٦- جولة القط و الفأر

15.7K 453 6
                                    

فى صباح اليوم التالى  ،  كان آسر يتناول افطاره و هو يتصفح الانترنت على هاتفه عندما وضع أمامه ملفا  ، نظر بطرف عينيه ببرود إلى تلك الماثلة بجانبه فى حنق قائلة:
اتفضل ده ال design brief اللى طلبته امبارح  .
رفع حاجبيه و لوى شفته إلي الأسفل قائلا باندهاش  : بالسرعه دى  !!

تنهدت و لم ترد فأخذ يقلب فى الملف و مازالت واقفة بجانبه إلى أن قال  :  كويس  ،  تقدرى تبدأى فى وضع التصاميم  .

نظرت له بسخرية  :  علشان أعمل كده لازم أشوف خط الانتاج الاول  .

رد و هو يرشف من قهوته دون أن ينظر إليها  :  مفهوم  .
قلبت شفتيها و زفرت بغيظ فتطايرت خصلاتها المنسابة على وجهها  .

تحركت تسير فى شموخ تطقطق بكعب حذائها إلى احدى مقاعد السفرة فى الجهة المقابلة له و جلست تتناول افطارها تتحاشى النظر إليه  . و هو بدوره لم يكن مهتما لوجودها  .

قطع الصمت بينهما صوت لوچى  :
- صباح الخير يا بابى  ،  صباح الخير يا كارين   .

رد الاثنان التحية.  كان قد فرغ آسر من طعامه فنهض عن مقعده و أخذ سترته المعلقة على ظهر الكرسى و ارتداها قائلا موجها حديثه إلى كارين  :  هوصل لوچى للمدرسة و أرجع تانى آخدك و نروح المصنع تكونى غيرتى هدومك  .

نظرت كاريت إلى ملابسها بعدم فهم و هزت رأسها استفهاما  :  ما أنا لابسه أهو و لا هى عطلة و السلام.

زفر آسر و هو يطالعها بازدراء متأملا ملابسها التى كانت تتألف من تونك زيتى طويل من الصوف يصل طوله حتى الركبة و ترتدى تحته جوارب سوداء شفافة  ،تلف حول رقبتها وشاح باللون المشمشى مزركشا و تحتذى فى قدميها نعلا يصل طول كعبه الى ٧ سم  .

فقال بنفاذ صبر  : لبسك ده مش هينفع تروحى بيه  .

- ليه بقا ان شاءالله  ؟!
- أولا لأن حضرتك هتكونى وسط مئات من العمال و كلهم رجالة  مش عايز مشاكل  ، ثانيا الجزمة دى كمان حضرتك هتلفى ٧ مصانع مش ٧ ورش يعنى محتاجة حاجة مريحة و سريعة  .

رمقها بلا مبالاة و غادر فور أن انتهى من كلامه  ، أطبقت كارين عينيها تعض على شفتها السفلى خجلا و تركت من يدها قطعة التوست بالجبن التى كانت تأكلها قائلة بتذمر  : سد نفسى  .

صمتت برهة ثم عادت لتقول  : ما هو انتى اللى غبية ازاى تنسى حاجة زى دى  ؟! سيبتيله فرصة يهزأك و خلاص  .

تذكرت كارين الوصايا اللاتى كان يمليها عليهم الدكاترة فى الجامعه أثناء زياراتهم الميدانية إلى أحد المصانع أو التدريب فيها  بألا تتمايع الفتيات و يحدن من الضحك و القهقهة حتى انها تتذكر فى احدى المرات قال لهم الدكتور  :  عايزكم رجالة بشنبات هناك  .
نهضت كارين و لم تكمل افطارها و صعدت إلى غرفتها لتبدل ملابسها  .

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) Where stories live. Discover now