٣١- هروب

10.9K 331 19
                                    

فى الصباح الباكر  ،  ارتدى آسر ملابسه الرسمية و خرج فى عجالة بعد أن أخفق فى محاولاته للنوم  ،  استقل سيارته و ذهب إلى الشركة قبل استيقاظ أى فرد فى العائلة  ،  لم يكن يرد أحدا يراه فى هذه الحالة  .

دخل آسر الشركة تدب خطواته المكان بغضب عاصف حتى شرع الموظفون فى الهمهمة  " ربنا يستر  "  ،  " هو ماله النهاردة  ؟ "  ،  " هو ايه اللى حصل  ؟  "

فى ڤيلا الديهى  :
ريم  :  صباح الخير يا ماما  ..  صباح الخير يا مروان  .
سناء:  صباح النور يا حبيبتى  ..  أومال فين كارين  ،  لسه ماصحيتش و لا ايه  ؟
ريم  :  مش عارفة يا ماما أنا فكرتها نزلت  .
سناء  :  مش عادتها يعنى تنام لحد دلوقتى  ..  ده الساعة داخلة على ١٠  ،  و هى ف العادة بتصحى ٧  .
مروان  :  عادى يا جماعة يمكن راحت الجامعة  .
ريم  :  انا هقوم أطمن عليها ماشوفنهاش من امبارح من ساعة ما اتخانقت مع آسر  .

فى الشركة  :
دلف السكرتير مكتب آسر هرعا  :
- آسر بيه  .
آسر بغضب  : فى ايه يا حامد؟
- فيه مشكلة كبيرة  ، الشركة اللى مسئول عن عقدها الباشمهندسة كارين بعتت اخطار بدفع الشرط الجزائى بعد ما المهلة اللى ادوهالنا انتهت  .
- ازاى ده  ؟ طب مش أنا قولت لابراهيم يكمل شغل كارين  .
- ما هى دى مشكلة تانية  ، رئيس القسم الهندسى باعت تقرير بيقول ان الرسم الهندسى اللى عمله المهندس ابراهيم فيه أخطاء كتيرة جدا  ، و مش هينفع تتصلح غير لما يتعاد من الأول و ده فيها شهر كمان  .
- أوووف  ، ايه اللى بيحصل ده  ، المهندسين خابوا و لا ايه  .. اندهلى الزفت ده  .

فى غضون دقائق كان ابراهيم ماثلا أمام آسر و القلق يجوب ملامحه  .
- ايه ده يا بشمهندس  .. دى عمرها ما حصلت  معاك  .
- يا آسر بيه أنا كان عليا ضغك شغلةكتير وقولت كده لحامد  .
- و أنا بقا عيل أهبل علشان هيدخل عليا الكلام ده  .. ضغط ايه اللى يخليك تعمل كل الأخطاء دى بالشكل ده  ... حامد  !!
- نعم  يا آسر بيه  .
- أستاذ محمد مدير ال HR يشوف شغله مع البيه علشان يحصل صاحبه  .
- يا آسر بيه  ، بس أنااا...
قطع الحديث صوت هاتف آسر يتمتم بسره  " اتصال من البيت  ؟!
- ألو  .
- أيوا يا آسر  .. تعالى بسرعة  .
- فى ايه يا مروان  ؟!
- كارين سابت البيت و مش عارفين راحت فين  .
- يعنى ايه مش عارفين راحت فين  ، ما يمكن راحت الجامعة.
- لا يا آسر  .. هى خدت كل هدومها و حاجاتها.
- طب اقفل أنا جاى حالا  .

خرج آسر من مكتبه مختلط المشاعر بين الغضب و الخوف دون أن يعير الواقفين اهتماما و لا لنداءاتهم  .
خرج ابراهيم من مكتب آسر و طلب أحدهم تليفونيا  :

- أيوا يا زفت  ..  الله يخرب بيتك  .
- ايه يا ابنى اهدا  ..  حصل ايه  ؟
- حصل انى هترفد بسبب غباءك..  لا غبائى.. أنا اللى غبى علشان سمعت كلامك  .
- اهدا بس و كل حاجه هتتحل  .
- اهدا  !!  يخرب بيت برودك يا شيخ  ..  صحيح أنا سمعت ان فيه حد ف البيت عنده مختفى  .
- هههه  ..  آه دى كارين  .
- خبر أسود  ..  اوعى تكون انت اللى ورا الحوار ده  ؟
- اممم  ،  مش بالظبط يعنى  .
_____________________
فى مكان آخر  :
- ميرسى أوى يا مروة على كل اللى عملتيه معايا  ..  يعنى لولاكى انتى و سامح مش عارفة كنت هروح فين نص الليل  .
- ماتقوليش كده يا كارين احنا اخوات بس بردو ماقولتيليش انتى ليه سبتى البيت و فى وقت زى ده  .
- معلش يا مروة  ،  مش عايزة أتكلم فى الموضوع ده  .
- اوك  على راحتك  ..  اعتبرى البيت بيتك  ،  أنا لازم أنزل دلوقتى   ..  محتاجة حاجة  ؟
- لا ميرسى  ..  آه لو سمحتى زى ماقولتلك بقا مش عايزة حد يعرف انى عندك  .
- آه طبعا  ،  ماتقلقيش  ..  باى  .
- باى  .
____________________

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن