وجد مروان الفرصة ذهبية ليتحدث إلى رقية الشاخصة فى أحد الأركان تتابع الجمع المنشغل بالترحيب بالضيوف ، نهض متجها إليها حتى توقف خلفها تماما و أردف :- مبسوط انك قبلتى الشغل معانا فى المستشفى .
انتفضت رقية فزعا مطلقة شهقة خافتة و التفتت خلفها :
- مروان !!
- تؤ تؤ ، ده انتى طلعتى خفيفة خالص ؟ اتخضيتى كده ليه ؟
- لا ، عندك ، أنا بنت صعيدية أصيلة ، مش واحد زيك اللى يخضنى .
- الله الله ! ايه واحد زيى دى بقاااا ؟!تعالت ضحكاتها فبعثت فى قلبه قشعريرة جعلته ينتفض من بين ضلوعه حتى استطردت :
- خلاص خلاص ماتزعلش ، بهزر معاك .
- اه ، اذا كان كده .. مااشىقال تلك الأخيرة بابتسامة أعرضت عن أسنانه المتراصة البيضاء فزادته وسامة ثم عاد ليقول :
- انا متأكد انك هتنبسطى معانا فى الشغل و أهو بالمرة نشوف مهارة الباشممرضة رقية الديهى.
- ان شاءالله ، و أنا كمان مبسوطة انى .. هكون معاكم .
صمتت هنيهة ثم تابعت :
- مروان هو انا ممكن أطلب منك طلب .
- طلب واحد ؟!! يا شيخة قولى عشرة.دوت ضحكاتها فى المكان حتى سمعها القريبون منهم فاستأنفت :
- لا هو طلب واحد بس ، أنا مش عايزة حد فى المستشفى يعرف انى قريبتكوا و لا انى من عيلة الديهى اصلا ، يعنى علشان مايقولوش ...
- عارف علشان مايقولوش واسطة و لا بنريحك على حساب حد علشان قريبتنا .
- بالظبط .
- أمرك مطاااع ياسيدتى ، أى خدمات تانية؟!ردت برسمية مسرحية : أشكرك يا فندم .
تعالت ضحكاتهما التى تابعتها ريم من بعيد كعادتها تبتسم بدهاء ماكر تتمتم فى سرها تداعب ذقنها بإبهامها و سبابتها : احم ، أنا شميت الريحة دى قبل كده و حفظاها ، أما نشوووف .
ترى ما ذاك الأريج التى استنشقته تلك المشاغبة؟!!
ما استمرت ضحكاتهما كثيرا حتى رن هاتفه و ظهر بوضوح صور فتاة على الشاشة يعلوها اسم "شيرى"
فارتبك وجهه و حلت محله ألوان الطيف و أغلق صوت الرنين يربت بالهاتف يين يديه ، اكتسى الغضب وجهها بلا مبرر كما زعمت لكنها شعرت بالضيق على كل حال فأردفت بهدوء مصطنع يتخلله التقزز : ممكن ترد عادى على فكرة ، على كل حال أنا همشى و أسيبك على راحتك .
YOU ARE READING
الوجه الآخر للذئب(الجزأين)
Romanceلأنّى أحبّك عاد الجنون يسكننى و الفرح يشتعل فى قارات روحى المنطفئة لأنّى أحبّك عادت الألوان إلى الدنيا بعد أن كانت سوداء و رمادية كالأفلام القديمة الصامتة و المهترئة عاد قلبى إلى الركض فى الغابات مغنيا و لاهثا كغزال صغير متمرد فى شخصيت...