع تكونى غيرتى هدومك .
نظرت كاريت إلى ملابسها بعدم فهم و هزت رأسها استفهاما : ما أنا لابسه أهو و لا هى عطلة و السلام.
زفر آسر و هو يطالعها بازدراء متأملا ملابسها التى كانت تتألف من تونك زيتى طويل من الصوف يصل طوله حتى الركبة و ترتدى تحته جوارب سوداء شفافة ،تلف حول رقبتها وشاح باللون المشمشى مزركشا و تحتذى فى قدميها نعلا يصل طول كعبه الى ٧ سم .فقال بنفاذ صبر : لبسك ده مش هينفع تروحى بيه .
- ليه بقا ان شاءالله ؟!
- أولا لأن حضرتك هتكونى وسط مئات من العمال و كلهم رجالة مش عايز مشاكل ، ثانيا الجزمة دى كمان حضرتك هتلفى ٧ مصانع مش ٧ ورش يعنى محتاجة حاجة مريحة و سريعة .رمقها بلا مبالاة و غادر فور أن انتهى من كلامه ، أطبقت كارين عينيها تعض على شفتها السفلى خجلا و تركت من يدها قطعة التوست بالجبن التى كانت تأكلها قائلة بتذمر : سد نفسى .
صمتت برهة ثم عادت لتقول : ما هو انتى اللى غبية ازاى تنسى حاجة زى دى ؟! سيبتيله فرصة يهزأك و خلاص .
تذكرت كارين الوصايا اللاتى كان يمليها عليهم الدكاترة فى الجامعه أثناء زياراتهم الميدانية إلى أحد المصانع أو التدريب فيها بألا تتمايع الفتيات و يحدن من الضحك و القهقهة حتى انها تتذكر فى احدى المرات قال لهم الدكتور : عايزكم رجالة بشنبات هناك .
نهضت كارين و لم تكمل افطارها و صعدت إلى غرفتها لتبدل ملابسها .
YOU ARE READING
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...