٣٤- على متن الطائرة

13.5K 423 159
                                    

صدم الجميع لقرارها المفاجىء  و بالأخص آسر الذى كان يقف كالصنم يحاول نفى تصديق ما سمعه   .
ريم  :  طب و الماجيستير يا كارين  .
كارين  : مش مهم ابقا اعمله هناك أو فى أى دولة أجنبية  .

لم تجرؤ سناء على المجادلة معها فقد جادلتها من قبل و منعتها من ترك المنزل و كانت تلك النتيجة  .   فبدا لها ان ابتعاد كارين عن ابنها ربما يكون أفضل لها  .

فأردف والدها  :  تمام   ، زى ما تحبى  ..  طب احنا ممكن نخرجها. امتى علشان احجز التذاكر  .
لم يرد آسر بل تسمر مكانه و  قد اختطف لون وجهه تسرى البرودة فى سائر جسده  ،  فقال أحمد نيابة عنه  :  يعنى مش قبل يومين تحت الملاحظة علشان نطمن ان مفيش أى مضاعفات  .
- تمام هحجز تذاكر الطيران بعد يومين من النهاردة  .

نجحت كارين فى تصويب ذاك السهم ليستقر بقلب آسر الذى لم يستوعب صدمته بعد  ،  وقف يحدق بها بخوف جلى  ..  هل ستتركه بحق   ،  بعد كل ما عاناه حتى تستفيق و تعود إلى حياته  ..  بينما كانت ترمقه بنظرة تحد و انتصار  .
امتلأت عيناه بتساؤلات عده يتوقف عليها مصير حياته فهربت دمعة من عينيه نجح فى اخفائها و هب خارجا من الغرفة مخلفا وراءه عاصفة من الغضب و الخوف على حد سواء  .
___________________
فى المساء  :

دخلت ليلى غرفة ابنتها بعدما نقلوها من العناية المركزة إلى غرفة عادية  ، وجدت كارين تجلس على الفراش ممدة  ، شاردة الذهن  ، تتساقط عبرات من حدقتيها ألما و جزعا  .
جلست بجانبها فانتبهت لها كارين  تحاول مسح دموعها فأمسكت بيدها فى حنان و أردفت  :  ليه بتعاندى نفسك يا حبيبتى  ..  عارفة انك بتحبيه  ،  و ان قرارك ده واخداه من ورا قلبك  ..  بلاش التسرع يا كارين علشان ماتندميش   .
كارين  :  لا يا ماما  ،  ده اصح قرار خدته  ،  اصلا قرارى انى آجى هنا كان غلطة فى حد ذاته  ،  كفاية كده بقا.
ليلى  :  بس آسر بيحبك  .
كارين  :  لا يا ماما  .. هو مش مسؤل عن مشاعره دلوقتى بيحبنى بعدها بدقايق لا  ..  هو مفيش ف قلبه غير مراته و مش هيقدر يدخل حد حياته تانى و ده كلامه مش كلامى  .
ليلى  :  ممكن لما قال كده كان متلغبط أو لأنك دخلتى حياته فجأة و هو ماكنش مستعد لحاجة زى كده بعد سنين طويلة من الوحدة  ،  بصى يا كارين أنا مامتك و عندى خبرة فى الحياة   ،  آسر مش بس بيحبك  ده بيعشقك  ،  انتى ماشوفتيش لهفته عليكى و خوفه ماكانش بياكل و لا بيشرب  ،  ٣ أسابيع و هو مابيسبش فيهم المستشفى حتى بنته ماكنش بيشوفها  .

كارين  :  لا يا ماما  ،  ده بس كان احساسه بالذنب.
ليلى  :  بتضحكى على نفسك و لا على مين  ،  أنا قادرة أشوف فى عنيكى شغف حبك ليه و تصديقك لمشاعره  .
كارين  :  ماما بليييز انا تعبانه  و عايزة انام  .
نامت كارين واضعة الغطاء فوق رأسها فنهضت والدتها تهز رأسها بيأس وقبل أن تخرج من الغرفة سمعت كارين تقول  :  و مش هغير رأيى  ،  و هسافر  .
__________________
فى اليوم التالى  :

الوجه الآخر للذئب(الجزأين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن