انطلقت السيارة و سط الزحام الليلى بأجواءه الممتعة و الأضواء الصفراء المتناغمة مع كحلة الليل بسماءه الساحرة تتلألأ النجوم فى فضاءها متراقصة حول قمرها . تشدو الأغانى فى راديو السيارة تتراقص عليها ريم فى مقعدها و بجانبها أحمد يردد لها كلمات الأغنية الرومانسية و يهديها إياها بالمزيد من نظرات الحب و الوله .
أردف أحمد : ها يا روما بقالنا ساعة بنلف فى الشوارع لسه ما استقرتيش هنروح فين .
ريم بتفكر : اممم...
ثم صاحت: أيوااا اقف هنا .فرمل أحمد و ركن سيارته : أخرتها ! بتلففينا كل ده علشان فى الآخر ناكل آيس كريم.
- بحبه يا أحمد .
- أحلى أحمد دى و لا ايه .
- طب ياللا انزل يا محلس .
- محلس !! طب شوفى مين هيحاسبلك ع اللى هتاكليه.. بحب سرسجية يا ربى.
- بتقول حاجة يا حبيبى .
- بقول انجرى أدامى .قالها و هو يحيطها بذراعه و دلف بها إلى متجر الآيس كريم و احتلا موضعهما على طاولة ذات موقع استراتيجى بجانب النافذة و أمام السلم الداخلى للمتجر يستطيعا من خلاله الاستمتاع بمشاهدة الحركة خارج المتجر مع الموسيقى الهادئة بداخله .
- ها يا حبيبتى أطلبلك ايه ؟
- امم ، عايزة براونيز كيك آيس كريم .. آه و عايزة آيس كريم الماشين ده أصل بحبه أوى ، بالفانيليا أوكى .حدق بها أحمد رافعا حاجبه قائلا بمجاكرة :
- ماتيجى تاكلينى أحسن و ياريته بيبان عليكى .
تذمرت ريم بتصنع بهيئة طفولية تلائم وجنتيها الممتلئتين فضحك و استطرد : ههه خلاص ماتزعليش هجيبهم .عاد أحمد بعد دقائق يحمل صينية عليها طلباتهما فتهللت أساريرها و انكبت على الأيس كريم خاصتها ذات البسكوتة تلعقه بلسانها ، لم يستطع أحمد حينها أن يمنع نفسه من الضحك فرمقته شزرا قائلة:
- بتضحك على ايه يا غلس .
أشار إلى طفلة تجلس مع والديها فى طاولة قريبة منهم تأكل الآيس كريم ذاته ملطخة أنفها و فمها به قائلا : شايفة البنوتة دى .
هزت رأسها : اممم ، مالها ؟
- انتى حاليا نسخة منها .زاغت بعينيها يمينا و يسارا و أمسكت بهاتفها تنظر إلى شاشته فاتسع فمها الملطخ بالكريمة البيضاء و فغرت عينيها صدمة حينها سمعت صوتا لفلاش كاميرا، إذ به أحمد قد التقط لها عدة صور على هاتفه بتلك الهيئة المضحكة ، صار يضحك و يضحك حتى أخذت تضربه بخفة فحاول كتمان ضحكاته مقتربا منها بمقعده و تناول مناديل ورقية و أخذ يمسح لها الكريمة المتناثرة على وجنتيها و أنفها و حتى شفتيها ، تلك اللمسة التى أصابت جسده بالقشعريرة و أضرجت بوجهها حمرة الخجل.
- احم ، خلاص يا ستى خلصنا .
فردت بغنج مرح : ميرسى !كانت ريم تحادثه بعفويتها المطلقة و كان يستمع إليها بإنصات حتى تجهم وجهه و اضطربت ملامحه حين لمحت عيناه فتاة على رأس الدرج ترمقه بنظرات ذات معنى فأشاح بوجهه عنها قائلا بسره : يا خبر أسووود !
ريم : ايه ؟
- لا يا حبيبتى كملى .
YOU ARE READING
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...